شهد المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، أمس الجمعة، أخطر اشتباك بين رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت تطور إلى صراخ خلال مناقشة مسألة بقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، "بدأت المواجهة الصاخبة عندما انتقد غالانت نتنياهو بشدة قائلاً: "إن رئيس الوزراء يستطيع أن يتخذ كل القرارات، ويمكنه أيضاً أن يقرر قتل جميع المختطفين".
كان نتنياهو غاضباً، تشير "يديعوت أحرنوت"، وتضيف: "وفي مفاجأة، طرح القرار بشأن محور فيلادلفيا للتصويت. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة من كبار الوزراء قولهم: "هذا أصعب صراع واجهوه. فقد غالانت أعصابه".
وبحسب الصحيفة، قدّم غالانت خلال جلسة "الكابينت" لمحة عامة عن "المفترق الاستراتيجي" الذي تقع فيه دولة الاحتلال، "ويحتوي على صفقة قد تؤدي إلى تسوية في الشمال مع إمكانية العودة بعد ستة أسابيع إلى أي مكان بما في ذلك محور فيلادلفيا"، مضيفة: "ثم في مفاجأة تامة وبدون التنسيق مع الأطراف المعنية، بما في ذلك أعضاء السلطة القضائية، طرح نتنياهو للتصويت القرار الذي تمت الموافقة عليه بشأن بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود بين غزة ومصر".
وعندما عرض نتنياهو خرائط محور فيلادلفيا، هاجمه غالانت قائلاً: "لقد فرضت الخريطة على الجيش الإسرائيلي"، فغضب نتنياهو وقال: "الآن أحمل الخريطة إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها"، وفق الصحيفة.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن نتنياهو قوله إن واشنطن والقاهرة وافقتا على خرائطه ليرد غالانت: "أن النقاش ليس معهما بل مع السنوار".
وذكرت الصحيفة أن وزيرين كبيرين، لم تسمهما، وصفا المواجهة بين نتنياهو وغالانت بأنها "أخطر اشتباك" بين الطرفين حتى الآن.
وأشارت إلى أن رؤساء الأجهزة الأمنية يعتقدون أن "إسرائيل" على مفترق إستراتيجي ولا أهمية للبقاء في فيلادلفيا، وأن الوزراء المشاركين في الجلسة الأمنية وقعوا على وثيقة تمنعهم من تسريب النقاش.
من جهتها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر دبلوماسي قوله إن قرار مجلس الوزراء بشأن البقاء في محور فيلادلفيا يشكل ضربة للمفاوضات.
وقال المسؤولون إن وزير الأمن يوآف غالانت عارض قرار السيطرة على المحور وأيده 8 من أعضاء المجلس.