حرب غزة.. كيف أدخلت كيان الاحتلال في أزمة عميقة؟

خاص - شهاب

يبدو أن الاحتلال "الإسرائيلي" دخل في أزمة عميقة، مع استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، بدون تحقيق أي من أهدافه.

فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، دفع مسؤولين سابقين وحاليين على المستويات كافة، لتوجيه انتقادات علنية إلى حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.

من ضمن تلك الانتقادات، تصريحات العميد "عوفر وينتر" وهو قائد عسكري "إسرائيلي" شن هجوما حادا على نتنياهو حول طريقة إدارة الحرب، وحذر من تداعيات المكانة العالمية التي صار يتمتع بها رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، واصفا إياه بأنه "صلاح الدين هذا العصر".

"أزمة عميقة"

الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، اتفق بأن استمرار الاحتلال بعدوانه على غزة مع فشله في تحقيق أهدافه، أدخل الكيان في "أزمة عميقة ذات مستويات متعددة".

وذكر أن هذا العدوان الهمجي المستمر، أثر بشدة على "صورة ومكانة إسرائيل الدولية"، كما أثر في المعادلة الاستخباراتية والأمنية.

وقال: "منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، نحن نتحدث عن حرب عمرها نحو 10 أشهر، وهي أطول حرب يخوضها الاحتلال الإسرائيلي، ليس مع جيوش نظامية ذات قدرات ومقدرات عسكرية ضخمة، إنما مع قوى مقاومة، ولم يستطع حتى هذه اللحظة حسم نتائج هذه الحرب".

"خسائر ضخمة"

وكبد هذا العدوان، الاحتلال خسائر كبيرة جدا، سواء على صعيد القوى البشرية من جنود وضباط قتلوا وأصيبوا أو تم تسريحهم لأسباب نفسية، وأيضا تعطل وفقدان الآلاف من المعدات والآليات العسكرية. وفق بشارات.

وأوضح بشارات أن هذا العدوان يشكل واحدة من أكبر التحديات التي واجهها كيان الاحتلال على المستوى السياسي في تاريخه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

وقال: "إسرائيل تعرضت لهزة سياسية على البعد الداخلي، فنحن نتابع طبيعة الارتدادات والخلافات في الداخل والانتقادات حول طريقة إدارة هذه الحرب".

وأضاف: "هناك في الداخل من يرى، أن إسرائيل بدأت تدفع نفسها إلى تعريض مستقبل وجودها لحالة من المجهول نتيجة تبني نتنياهو وإدارته للحرب بعيدا عن مشاركة الكل الإسرائيلي".

ولفت إلى أن هذه الحرب أدت إلى تراجع مكانة كيان الاحتلال على المستوى الدولي، مستطردا: "نحن نتحدث عن إسرائيل التي استطاعت على مدار 75 عاما أن تبني رواية وسردية في ما يتعلق بمكانتها أمام العالم وعلاقاتها بالتحديد مع الدول الغربية، الآن هي تتعرض إلى حالة من العزلة والانتقاد الشديد".

ولم تتوقف الانتقادات العلنية لكيان الاحتلال عن الداخل "الإسرائيلي" بل امتد الأمر إلى الغرب وحتى الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي، الذين ترجموا ذلك أمس بمقاطعتهم خطاب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس.

ليس ذلك فحسب، بل شهدت الولايات المتحدة، العديد من التظاهرات لا سيما من الجاليات العربية ومؤيدي الحزب الديمقراطى رفضا لاستقبال نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم حرب بغزة، بالتزامن مع الاحتجاجات العالمية التي لا تتوقف تنديدا بالمجازر وللمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية" بالقطاع.

"السنوار، صلاح الدين"

وحول انتقادات القائد العسكري الإسرائيلي "وينتر" و صفه السنوار بـ"صلاح الدين العصر"، يرى بشارات أن هذا التصريح يأتي انتقادا المستوى السياسي لدى الاحتلال، لا سيما مع عدم قدرته على إدارة هذه المرحلة.

وقال إن هذا التصريح "اعتراف بحالة الفشل الذي منيت به المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل، وعدم قدرتها حتى هذه اللحظة رغم امتلاكها كل القدرات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية من الوصول إلى قيادات في المقاومة الفلسطينية بغزة".

وأضاف: "الأمر الثابت في هذا الإطار وهو واضح جدا أن الابعاد النفسية في هذه الحرب وما تتركه على المواقف داخل إسرائيل ربما ستكون عميقة جدا".

ويرى أن هذه الانتقادات والمواقف والتصريحات العلنية تعبر عن عمق الأزمة الداخلية في كيان الاحتلال باتجاه عدم قدرته حتى اللحظة على تحقيق الأهداف الأساسية وحسم هذه الحرب وطبيعة النتائج التي قد تترتب عليها في المستقبل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة