قائمة الموقع

" أكبرُ عملية خداع إسْتراتيجيّ".. كيف نجحتْ المقاومة في تحويل 7 أكتوبر إلى زلزال هزَّ أركان "إسرائيل"؟

2024-10-06T20:11:00+03:00

لم يكن الفشل الاستخباراتي "الإسرائيلي" الكبير عند انطلاق عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرجع إلى أسباب داخلية أمنية بقدر ما هو أكبر عملية خداع إستراتيجي لجيش الاحتلال.

ولم يقتصر هذا الخداع على ما فعلته المقاومة من إعداد تجهيز واسعين طوال سنوات طويلة، إنما أيضا فيما لم تفعله وعدم المشاركة في الرد على التصعيد "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة في أيار/ مايو من العام ذاته، واغتيال 6 قيادات من سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي. 

وكان إعلام الاحتلال منشغلًا حينها بمرور 50 عامًا على حرب السادس من أكتوبر 1973 وتحليل "لماذا فاجأت تلك الحرب إسرائيل؟"، بينما جاء السابع من أكتوبر ليفاجئ "الإسرائيليين" بهجوم غير مسبوق، وكان هذا المرة من حركة مقاومة وليس من دولة.

ولن تقتصر المفاجأة على جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، بل فاجأت العالم أجمع، وزاد من مفاجأتها أنها لم تقتصر على اللحظة الأولى، بل ما زالت مستمرة بعد أكثر من 72 ساعة، إضافة إلى ما حققته من نتائج.

وجاء هذا النجاح رغم أن غزة وحدودها لا تغيب عن المراقبة "الإسرائيلية" أبدا من خلال طائرات المراقبة المسيّرة والحدود شديدة التأمين والمليئة بالكاميرات الأمنية والجنود الذين يحرسونها، إضافة إلى العملاء داخل غزة، واستخدام التكنولوجيا في جمع المعلومات.

لكن رغم كل ذلك، فقد نجح "الطوفان"، وبدا أن عيون "إسرائيل" كانت "مغمضة" في الفترة التي سبقت الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس.

ويُرجّح أن حجم الإخفاق الاستخباراتي والفشل "الإسرائيلي" في التعامل مع عناصر كتائب القسام سيبقى طي الكتمان حتى بعد الفحص وتشكيل لجان تحقيق، نظرا إلى أن "إسرائيل" بمختلف أجهزتها ومؤسساتها أخفقت في التعامل مع الفلسطينيين.

على مدى عامين، نفذت حركة حماس وجناحها العسكري حملة خداع إستراتيجي دقيقة، الأمر الذي مكّن قوة تستخدم الجرافات والطائرات الشراعية والدراجات النارية من التغلب على جيش يُوصف بأنه "أقوى جيش في الشرق الأوسط، والجيش الذي لا يُقهر".

وشملت عملية الخداع إبقاء خطط حماس العسكرية طي الكتمان، وإقناع "إسرائيل" بأن الحركة لا تريد القتال. 

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من حماس قوله حينها، إنه "بينما كانت "إسرائيل" تعتقد أنها احتوت حماس التي أنهكتها الحرب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال في غزة، كان مقاتلو الجماعة يتم تدريبهم، وغالبًا على مرأى من الجميع".

وأضاف المصدر أن "حماس استخدمت تكتيكًا استخباراتيًا غير مسبوق لتضليل "إسرائيل" خلال الأشهر الماضية، من خلال إعطاء انطباع عام بأنها غير مستعدة للدخول في قتال أو مواجهة مع "إسرائيل" في أثناء التحضير لهذه العملية الضخمة".

وكشف أنه في أحد العناصر الأكثر لفتًا للانتباه في استعداداتها، قامت حماس ببناء مستوطنة "إسرائيلية" وهمية في غزة، حيث تدربت على الإنزال العسكري وتدربت على اقتحامها.

