خاص - شهاب
يرى كتاب ومحللون سياسيون، أن عملية معبر الكرامة البطولية التي نفذها مواطن أردني وأدت لمقتل ثلاثة "إسرائيليين" رسالة رفض من الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.
وأجمعوا في أحاديث منفصلة مع وكالة (شهاب) للأنباء، على أن عملية معبر الكرامة جاءت ردا على جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين بغزة والضفة، موضحين أنها فاجأت العدو ووجهت صفعة لحكومته.
ووفقا لإعلام الاحتلال، فإن منفذ العملية سائق شاحنة أردني الجنسية اسمه (ماهر الجازي) ويبلغ من العمر (39 عاما)، حيث نزل من شاحنته وبدأ بإطلاق النار تجاه قوات تعمل على حراسة المعبر، فقتل ثلاثة منهم فورًا.
حصاد سياسة القتل
الكاتب والمحلل السياسي سهيل كيوان، عدّ أن عملية معبر الكرامة "حصاد سياسة القتل والإرهاب والإبادة الجماعية" التي يقوم بها الاحتلال في غزة والضفة.
وقال كيوان إن الاحتلال يرتكب مجازر بشعة أمام أعين وسمع العالم، مضيفا: "يبدو أن هذا المواطن الأردني لم يطق ما شاهد وسمع، كما الملايين من العرب الغاضبين إزاء الإبادة الجارية بغزة، الذين يدركون تخاذل أنظمتهم رغم قدرتها على التأثير".
وأضاف: "كل هذه الأنظمة عاجزة عن وقف المذبحة ولم تقدم شيئا يذكر، بل أبقت على علاقاتها مع الاحتلال بشكل طبيعي وكأنه لا يوجد مجازر وإبادة وقتل وجرائم وحشية ترتكب يوميا بحق الفلسطينيين".
وأكد أن جرائم الاحتلال تستفز كل العرب والمسلمين، مبينا أن عملية معبر الكرامة جاءت إثر تراكم غضب كبير.
وتوقع كيوان أن لا تكون هذه العملية الأخيرة، لا سيما مع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة والعدوان على الضفة ومخططات الاحتلال التي قد تفجر المنطقة.
احتقان الجماهير العربية
بدوره، اتفق الكاتب والمحلل السياسي عصمت منصور، أن هذه العملية جاءت ردا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الفلسطينيين.
وقال منصور إن عملية معبر الكرامة تعبر عن حالة الاحتقان والغضب التي تعيشها الجماهير العربية في الأردن، بسبب مشاهد القتل والتدمير والتخريب التي يرونها في الضفة وغزة.
وأضاف منصور أن "الناس لم تعد قادرة على احتمال هذه المشاهد".
"لا مكان للاحتلال بالمنطقة"
أما الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، اعتبر أن عملية معبر الكرامة، تأكيد للذين يعتقدون أنه بإمكان كيان الاحتلال، أن يكون جزءًا طبيعيا في المنطقة، وأن ذلك لم يكن واردًا بالأساس.
وقال الصباح إن هذه العملية تأكيد أنه لا يمكن للاحتلال ارتكاب كل هذه الجرائم الأبشع في التاريخ بحق الشعب الفلسطيني، ثم يعتقد أن الناس سيتعاملون معه على أنه جزء من المنطقة.
وأضاف أن هذه العملية وجهت رسائل للاحتلال بأنه يدفع وسيدفع أثمان جرائمه ولن تمر بدون عقاب، مستطردا: "هذه الأمة لا تموت، ولا يمكن لها أن تموت ولا تسامح، حتى لو جرت كل الاتفاقيات على وجه الأرض".
وتابع: "أعتقد أن شعبنا وأمتنا ستواصل معاقبة الاحتلال، حتى لو على شكل أفراد أو منظمات ومجموعات، فالعقاب لا بد أن يكون".
صفعة كبيرة للغزاة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إنه "لا شك أن العملية قد فاجأت الغزاة، وجاءت بمثابة صفعة كبيرة لغطرستهم، ولغطرسة بنيامين نتنياهو على وجه التحديد".
وبحسب الزعاترة، تزداد أهمية هذه العملية في ظل التصعيد الكبير الذي نتابعه في الضفة، وقبل ذلك وبعده تصاعد الحديث عن الضم والتهجير، و"الوطن البديل"، الأمر الذي زاد من احتقان الشارع الأردني الذي كان له تفاعل كبير لم يتوقف مع "طوفان الأقصى"، وبعد العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ونوه بأن من يتابع مسيرات الشارع في عمّأن والمدن الأردنية، سيلحظ بوضوح انحيازه لرموز المقاومة وأبطالها.
وأضاف أن العملية البطولية تعيد التأكيد على أن هذا المحيط العربي والإسلامي ليس بعيدا عن نبض فلسطين ومقاومتها، وحين تُتاح له الفرصة سيقدّم الكثير، وهذا ما يثير أعصاب الغزاة على الدوام.
رسالة للشباب العربي
وفي سياق متصل، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور فتحي حماد، أن العملية البطولية في "معبر الكرامة"، صفعة كبيرة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ودليل قاطع على هشاشة الكيان الصهيوني أمام إرادة الأبطال.
وشدد حماد على أن عملية "معبر الكرامة" الفدائية هي رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني والإبادة الجماعية وعمليات القتل اليومي لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة.
وأوضح أن جرائم الإبادة اليومية التي ترتكبها حكومة التطرف والفاشية في الكيان الصهيوني لابد أن تواجه بمزيد من العمليات الموجعة للجم هؤلاء القتلة المجرمين.
ودعا القيادي حماد الشباب العربي والإسلامي إلى تصعيد المواجهة مع العدو الصهيوني المجرم، وإسناد شعبنا ومقاومته الباسلة التي تتصدى للاحتلال وأطماعه في أرضنا ومقدساتنا، وتدافع عن شرف الأمة وكرامتها.