أطلقت السلطات الفرنسية، سراح الممرضة إيمان معرفي، التي تطوعت لمدة أسبوعين في المستشفى الأوروبي بخان يونس في قطاع غزة، بعد أن أدلتْ بشهادتها أمام مجلس النواب الفرنسي.
وعُرفت الممرضة معرفي، بعد عودتها من غزة، وروايتها عما رأته من أهوال وفظائع بسبب الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
وقال النائب الفرنسي توماس بورتس عبر حسابه بمنصة "إكس" “لقد تم إطلاق سراح إيمان معرفي للتو، وانتهى الأمر، ولن تتم ملاحقتها قضائيا”.
وأضاف بورتس، “تفتيش أجهزة الأمن منزل إيمان أمام عائلتها، لا يدع مجالا للشك في رغبة السلطات بترهيب الأصوات التي ترتفع لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف إطلاق النار”.
وفي تفاصيل اعتقالها، قالت معرفي "لقد أخذوا هاتفي عند اعتقالي وفتشوا صوري والمحادثات على واتساب وفيسبوك وانستغرام وسناب شات، وسألوني عن مدى التزامي بدعم القضية الفلسطينية ومنذ متى، ولماذا كنت أحتفظ بالعلم الفلسطيني في منزلي، لأنهم عثروا على قميص ودبوس مكتوب عليهما (وقف إطلاق النار) عند تفتيشهم منزلي".
ومن بين الأسئلة الأخرى التي وجهت إلى إيمان معرفي في أثناء التحقيق، كانت عن المنظمة غير الحكومية التي شاركت من خلالها في وفد الأطباء الأول الذي تمكن من دخول قطاع غزة، وركز أفراد الشرطة في استفساراتهم على المدة التي أمضتها هناك وسبب مغادرتها، لكن أكثر ما صدمها ـوفق تعبيرهاـ كانت الأسئلة الكثيرة حول أطفالها.
وفي الزنزانة نفسها التي مكثت فيها الممرضة، كانت هناك ناشطة أخرى. ومن الوارد أنه تم اعتقال أشخاص آخرين لنفس التهم "مما فهمته، تم تسجيل أرقام أكثر من 20 شخصا ممن اتصلوا".
وبحضور محاميها الخاص وقبل إرسال ملفها إلى مكتب المدعي العام، أكدت معرفي لرجال الأمن أنها ممرضة إنسانية وناشطة تشارك في المظاهرات التي تسمح بها المحافظة، وتقوم بحملة من أجل وقف إطلاق النار والسلام وإطلاق سراح الرهائن، وأنها بعيدة عن خطاب الكراهية أو الدعوة للتمرد أو أي شيء من هذا القبيل.
وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، أُطلق سراحها من دون اتخاذ مزيد من الإجراءات "لن تكون هناك متابعة قضائية، ولحسن الحظ أنني فكرت في تسجيل المكالمة، ولا أستطيع تخيل ما كان سيحدث لي لو لم أسجلها، وأفضل صراحة عدم التخيل".
وكانت الممرضة الفرنسية إيمان معرفي، قد روت في فبراير/شباط الماضي، الأهوال التي رأتها في قطاع غزة، والتدهور الكبير في القطاع الصحي، مؤكدة أن المشاهد التي عاينتها ستبقى في ذاكرتها".
ويذكر أن الممرضة الفرنسية كانت ضمن أول وفد طبي من جمعية "بالمد أوروبا" يذهب إلى قطاع غزة لعلاج ومساعدة الضحايا الفلسطينيين بمستشفى خان يونس.
وفور عودة معرفي إلى فرنسا، أدلت بشهادتها حول الفظائع التي تدمر أهالي القطاع المحاصر نفسيا وصحيا على وسائل الإعلام وخلال جلسة داخل الجمعية الوطنية.
وأوضحت الممرضة في بقولها “لست خبيرة بأنواع الذخائر ولكن هناك استخدامًا لأسلحة تستهدف الأطفال، عالجنا فتاة حُرقت على الأرجح من الفسفور، وهناك ولد وصلنا مصابًا بشلل كامل بسبب رصاصة اخترقت رقبته”. كما صرحت بأن المرضى في المستشفى الأوروبي معرضون جميعًا للموت الوشيك وبنسبة 100%، نتيجة استقبال المستشفى العديد من النازحين مما يزيد من خطر الإصابة بالفيروسات والعدوى.
اقرأ المزيد: https://felesteen.news/p/154977