يتعامل الاحتلال والجهات الإقليمية والدولية مع الشعب الفلسطيني كحالة أسير له أن يأكل ويشرب بقدر الوقاية من الموت، وهذه السياسة مراقبة بحيث لا تتخطى المسموح، وهي سياسة الاغتيال البطيء، ورغم فشلها إلا أنها مستمرة في عقلية وسلوك الأطراف، الأمر الذي نجده بكثافة في المشهد الفلسطيني اليوم.
فنجد الاحتلال يكرس الحصار على أكثر من مليوني وربع إنسان في غزة، ويحاول أن يبطل كل محاولات الصمود وفكفكة الأزمات، كما نجده يكرس احتلاله للضفة الغربية وتقسيم أراضيها وبث الفرقة بين سكانها كلما انتفض الشعب الفلسطيني في الضفة لمقاومة سياسات وفلسفة الاحتلال.
والحرب الصهيونية الدينية في القدس عامة والأقصى خاصة تتعاظم يوماً بعد يوم، واليوم يحيي الاحتلال أعياده على حساب شعبنا في القدس وحقه في المقدسات الإسلامية والمسيحية ويعد الأقصى مسرحاً لحركاته البهلوانية التلمودية صباح مساء.
كما يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في الأرض الفلسطينية التاريخية المحتلة عام ٤٨ من سياسة التمييز العنصري وتشويه الهوية وسحب الحقوق بما فيها حق الحياة.
وبالمقابل يعاني الشعب الفلسطيني في الشتات والذي يقدر عدده ٧ مليون فلسطيني تقريباً وخاصة في مخيمات اللجوء من ضريبة التمسك بحق العودة والتعويض، وكلما زاد الوعي بذلك نجد الاحتلال وأعوانه يبثون السموم والتحريض على الفلسطينيين في العالم، وليست أحداث عين الحلوة الجارية عنا ببعيد في محاولة متجددة ومتكررة للتوطين والوطن البديل والانتهاء من قضية اللاجئين وحقوق العودة.
هذا الفعل الإجرامي العدائي المختلف زمانياً ومكانياً وفي آلياته … يهدف إلى تركيع الشعب الفلسطيني، وإنهاء قضيته وتقويض مقاومته.
ولكن وحسب قانون النظريات العلمية المرتبطة بطبيعة الإنسان وعلاقته بالبيئات المختلفة فإن هذا الفعل رغم أنه مدعوم وقوي إلا أن الشباب الثائر الفلسطيني ومعه شباب الأمة الثائر في كل مناطق فلسطين وخارجها سيكونون رد الفعل الأكثر قوة بالوعي والسلوك، وها هم يومياً يدافعون عن قضايا الأسرى والأقصى واللاجئين وحقوق الفلسطينيين في الـ ٤٨ وفي الشتات بكل ما يملكون من قوة بالكلمة وبالحجر وبالبلالين وبالإطارات وبالبندقية وبالصواريخ، ويرتقي الشهداء يومياً في هذا الطريق.
إذن الاحتلال يفعل والفلسطينيون يقابلون الفعل برد الفعل، والمشهد اليوم ينذر بفعل ثوري فلسطيني رداً على سياسة الاحتلال الممنهجة وعلى كل الأطراف وعلى أن يلجموا هذا الاحتلال الذي يتخطى يومياً كل المحرمات الدينية والإنسانية والحقوقية.