شهاب - خاص
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي، في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة على قطاع غزة، إن نصرة إخواننا في غزة وفلسطين واجب شرعي على الحكومات والشعوب وإن خذلانهم جريمة كبيرة عند الله تعالى.
وقال القره داغي في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، إنه يجب على جميع المسلمين المعنيين القادرين للإسراع بفتح المعابر تجاه المحاصرين ومدهم بكل أسباب الحياة الكريمة وعدم الرضوخ للأعداء المجرمين، وإن لم يفعلوا وترتب على صمتهم جوع أو حرمان أو وفاة فإن ذلك في رقابهم سيسألون عنه أمام الله وحكمهم في ذلك حكم القاتل بالترك وحكم المؤذي بالترك وعقوبته عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
وأضاف القره داغي، كما يجب على الحكومات المسلمة جميعها أن تنصر المظلومين في فلسطين بكل قوتها، وأن تدافع عن حقهم في الحياة الكريمة على أرضهم، وأن تمد لهم يد العون بالسلاح، ذلك لأن المجاهدين في فلسطين هم في حالة دفاع عن حقوقهم الشرعية، والقانونية، ويجاهدون من أجل تحرير أرض المسلمين المقدسة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، فهذا حق ثابت في جميع الشرائع والقوانين الدولية.
وشدد على أن استمرار التطبيع مع العدو الصهيوني النازي المجرم محرمٌ بلا شك، وإننا ومع مرور هذه السنة العجفاء على شعبنا المظلوم في فلسطين والممارسات المتواصلة بتدنيس الأقصى والتوعد بحرقه وهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه فإن الإصرار على التطبيع قد يفضى إلى خذلان المقدسات وموالاة أعداء الله.
ودعا القره داغي إلى استمرار الأمة لمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال بجميع بضائعها دون تمييز لهذه البضائع ويجب أن توطن الأمة نفسها على العيش بدونها، لأننا يجب أن نستشعر حياة المحاصرين في غزة حيث لا يجدون من ذلك شيئاً، وهذا أقل الواجب في شراكتهم في معاناتهم وشراكتهم في مقاومة عدوهم، مبينًا أن كل من يبيع أو يشتري من هذه الشركات الداعمة للعدو المحتل هو آثم إثماً عظيماً.
كما حث الأمة أن تزيد من الدعم المالي لأهل غزة المحاصرين الذين يمثلون رأس الحربة للأمة في الدفاع عن كرامتها ومقدساتها ولا يجوز التوقف أو التباطؤ في هذا الدعم الواجب لجميعهم.
كما دعا إلى أن تواصل الجماهير الغاضبة مسيراتها ومظاهراتها في جميع الميادين للضغط على الحكومات وأن تقوم بواجبها الشرعي والإغاثي والإنساني والسياسي دعماً وإسناداً للحق المسلوب في فلسطين من حفنه مارقة من البشر.
وتابع القره داغي، كما يجب أن تقوم الأمة باعتصامات دائمة حول سفارات العدو في جميع الدول التي توجد فيها، للضغط على الحكومات بقطع العلاقات معهم وكذلك السفارة الأمريكية التي تمثل الدولة التي تمد الكيان الصهيوني بجميع أسلحة القتل، والدمار فلا نامت أعين الحارسين لها، ولا بوركت حياة الراغبين بها.
وشدد على ضرورة أن يبقى الأقصى الأسير حاضراً في قلوبنا وأرواحنا وأن نستشعر دوماً أن الطوفان الذي انطلق من غزة هو من أجل الأقصى ومن أجل وقف العدو تدنيسه له ومنعه من تنفيذ مخططاته بهدمه وإحراقه وبناء الهيكل المزعوم فيه وإقامة الصلوات التلمودية وذبح القرابين الحيوانية، وإن الأمة جمعاء مسؤولة عنه مسؤولية جماعية وفردية ولا يجوز بحال من الأحوال التقاعس أو التخاذل أو الإهمال أو النسيان للأقصى الجريح الأسير.
وحذر رئيس الاتحاد الدول العربية المجاورة لفلسطين من أن الاحتلال الإسرائيلي طامع في أرضنا العربية والإسلامية وقد أعلن رئيسه نيته الخبيثة في السيطرة على مساحات إضافية من أرض العرب والمسلمين، وعليه فإننا نقول لقيادات وشعوب هذه الدول إن دعمكم لغزة وتعزيز صمودها وحفاظكم على القدس والأقصى وتعزيز بقاء أهلها فيها لهو صمام الأمان لباقي دولنا العربية والإسلامية، وإن دعمكم لفلسطين مجاهدين ومواطنين سيكون سبباً للحفاظ على حياض وطننا وأمتنا.