خاص/ شهاب
قال المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن السلوك الحالي لحزب الله في قيادة المعركة هو أسلوب مقتدر وواعي يركز على الأهداف الاستراتيجية أكثر من تركيزه على ردات الفعل وعلى تكتيكات أو إنجازات تكتيكية ليست في محلها.
وأضاف ياغي في تصريح خاص لوكالة شهاب بأنه يعتقد أن في جعبة حزب الله أيضا رسائل أخرى سوف نلاحظها في الأيام القادمة إذا ما استمرت المعركة واعتقد بأن أحدها هي قيام حزب الله بتوغلات في الداخل الاسرائيلي لتنفيذ عمليات يثبت للإسرائيلي بأن كل معلوماته وكل ما يعلم وكل أهدافه وكل ما يخطط له قد فشل.
وأشار إلى أن حزب الله منذ بداية المعركة كان يهدف إلى أن يحول جبهة الإسناد إلى حرب استنزاف ونجح في ذلك لمدة أكثر من 11 شهرا واستنزف الوضع الداخلي بشكل كبير لدرجة رأينا الانقسامات الحادة في الداخل الإسرائيلي ولكن كما يبدو الإسرائيلي لديه خطة عملياتية وبناء على هذه الخطة استمر في تحمل عمليات الاستنزاف حتى وصل إلى المرحلة التي أراد منها أن يبلغ رسميا حزب الله برسائل بأنه عليه أن يفك جبهة الإسناد عن غزة وأن يبتعد عن عنها وفشل في ذلك على الرغم من مجزرة البيجرز ولا سلكي واغتيال القيادات في داخل حزب الله.
وتابع " الضربات الأخيرة كانت إشارة واضحة من الجانب الإسرائيلي بأننا لدينا بنك أهداف محدد ولدينا معلومات محددة حول قدرات حزب الله لكن ما حدث خلال اليومين الأخيرين من هجوم واسع النطاق بأكثر من 1800 غارة جوية من قبل الإسرائيلي على الجنوب اللبناني وعلى البقاع وجزء بسيط قريب من الضاحية أو في الضاحية يثبت بأن رغم كل ما يتحدث عنه الإسرائيلي ورغم كل ما في جعبة الإسرائيلي إلا أن قدرات حزب الله مازالت موجودة".
وبين ياغي أن إسرائيل تحاول أن تجر حزب الله إلى حرب شاملة ولا أعتقد أن حزب الله سوف ينجر وفقاً للأسلوب الإسرائيلي باعتقادي لأسباب متعددة أهمها أنه يعي جيدا واقعه الداخلي والحزب يريد أن يستنزف الجيش الإسرائيلي في أهدافه المتعددة في داخل الجنوب والبقاع وثالثا يمنع من أن يتم تدمير البنية التحتية في داخل بيروت في الأساس وفي داخل لبنان ويريد أن يحافظ على استمرارية حرب الاستنزاف.
وأردف " لبنان تهدف من المواجهة إفشال إسرائيل في قضيتين القضية الأولى عدم عودة سكان المستوطنات إلى مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة بل زيادة عدد النازحين وهذا الآن ما يحدث في منطقة الشمال لأن حزب الله يركز على منطقة الشمال والهدف الثاني البقاء على جبهة لبنان جبهة اسناد لغزة بمعنى أن لا حلول مع المقاومة في داخل لبنان بالرغم من كل الأثمان والكلفة العالية الذي سيدفعها حزب الله وجماهير حزب الله ولبنان والجنوب اللبناني".
وأوضح أن البقاء بأساس من كلفة عالية نتيجة يكشف سلوك ذو عقلية فذة تتحمل الخسائر تتحمل الكلفة التي سوف تدفعها في مقابل التركيز على الهدف الاستراتيجي في حين حتى الآن نستطيع القول إن اسرائيل تحقق انجاز تكتيكي في الداخل اللبناني لكن لم تحقق أي انجاز اسرائيلي والكثير من المعلقين الإسرائيليين تحدثوا حول هذا الموضوع.
وقال ياغي إن المعركة طويلة لذلك حزب الله يقوم بشكل تدريجي في عمليات استهدافه وبشكل محدد باستهداف قواعد عسكرية واستهداف مصانع عسكرية وباستهداف مخازن عسكرية وبالتالي هذا يؤثر بشكل كبير على الداخل الإسرائيلي بالذات على منطقة الشمال لذلك الآن الحزام الذي بدأ يفرضه حزب الله يمتد من حيفا وحتى حدود لبنان.
وأضاف أن حزب الله يريد تأخير الحرب الشاملة بعض الشيء لعلى وعسى يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية، ومعركة الاستنزاف طويلة تحتاج صبر ونفس طويل لأن الاسرائيلي يرى في بأنها معركة وجودية رغم انها لم تكن معركة وجودية ولكن الاسرائيلي أراد ان يستغل السابع من تشرين اكتوبر ليحقق مفاهيم وتحديثات أمنية جديدة ان كان على صعيد الضفة أو غزة أو على صعيد لبنان.