ما نراه اليوم من تطاول وإجرام المتطرف بن غفير وغيره في حكومات الاحتلال المتطرفة، هي سياسة عقاب لا تنتهي، وامتداد لسنوات طويلة من الإجرام الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني؛ بهدف سعيها إلى تحقيق مكاسب سياسية، منذ ثـورة البراق وما قبلها وحتى يومنا، كما تأتي قرارات المتطرف بن غفير في منع الزيارات، وتأجيل عقدها بدلاً من كل 30يومًا مرة كي تصبح كل 60يومًا مرة واحدة، استمراراً في نهج مسلسل الحرب المسعورة، والاعتداءات المستمرة ضد عائلات الأسرى التي لن يقبلها أسرانا، ولا شعبنا الحر، وتستوجب ردًّا وطنيًّا ودوليًّا لإنصافهم والتصدي للإجراءات المحتملة للإرهابي بن غفير وحكومته الفاشية، في حين تعد السياسة الصهيونية الجديدة انتهاكًا للقانون الدولي والإنساني، ولحقوق الأسرى وذويهم.
أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال يعانون الظلم والبطش والتنكيل، وحقهم محفوظ بإسناد شعبهم ومقاومتهم، ولن تسمح مقاومتنا بالاعتداء على الأسرى وعوائلهم مهما كلف الأمر، فالأسير إنسان صاحب قضية وراء كل واحد منهم عائلة وأسرة تتجرع ألم الفراق، ولوعة الاشتياق في كل دقيقة، وأقل الواجب أن نعمل جميعًا على بقاء قضيتهم متفاعلة بلا كلل ولا ملل، فهم ضحوا لأجلنا جميعًا، فأسرى قضيتنا ليسوا أرقامًا، بل هم أبطالنا ويستحقون العيش أحياءً و التكريم أمواتاً، وهذا مطلب فلسطيني ونداء بصوت جماهيري وشعبي واحد.
يسعى بن غفير إلى تصعيد عدوانه ضد الأسرى بتقييد زيارات عائلات الأسرى في سجون الاحتلال، بحيث تُجري هذه الزيارات مرة كل شهرين، بدلًا من مرة كل شهر، حسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وتشمل هذه التعليمات قرابة 1600أسير، من بين نحو 5000 أسير بإمكانهم استقبال زيارات عائلاتهم، وقد نقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها: إن بن غفير اتخذ القرار بشأن تقييد الزيارات للأسرى من دون تنسيق مع أجهزة الأمن، وعلى الرغم من معارضة مفوضة سلطة السجون، كيتي بيري، التي حذرت بن غفير من عواقب قراره، وفقًا للصحيفة، وأضافت أن المسؤولين في سلطة السجون يرون بقرار بن غفير أنه قرار "غير مسؤول"، ويطالبون بأن يبحث المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) موضوع تغيير ظروف الأسرى الفلسطينيين كلّه، خاصة وأن للأسرى مكانة خاصة ومؤثرة على الشارع الفلسطيني، ويشكلون قضية حساسة وقابلة لإشعال الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونرى أن حكومة نتنياهو غير راضية عن قرارات بن غفير والتي قد تؤدي إلى إشعال فتيل صاعق انفجار، ومنحدر خطير بقراراته الغير مسؤولة من النقل التعسفي، وصولًا إلى منع الزيارات كل شهرين مرة، وحسب القناة 13 العبرية: قال مسؤولون أمنيون: "إن بن غفير يحاول عمدًا إشعال النار في المنطقة وخلق الإرهاب، وتوجهاته مخالفة للمنطق لتحقيق مكسب سياسي لذاته، أما موقف المنظومة الأمنية هو أن المساس بأوضاع الأسرى قد يزيد النضال الفلسطيني، ولا يمنعه، خصوصًا في ظل تصاعد العمليات القومية مؤخرًا، ومع اقتراب الأعياد اليهودية القادمة خلال شهر أيلول الجاري".
الإضراب الموحد، ونفير الأحرار أفشل عملية قمع إدارة سجون الاحتلال لأسرى النقب، والذي أعقبه وصول رسالة مناورة المقاومة التي قلبت الطاولة على رأس المتطرف بن غفير، فالمقاومة أقسمت ألا تترك الأسرى، وهم على رأس أولوياتها، وهي حاضرة في كل المعارك التي يخوضها الأسرى، وسُجِّل انتصار جديد للأسرى بعد تعليق إضرابهم عن الطعام نتيجة استجابة وتعهد إدارة سجون العدو بإعادة الأسرى المنقولين من النقب، ووقف جميع إجراءات النقل التعسفي، والأعمال الاستفزازية.
ملف الأسرى خط أحمر لدى الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، كونه من الثوابت الوطنية، ولن تقف موقف المتفرج أمام استمرار الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة وممارساتها التعسفية بحق الأسرى، ومناورة المقاومة بغزة التي أطلقت خلالها 50صاروخاً ساندت بطولة وصمود الأسرى أمام جبروت السجان، في إرغامه على وقف سياسة التنقلات، والانتصار عليه مجددًا، ورضوخه مجبراً للاتفاق مع الأسرى، والاستجابة لمطالبهم، ووقف إضرابهم الموحد الذي شارك فيه 1000أسير فلسطيني.