شهاب – تقرير خاص
مازالت تبعات جرائم إطلاق النار ومحاولة اغتيال أعضاء المجلس البلدي في الخليل تتفاعل على الساحة الفلسطينية، وعلى الرغم من مرور أيام على هذه الجرائم إلا أن السلطة وأجهزتها الأمنية لم تحرك ساكنًا لاعتقال المتورطين.
وجاءت آخر جريمة إطلاق نار بعد ساعات من زيارة وزير داخلية السلطة زياد هب الريح لمدينة الخليل، وتصريحه بأنه سيكون هناك ملاحقة للفاعلين ووقف الفلتان الأمني، في رسالة واضحة أن ما يجري مخطط له ومدروس.
إقرأ/ي زيارة "هب الريح" للخليل.. لقاءات مع قيادة فتح وتجاهل للمجلس البلدي
تنامي الفلتان
ويقول الحاج مصطفى الجعبري، إن السلطة لو كانت معنية بوقف الفلتان الأمني لفعلت، خاصة أنها تمتلك من الإمكانيات والأدوات ما يمكنها من ذلك، وتابع "السلطة تمتلك معطيات كاملة عن الأحداث ولديها معلومات عن إمكانية حصول شيء، خاصة ممن لديهم خلفيات جنائية معروفة".
وأضاف الجعبري لـ"وكالة شهاب للأنباء"، إن "ما جرى لا يمكن فهمه إلا في إطار واسع، وهو أن ما يجري مخطط له ومدروس بعلم إقليم وسط الخليل والأجهزة الأمنية، حيث أصبح معروفا أن المتهمين لديهم علاقة وطيدة بأمين سر الوسط خرواط".
وتوقع أن يقوم الأمن بالإعلان عن اعتقال مشتبه بهم، "ذرا للرماد في العيون، في محاولة للقول أنهم تحركوا واعتقلوا، وهذا ما جرى مع الدكتور ناصر الشاعر.. أعلن الأمن اعتقال عدد من المشتبه بهم وأطلق سراحهم جميعا، وحتى الآن منفذ هذه الجريمة حر".
وطالب الجعبري بوجود تحركات فعلية من المواطنين في الخليل، وأن تقوم العشائر بدور يوقف هذا التدهور الخطير، والذي يمكن أن يؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها، ومن الممكن أن تمتد هذه النيران لكل بيت في المدينة.
إقرأ/ي لماذا بلدية الخليل.. وما مصلحة عماد خرواط باستهدافها؟
ملاحقة المقاومة
بدوره، يستذكر الشاب أحمد جابر، اعتقاله لدى أجهزة السلطة على خلفية نشاطه السياسي، وقال إن السلطة بعد لحظات من حصول عملية قرب دورا، قبل عدة أعوام، اعتقلت أكثر من 100 شخص وحققت معهم، وبعد أيام أفرجت عنهم بعد إعلان الاحتلال عن اعتقال المنفذين.
وأضاف جابر لـ"وكالة شهاب للأنباء"، "السلطة لو كانت معنية لاعتقلت جميع المشتبه بهم بعد لحظات من حادثة الدكتورة أسماء الشرباتي، وتفادت تدهورت الأمور ووصولها لإطلاق النار على المحامي عبد الكريم فراح وإصابته بجراح، وهو عضو مجلس بلدي".
ويرى جابر أن استقالة أعضاء المجلس البلدي من فتح كان استكمالا لمخطط كامل لإسقاط المجلس البلدي ورئيسه تيسير أبو اسنينة، والذي دخل في قائمة مشتركة مع حماس، وهذا الأمر الذي أغاظ حركة فتح، وسعت منذ البداية لتخريب وإسقاط المجلس".
والمخيف حسب جابر، إن "فتح والسلطة لا يهمها أن تحرق البلد بأكملها أو أن يموت 100 أو 200 أو أكثر، المهم عندها أن تحقق ما تريد، وأن تفشل كل مجلس أو وزارة أو حكومة بأكملها كما حصل سابقا، لأنها ليست من فتح فقط".