قائمة الموقع

تقرير الإسناد الشعبي.. أبرز تحولات معركة الطوفان في ذكراها الأولى

2024-10-09T11:12:00+03:00
الإسناد الشعبي.. أبرز تحولات معركة الطوفان في ذكراها الأولى
شهاب

خاص – شهاب

انطلقت معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشكلت منعطفاً هاماً في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي، كما أسهمت هذه المعركة في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمامات المجتمع الدولي، وأفشلت محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وبعد عام من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة ما يقارب من 50 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، فقد شهدت القضية الفلسطينية تفاعلاً شعبيًا دوليًا غير مسبوق، حيث تتواصل الفعاليات والتحركات الشعبية في مختلف أنحاء العالم للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض حرب الإبادة التي تستهدف سكان قطاع غزة. وتزداد هذه التحركات زخماً مع استمرار العدوان والجرائم ضد القطاع.

عملية "طوفان الأقصى" غيّرت ملامح السياسات الخارجية للكثير من الدول؛ ففي الوقت الذي عرّت فيه حرب غزة الأنظمة الغربية، فإنها أظهرت الدعم الشعبي والمجتمعي الكبير للقضية الفلسطينية في أنحاء العالم، كما إن هذا العدوان الغاشم للاحتلال الإسرائيلي أظهر الوعي الكبير لدى الفئات الشبابية وخصوصًا طلاب الجامعات الذين أعلنوا دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية وأجبروا إدارات جامعات على قطع العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية.

 "طوفان الأقصى" وعلى الرغم مما تبعه من إبادة جماعية في غزة والضفة، ثم حرب شعواء في لبنان، إلّا أنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وجعلها من أولويات الحكومات والمنظمات الدولية، وازداد عدد الدول المُعترفة بفلسطين كدولة، وأثبتت كذلك ضعف الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يستقوي إلّا على المدنيين بقصفهم جوًا وبرًا وبحرًا، وتجلّت نازيته وتسببه في زعزعة الأمن والاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط.

سلم الأولويات

الكاتب والمحلل هشام محفوظ يقول إن القضية الفلسطينية عادت إلى سلم أولويات العالم وازداد حجم التفاعل الدولي الشعبي مع القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتزداد العزلة الدولية للاحتلال وترتفع الأصوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني؛ من خلال دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية وإصدار قرارات قضائية بتوقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع غالانت من محكمة الجنائية الدولية.

وأضاف في مقال رصده شهاب أن التحركات الشعبية المختلفة نجحت في دحض الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتسببت بكشف الوجه الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعاد التفاعل والزخم إلى القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، كشفت الوجه الحقيقي للعديد من الجهات والمؤسسات والحكومات التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت انهيار منظومة الأخلاق والقيم في الغرب، وما رافق ذلك من إصدار محكمة العدل الدولية لقرار ملزم يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب ضد مدينة رفح، ومع أن القرار لم يشمل وقف العدوان على جميع مناطق قطاع غزة، لكنه تطور مهم على صعيد القانون الدولي في محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وبفضل الاسناد الشعبي بعد طوفان الأقصى، قال محفوظ:" بالإضافة إلى هذه التحولات الدولية، جاء اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، وبخلاف النظر عن حدود هذه الدولة، إلا أن هذا الاعتراف مهم في إطار تعميق أزمة الاحتلال في البعد الدولي، وهي واحدة من نتائج معركة طوفان الأقصى".

ولفت إلى أن استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة يعني استمرار التحركات الشعبية وتطورها في إطار العمل على وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وختم بالقول:" لذلك فإن معركة طوفان الأقصى ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده، بل هي معركة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مجتمعة، وهي جزء من حالة الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام "1948.

