قائمة الموقع

تقرير القائدان عماد وعادل عوض الله.. شقيقا الدم ورفيقا المقاومة والمُطاردة والشهادة

2023-09-10T08:58:00+03:00
الشهيدان القائدان عماد وعادل عوض الله
شهاب

رفيقا الجهاد والمقاومة والمُطاردة، شقيقا الدم وقرينا الشهادة، هكذا عرفت فلسطين عامة والضفة الغربية المحتلة خاصة الشقيقين القائدين الشهيدين عماد وعادل عوض الله اللذين أمضيا ردحا من الزمن في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتلقينه الدروس التي لا تُنسى.

يوافق اليوم الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد الأخوين القائدين عماد وعادل عوض الله، اثنين من أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية المحتلة، في عملية اغتيال نفذها الاحتلال في إحدى المزارع المجاورة لقرية ترقوميا بمدينة الخليل، بعد عملية مطاردة استمرت ثلاث سنوات.

أسبوع من الجحيم الذي لا يمكن أن ينساه قادة الاحتلال، ففي عام 1996 قتل 49 من جنوده، وأصيب العشرات خلال سلسلة عمليات" الثأر المقدس" انتقاما لاغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش، التي قادها الأسير المجاهد حسن سلامة، وكان للأخوين عماد وعادل عوض الله دور بارز في تجهيز عملياتها.

لمحة البدايات

نشأ القائدان عماد وعادل في بيئة ملتزمة، وتربيا في ربوع المساجد وموائد القرآن، وكان ذلك له الأثر في بناء شخصيتهما الجهادية وبذل الغالي والنفيس في سبيل كنس الاحتلال عن أرضنا وتدفيعه ثمنًا باهظا إزاء جرائمه المتلاحقة ضد شعبنا.

التربية الإيمانية والجهادية التي تلقاها الشهيد عادل جعلت منه أول من يصدح باسم حركة حماس في ساحات المسجد الأقصى، تلاها إسناد قيادة كتائب القسام إليه مسؤولية مدينتي رام الله والبيرة في الكتائب.

عاش القائد عادل عوض الله حياة زاخرة بالتضحيات والبذل، فأصيب خلال مسيرته الجهادية عدة مرات إبان اندلاع الانتفاضة الأولى، كما اعتقل في سجون الاحتلال مرات عديدة، أمضى في آخرها أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

 على رأس المطلوبين

في أعقاب عمليات الثأر المقدس والتي أذلت فيها كتائب القسام الاحتلال، وضعت قوات الاحتلال القائدين عادل وعماد عوض الله على رأس المطلوبين لها، فشنت إلى جانب السلطة الفلسطينية سلسلة اعتقالات غير مسبوقة شملت كوادر وعناصر من حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة في سبيل الوصول إلى القائدين عوض الله.

أخضع الاحتلال والسلطة منزل عائلة الأخوين عوض الله للمراقبة الدائمة، في الوقت الذي نجحا فيه من التواري عن أنظار أجهزة أمن الاحتلال والسلطة على مدار عامين كاملين، حتى تمكن جهاز المخابرات العامة من اعتقال الشهيد عماد في أحد المنازل، فيما بقي الشهيد عادل يرصد العدو ليثخن فيه.

128 يوما من العذاب

تنقّل الشهيد عماد بين أجهزة أمن السلطة على مدار 128 يومًا في عدد من أقبية السلطة، ولاقى صنوفا لا توصف من العذاب، من شبح متواصل وضرب على الرأس، وتجريد من الملابس، ونتف للحية ولشعر الرأس.

ويروي الشهيد عماد بعد نجاحه في الخلاص من سجون السلطة طبيعة الظروف التي عايشها هناك، قائلاً: "خلال التحقيق تركزت الأسئلة حول مكان وجود شقيقي عادل، وحول علاقتي مع الشهيد المهندس محيي الدين الشريف، وعدد من عناصر كتائب القسام".

فرار مدبّر

استطاع القائد عماد الفرار من السجن في عملية اتضح فيما بعد أنها كانت مُدبّرة من قبل السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال تهدف للوصول إلى الشهيد القائد عادل عوض الله، حيث غرست السلطة جهاز تتبع إلكترونيا في جسد الشهيد عماد، ليوصلها إلى مكان شقيقه.

وبعد فرار الشهيد عماد من سجون السلطة بأيام قليلة تمكنت قوات الاحتلال من اغتيال الشقيقين القائدين عماد وعادل عوض الله بتاريخ 10/9/1998 في إحدى المزارع المجاورة لقرية ترقوميا بمدينة الخليل، بعد عملية مطاردة استمرت ثلاث سنوات، واحتجزت جثمانيهما فيما تسمى بـ"مقابر الأرقام" لـ 16 عاماً وأفرجت عن الجثمانين في 29/4/2014 وشارك الآلاف من أبناء شعبنا في تشييعهما.

مواصلة المشوار

واستكمالاً للطريق الذي بذل فيه عماد وعادل عوض الله روحهما، يواصل اليوم أبطال الضفة المحتلة مشوار المقاومة في تلقين الاحتلال الدروس تباعا في جنين ونابلس وطولكرم والخليل والقدس تحقيقاً لهدفهم المنشود بطرد الاحتلال من كامل فلسطين.

أثمر غرس الشهيدين عماد وعادل بعد سنوات وباتت المقاومة بالضفة في تطور وتصاعد مطرد غيّر شكل الصراع مع الاحتلال، كما شهدت الضفة المحتلة خلال السنوات الأخيرة تصاعدا في عمليات المقاومة الفردية والمنظمة، وفشلًا أمنيًا واستخباراتيًا لجيش الاحتلال في إيقاف جذوة المقاومة المشتعلة، وبلغ عدد قتلى الاحتلال في عمليات المقاومة خلال العام الجاري 37 صهيونياً، فالمقاومة مستمرة حتى التحرير والعودة.

اخبار ذات صلة