شهاب - تقرير
نعى مفكرون وعلماء وهيئات علمائية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الذي قضى نحبه في عملية اغتيال "إسرائيلية" جبانة استهدفته أثناء زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، فجر اليوم الأربعاء.
وهزت جريمة الاغتيال "الإسرائيلية" الآثمة للقائد الشهيد أبو العبد هنية وجدان العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم، ما ترك خلفها نعيًا واسعًا وكبيرًا يليق بمكانة ومسيرة وسيرة هذا القائد العظيم.
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محمد الصلابي أكد، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مضى على ذات النهج الذي قضى فيه عظماء الأمة.
وقال الصلابي في تصريح خاص لوكالة "شهاب"، رحم الله القائد المجاهد إسماعيل هنية فقد مضى على ذات النهج الذي قضى فيه العظماء أمثال عمر المختار وعبد الحميد بن باديس والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وعز الدين القسام، وغيرهم الكثير.
ووصف اغتيال هنية بأنه "جريمة شيطانية لن تدفع الشعب الفلسطيني إلى التراجع عن مطالبه التحررية، مؤكدًا أن هذه الأعمال الإجرامية لا تنهي حركات المقاومة التي لا تموت برحيل قياداتها.
من جانبه، نعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، الشهيد إسماعيل هنية، وقال إن استشهاده ليس أمرًا غير متوقع في سياق المعركة الدائرة منذ عقود بين الشعب الفلسطيني ومنظمة الاحتلال الإرهابية، فالحركة في اشتباك مع أغدر وأخس عدو.
وأكد داغي، أن استشهاد قادة حماس يولد دائمًا جيلًا جديدًا حازمًا ومتمسكًا بالقضية، مما يجعل الحركة أقوى وأكثر إصرارًا.
وأثنى داغي على الشهيد هنية قائلًا، ربح البيعة لله أيها القائد، مضيفًا: لقد كان عيزًا على قلوب الملايين من أصحاب الضمير الحر، وأثبت بجدارة أنه رجل حق وموقف وملتزم بقضية شعبه، وأنه بقي حتى اللحظة الأخيرة مدافعًا عن الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني.
وتابع، رغم محنة الخسارة والألم، فإن استشهاد هنية سيظل دائمًا رمزًا للمقاومة والتضحية التي لا تقدر بثمن.
وشدد على أن استشهاد القائد هنية يؤكد مرة أخرى أن القضية الفلسطينية لن تنكسر، وأن مقاومتها وصمودها سيبقيان حتى تحقيق الحرية والعدالة، وأن القائد الشهيد إسماعيل هنية ورموز المقاومة الفلسطينية الأخرى سيبقون في ذاكرة الشعب الفلسطيني ومصدر عزة للأجيال القادمة.
يا لها من خاتمة!
بدوره، نعى الداعية الإسلامي الكبير طارق سويدان، الشهيد القائد إسماعيل هنية، وقال إنه كان رجلًا صالحًا صوامًا قوامًا مجاهدًا حافظًا للقرآن الكريم.
وأضاف سويدان لقد صبر على استشهاد العشرات من أهله، فقد عاش لله واستشهد لأجله، فيا لها من حياة وخاتمة.
واكد أن دماء هنية ستظل لعنة على المحتلين ودليل على طهر وعفة مسيرة هذه المقاومة والتي تدافع نيابة عن الأمة جميعًا.
وتابع سويدان إن مسيرة تقدم أغلى ما تملك من قيادات وتضحيات جسام، وتقدم قيادتها شهداء، لن تغلب بل سيكتب لها التحرير والغلبة.
ولفت إلى استشهاد القائد أحمد ياسين، قائلًا: لو لم يرتقي ياسين ما كنا لنعرف بأس ورجولة هذا القائد إسماعيل هنية، ولم ينفك يومًا أن يسير على دربه ونهجه، وكان أمينًا على درب الشهداء والقادة الذين رسموا معادلات مختلفة في هذه المعركة.
من القيادة للشهادة
ونعى رئيس هيئة علماء فلسطين د. نواف التكروري الشهيد القائد إسماعيل هنية، وقال إنه ارتقى من رتبة القيادة الى رتبة الشهادة.
وأضاف التكروري، هذه الرتبة التي أرادها هنية وسعى لها، حتى نالها.
على طريق القدس
رابطة علماء اليمن نعت هي الأخرى الشهيد القائد إسماعيل هنية، وتقدمت بالتعازي من الشعب الفلسطيني وحركة حماس وكل فصائل المقاومة ومحور الجهاد باستشهاده.
وأكدت الرابطة على أن اغتيال القائد هنية وقادة محور الجهاد والمقاومة لن يزيد المحور الا قوة وصلابة وثباتًا على الطريق نحو القدس.
ركب الشهداء
كما نعى الداعية الإسلامي عمر عبد الكافي الشهيد القائد إسماعيل هنية، مشيرًا إلى أنه رحل إلى الله على طريق الكرامة والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.
وأضاف عبد الكافي، يلحق إسماعيل هنية ببقية ركب الشهداء، شهيدا عند ربه ليلتحق بأبنائه وأسرته، وكل فلسطيني قد سبقه، ليكون من ساكن الجنة معهم.
وتابع عبد الكافي، منذ 75 عامًا خلت وكل زوجة فلسطيني تحمل في بطنها، لا كما تحمل بقية النساء، إنما الفلسطينية تحمل مشروع مشروع حياة جنينا يولد، ثم يأتي إلى هذه الأرض يحيى بكرامة يدافع عن ارضه وعرضه ومقدساته ثم يقضى نحبه شهيدا عن ربه على مر السنوات.
وتابع عبد الكافي، لا يعيش الفلسطيني على الأرض كما تعيش هوام البشر إنما يعيش مبادئ وقيم ودفاع عن أرض وعرض ومقدسات.
أحد رموز التحرر في العالم
وعدّ المفكر اللبناني معن بشور اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، استهدافًا لرمز كبير من رموز الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وأحد رموز التحرر الوطني في العالم.
وأثنى بشور على القائد الشهيد هنية، قائلًا: كنت أملس في هذا القائد تواضعًا ودماثة خلق عالية وصلابة قوية في وجه كل الأعداء، وانفتاحًا على كل قوى الأمة وحرصًا على وحدة الشعب وإدراكًا لأهمية التكامل بين القوى الفلسطينية وقوى الأمة.
وأشار بشور إلى أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها اغتيال قائد كبير من قادة الشعب الفلسطيني، مبينًا أن اغتيال هنية انتقامًا من حركة حماس على صمودها وبطولات مقاوميها وكل مقامي فلسطين على مدار العشرة أشهر الماضية.
على طريق الياسين
مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبد الله الأشعل، قال أن اغتيال الاحتلال "الإسرائيلي"، لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، سيعطي المقاومة الفلسطينية روح جديد للانتقام.
وقال الأشعل: إن" دولة الاحتلال اغتالت قمة المستوى السياسي في حركة حماس لكي تقول للجميع إنها لا تريد صفقة تبادل أو سلام مع الفلسطينيين، ولكنها تريد حرب مفتوحة مع الشعب الفلسطيني".
وبين أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد من اغتيال إسماعيل هنية تسجيل أعلى درجات المجد الصهيوني، وهو لن يتحقق بسبب وجود المقاومة.
ولفت إلى أن جميع قيادات حركة حماس كانوا قد استشهدوا بدءًا من المؤسس أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ورغم ذلك تعود الحركة بقوة من جديد.