في أعقاب أحداث الفلتان الأمني الذي شهدته مدينة الخليل، والتي كان آخرها إطلاق النار على عضو المجلس البلدي عبد الكريم فراح وإحراق مركبته، زار وزير داخلية السلطة زياد هب الريح المدينة، يوم أمس الإثنين، وعلى عكس المأمول من هذه الزيارة، اكتفى هب الريح بلقاء إقليم وسط الخليل في حركة فتح، أحد أهم أسباب هذه الإشكالية، وقادة الأجهزة الأمنية.
وكان المتوقع أن يلتقي هب الريح مع رئيس بلدية الخليل، الذي تعرض إثنين من أعضاءها لإطلاق النار، وذلك على الرغم من تواصل رئيس البلدية تيسير أبو سنينة ونائبته أسماء الشرباتي هاتفيا معه، إلا أنه لم يلتق أحد فيهم، في إشارة لعدم اهتمام حقيقي بحل ما يجري في المدينة من حالة فلتان أمني.
وقال الباحث أشرف بدر، "عندما يزور وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح الخليل، ويعلن للصحافة بأن سيتم وضع حد للفلتان الأمني، وخلال أقل من 12 ساعة يتم إطلاق النار على أحد المحال التجارية في أكثر شارع في المدينة، فماذا يعني ذلك؟".
وأضاف بدر لـ"وكالة شهاب للأنباء"، "أظن أن مطلقي النار لم يلقوا بالا لتصريحات الوزير، وأن مطلقي النار يعتقدون بأن ظهرهم مسنود، فحتى لو تم القبض عليهم، فسيخرجون من السجن بعفو عام أو صفقة في أي انتخابات قادمة".
ووجه رسالة لوزير الداخلية، "من أطلق النيران صباح اليوم لم يستهدف المحال التجارية، إنما استهدفك بشكل شخصي"، وأوضح أن " السلطة إذا كانت غير قادرة على حماية الناس ومصالحهم التجارية، فلتخبرهم حتى يسعوا لحماية أنفسهم بطريقتهم الخاصة".
وتساءل بدر، "إذا كان المطلوب استقالة باقي أعضاء المجلس البلدي من غير أعضاء الحزب الحاكم، فلتكن الحكومة صريحة وتقول للناس هذه المؤسسات ممنوعة على أيّ جهة أخرى، ومن يخالف سيكون مصيره مثل أسماء الشرباتي وعبد الكريم فراح، وأما ستصبح أرواح الناس مستباحة على أيدي أشخاص معروفين، وهذا سيجر البلد لفتنة يتحمل مسؤوليتها الرئيس عباس ومن دونه".
لا فائدة
من جهته، يري الكاتب ياسين عز الدين، بأن لا فائدة من طلب المعونة أو انتظارها من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية، لأنه لا يوجد شيء اسمه قانون في الضفة الغربية، فقط توجد عصابة تعربد على الناس تحمل مسمى "السلطة".
وأضاف عز الدين لـ"وكالة شهاب للأنباء"، بأنه حتى لو قارنا وضع السلطة بالدول العربية "فهي أسوأ من معظمها من ناحية احترام القانون، وهذا الوضع السيء تفاقم بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة وبالتحديد بعد اغتيال نزار بنات".
ويرى أنه من "العبث والمسيء اللجوء للسلطة ومطالبتها بوقف عربدتها في الخليل، نعم ما يحصل في الخليل تتحمل مسؤوليته قادة السلطة، محمود عباس وماجد فرج ومحمد اشتية وحسين الشيخ، وبقية الحاشية".
ويشير عز الدين إلى أنه عند الحديث عن حلول "فيجب أن نضع بعين الاعتبار أننا أمام عصابة وليس مؤسسات، عصابة لا تخاف الله ولا يوجد لديها أدنى ضوابط دينية ولا وطنية ولا أخلاقية ولا إنسانية، فإما أن نسمح لها باستئصالنا من الوجود أو نستأصلها نحن مهما كان الثمن".