وأشار إلى أنه من المؤكد أن "إسرائيل" رأتهم، لكنهم كانوا مقتنعين بأن حماس لم تكن حريصة على الدخول في مواجهة، بعد أن أقنعت "إسرائيل" بأنها مهتمة أكثر بضمان حصول العمال في غزة على فرص عمل عبر الحدود، وليس لديهم مصلحة في بدء حرب جديدة.

نشرت القناة 12 العبرية، تقارير تتناول بعض النتائج التي تمكّنت من الحصول عليها لتحقيقات "إسرائيلية" تتعلّق في هجوم السّابع من أكتوبر، وذلك بعد مرور عام على "طوفان الأقصى".

وقالت القناة العبرية، إن التحقيقات أظهرت أن قادة الفرقة قدموا صورةً مزعجة عن الوضع لرئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال زيارته فرقة غزة يوم 12 سبتمبر/أيلول 2023.

وقال هاليفي في ذلك اللقاء، إن حماس تم ردعها، لكن على القوات الموجودة عند الحدود الاستعداد لأي حدث مفاجئ. وعلى إثر تلك التصريحات، اتّخذ الاحتلال قرارًا مفاجئا بتخفيض القوات الموجودة على الحدود مع غزة.

وتحدثت الصحيفة عن تفاصيل متعلقة بأحداث ذلك اليوم، حيث قالت إن مقاتلي حماس أحدثوا 120 ثغرة في السياج الحدودي، ومن خلالها اخترقوا مستوطنات غلاف غزة.

وقالت إنه كان من المفترض أن تتمركز ثلاث كتائب مشاة وكتيبة مدرعة على الحدود مع غزة الممتدة لمسافة 59 كيلومترا، ولكن شعبة العمليات بالجيش قررت السماح لنحو ثلث القوات بالذهاب إلى منازلهم.

كما قالت إن مسؤولي فرقة غزة قرروا إعادة أكثر من نصف القوة الموجودة هناك إلى منازلهم خلال عطلات السبت. وقدّمت الصحيفة تفاصيل عن الساعات الأولى للهجوم، والارتباك الكبير الذي ضرب المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية"، وحالة التخبط التي طبعت التعاطي مع الحدث خلال ساعاته الأولى.

وقالت إن تلك الاستجابة البطيئة جاءت في وقت حساس جدا، وتعتبر فيه كل دقيقة حاسمة جدا، مشيرة إلى أن تلك الأخطاء كلفت الكثير من القتلى.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، كشفت القناة 11 العبرية عن بعض نتائج تحقيقات سلاح الجو "الإسرائيلي" في الفشل يوم 7 أكتوبر، وقالت : إن "4 طائرات فقط كانت على أهبة الاستعداد وقت الهجوم ولم تنجح في فعل شيء."

وأشارت القناة العبرية إلى أن طائرة مسيرة "إسرائيلية" واحدة فقط في أجواء قطاع غزة وقت الهجوم دون أن يلاحظ أحد طبيعة الصور التي أرسلتها. وأوضحت أن طائرات مروحية هرعت لحماية مواقع استراتيجية خارج غلاف غزة ولم تصل إلى الغلاف.

وأكدت أن سلاح الجو فشل في بلورة صورة واضحة للأحداث، ومستوطني الغلاف كانت لديهم معلومات أكثر من ضباطه.

وأضافت، "الساعة 10 صباحًا صدرت تعليمات لسلاح الجو بقصف الفتحات في السياج الأمني مع قطاع غزة".

ولفتت إلى أنّ كتائب القسام كان لديها معلومات كثيرة عن مواقع قواعد سلاح الجو بما في ذلك مواقع إقلاع الطائرات.

ونوّهت إلى أنه تم العثور على ثغرات متعلقة بأنظمة حماية المعلومات السرية والقواعد العسكرية، من بينها أن قائد سلاح الجو عَلِم بوجود حفلة "نوفا" في "ريعيم" عصر 7 أكتوبر.

عربي 21 + وكالات

اخبار ذات صلة