خاص _ حمزة عماد
التعذيب بشتى أنواعه، التبول من الجنود على الأسرى، تكبيل الأيادي، عدم النوم، كلها أساليب "سادية" يستخدمها الاحتلال من أجل إذلال الأسرى الغزيين تحديدًا بعد السابع أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
لا يختلف اثنان حول فاشية الاحتلال وعنصريته المقيتة تجاه الفلسطينيين، ما لم يجده في الميدان يحاول جاهدًا تطبيقه على الأسرى داخل السجون لينتقم منهم بشكل لا يوصف، مخالفًا للقوانين والأعراف الدولية.
وكالة شهاب رصدت إحدى شهادات الأسرى الذين أفرج عنهم من سجون الاحتلال قبل أيام قليلة، لإيصال حجم المعاناة التي يتعرض لها أسرى غزة لكل العالم.
شهادات صادمة
الأسير المحرر زكريا أبو عفش قال إن قوات الاحتلال اعتقلته ما يقارب 55 يومًا تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب
وتابع أبو عفش خلال حديثه في تصريحات صحفية رصدتها وكالة "شهاب" للأنباء عقب الإفراج عنه، "منذ لحظة الاعتقال الأولى شفنا الجحيم، منذ البداية ونحن مكبلين اليدين مغمضين العينين، وبعد هذا كله تبدأ الشتائم ويبدأ الضرب من كل تجاه".
وبين أن الجيش قام بمثله من مدينة غزة عن طريق الدبابات، وقام الجنود بضربهم بأكعاب البنادق، مشيرًا إلى أنهم تعرضوا للشتائم وقام الجنود بالتبول عليهم.
وأوضح الأسير المحرر أبو عفش أنه تم نقلهم لمكان آخر عن طريق باص، وقال لهم الجيش أنتم لم تشاهدوا أي شيء حتى الآن، متابعًا شهادته "وصلنا لمنطقة ليست سجن بل عبارة عن بركسات ومحاطة بالأسلاك الشائكة".
وكشف أن كل مرحلة وكل خطوة كان فيها شتم وتعذيب، مشيرًا إلى أنه من أول يوم اعتقال لحتى قبل الإفراج عني بقليل، وأنا مغمض العينين ومكبل اليدين.
تعذيب وإهمال
أما في حديث أبو عفش عن النوم قال إن الأسرى يبقوا مستيقظين على مدار 19 ساعة يوميًا ويمنعون من النوم مطلقًا، مبينًا أن الأسير الذي يسهي وينام ولو قليلًا يتم معاقبته، والنوم للأسير عبارة عن 3 ساعات فقط.
وقال المحرر أبو عفش إن أي شخص يعاني من أمراض، الدواء الوحيد هو شرب الماء فقط، لا علاج لأي مرض لدى الاحتلال، مؤكدًا أن التعذيب مستمر والشخص عبارة عن رقم لدى الاحتلال.
وبين أن الطعام قليل جدًا لا يكفي لطفل صغير، وأن البركسات المتواجدين فيها شديدة الحر ولا هواء ولا أي شيء يدخلها، مشددًا أن الألم الذي يتعرضه له الأسير صعب وقاسي جدًا.
وأكد أنه لا توجد له تهمة سوى كونه فلسطيني فقط لا غير.
أوضاع مأساوية
من جهته، قال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة الحقوقي مهند كراجة، إن هناك شهادات صادمة للأسرى الفلسطينيين حول ظروف اعتقالهم المأساوية سواءً أسرى قطاع غزة أو الضفة الغربية، مشيرًا إلى الاحتلال لا يوجد له أي خطوط حمراء تجاه الأسرى تحديدًا بعد السابع أكتوبر.
وأكد كراجة خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب"، أن الأسرى الفلسطينيين يعانون بصورة كبيرة داخل سجون الاحتلال منذ تولي المتطرف إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي الإسرائيلي، مشددًا أن قادة اليمين المتطرف يضربون بعرض الحائط القوانيين الدولية المتعلقة بالأسرى
وأوضح أن ظروف السجون تغيرت ووضع الأسرى الفلسطينيين بداخلها تغير أيضًا، لاسيما بعد السابع من أكتوبر، موضحًا أنه كان هناك تصرف انتقامي بحق الأسرى من سكان غزة والضفة.
وبين كراجة أن ظروف احتجاز الأسرى سيئة وصعبة للغاية وغير مناسبة للمواثيق الدولية، مؤكدًا أن الاحتلال ما زال يعيق عمل المحامين ويمنع زيارة الأسرى لمعرفة ظروف اعتقالهم تحديدًا أسرى غزة.
مطالب حقوقية
وأشار الحقوقي كراجة إلى أن الاحتلال لا يعرض الأسرى على المحاكم ولا يضمن المحاكمة العادلة للأسرى الفلسطينيين تحديدًا بعد السابع من أكتوبر واستلام بن غفير لإدارة السجون، مشددًا أن أغلب أسرى قطاع غزة لا يوجد عنهم أي معلومات.
وطالب كراجة المؤسسات الدولية والحقوقية للتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الأسرى ووقف الجرائم التي يتعرضوا لها داخل سجون الاحتلال.
ودعا المؤسسات المعنية للتدخل لتوفير المحاكمات العادلة للأسرى الفلسطينيين تحديداً أسرى قطاع غزة وضمان زيارة المحاميين لهم، لوقف الممارسات العنصرية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال.
ومنذ اجتياحه قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأفرج عن عدد ضئيل منهم لاحقا، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولا وسط شهادات عن عمليات تعذيب ممنهج بحق المعتقلين.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 127 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.