 موجة تحرر

وفي ذات السياق قال الباحث والكاتب مازن النجار إن منذ انطلاق ملحمة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهدت قضية فلسطين والعالم، في برهة من الزمان، تحوّلات فارقة لم يشهدها قرن من الصراع العربي-الصهيوني والكفاح الفلسطيني للتحرر الوطني، وما لحق بالأمة من إهانة ومظلومية تاريخية منذ الحرب العالمية الأولى ووقوعها في براثن الاستعمار الغربي.

وأضاف النجار في مقال رصده شهاب أن هذه التحوّلات لا تقتصر على ما يشهده العالم من صحوة تناصر قضية فلسطين ورواية النكبة الفلسطينية، شملت الجنوب العالمي ومراكز المتروبوليتان الغربي وعواصمه، بل ومدناً صغيرة بمختلف أصقاع الغرب، طارحةً بقوة أسوأ كوابيس الصهونية: تجريم "إسرائيل" وإسقاط شرعيتها، خاصة لدى الأجيال الجديدة.

وبين:" يتصدر هذه الحراكات شباب في الغرب نشأوا في عائلات صهيونية راسخة، يهودية وغير يهودية، لكنهم تمردوا على سردية الصهيونية لصالح سردية فلسطين، وامتدت ثورة الوعي الجديد نحو التعرف إلى الإسلام وحضارته، والبحث عن قصة الإنسان وإجابات عن أسئلة الوجود، وقيم ومبادئ الحق ومعايير العدل، والتماهي مع العدالة ونبذ الفاشية والإسلاموفوبيا والعنصرية والعدوانية الإمبريالية، كما تظهر مئات من مقاطع الفيديو ومنشورات وسائط التواصل".

ونبه النجار بالقول إنه بدون مبالغة فإن هذه الحراكات قد تؤسس لموجة تحرر وتغيير اجتماعي واقتصادي، يتصدى للرجعية الغربية واحتكار الثروة والسلطة والفساد السياسي والظلم الاجتماعي والانحطاط الأخلاقي، نحو آفاق العدل والتراحم الإنساني؛ وتُغيّر وجه الغرب الاستعماري.

وأوضح أن الحركات لم تقتصر على استنكار الإبادة والدمار والتجويع والمطالبة بوقفها لإنقاذ المدنيين، بل تجاوزت ذلك، كما تجاوزت أكذوبة "حل الدولتين" بسماجتها وسفاهتها إلى مطالبة صريحة بـ"فلسطين حرة"، من النهر إلى البحر! بل نجد معارضة جذرية للمشروع الصهيوني في الغرب يشترك فيها جيل الناجين من المحرقة النازية وجيل أحفادهم، بعد أن رأوا في الصهيونية حركة عنصرية توسعية.

وتابع:" جاءت "طوفان الأقصى" في لحظة إفلاس قيَمي واختزال معرفي وتجريف أخلاقي للوعي الإنساني والمثل العليا بيد الثقافة الإمبريالية الرأسمالية العنصرية الفاشية ومنظومتها المعرفية المادية، بينما تعاني البشرية فراغاً روحياً وأخلاقياً وتستشرف القيم النبيلة والمثل العليا، وتبحث عن قضية ضمير وحق وعدل لتتبنّاها وتتماهى معها وتناضل لأجلها".

وأردف النجار:" أكثر ما لفت شعوب العالم، والغرب بخاصة، إلى عدالة قضية فلسطين الصمود والثبات على الأرض والتماسك الصلب والاستعصاء على الانهيار كما شهده العالم في قطاع غزة؛ إذ ينهض الناجون من تحت أنقاض المجازر ولا يزال شهداؤهم تحت الأنقاض ليجددوا ثباتهم، ويؤكدوا رفض التهجير والترانسفير!".

وقال إن انطلاق حراكات الاحتجاج الشعبي في الغرب والعالم ضد حرب الإبادة في غزة إلى انهيار السردية الصهيونية وتجريم "إسرائيل"، ونزع الشرعية عنها أخلاقياً وسياساً وقانونياً وانكشاف أباطيلها وانتهاكها لبديهيات الإنسانية

اخبار ذات صلة