قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن صمود الفلسطينيين في جباليا ورفضهم أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء يُحبط تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إخلاء شمال غزة من سكانه.
وأوضحت الصحيفة أنه "في الأسبوع الماضي، جرى تحويل قطاع غزة رسمياً إلى منطقة قتال ثانوية من الجيش الإسرائيلي، مع بداية العملية البرية في جنوب لبنان"، وذكرت أنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عُدَّ قطاع غزة "ساحة الحرب الأساسية فيما عُدّت الحدود الشمالية مع لبنان ساحة حرب ثانوية".
وتابعت: "ومع ذلك، ترك الجيش الفرقة النظامية للقيادة الجنوبية لمداهمة جباليا، وهذه المرة لفترة ممتدة لأكثر من بضعة أسابيع، وذلك بسبب إصرار السكان غير المعتاد على عدم الإخلاء جنوباً".
وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية تحاصر مدينة جباليا منذ أيام، في مواجهة عشرات الآلاف من سكان غزة الذين يرفض معظمهم الإخلاء جنوباً.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم جباليا برياً مرتين سابقتين في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وادَّعت الصحيفة أن مسلحي حماس يستهدفون الجيش الإسرائيلي بكمائن باستخدام عبوات ناسفة وإطلاق مضادات للدبابات.
وقالت: "في ليلة الخميس، سُمح بنشر أن 3 من جنود الاحتياط قُتلوا في المناورة عندما داسوا على إحدى العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق في المنطقة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قُتل جندي من الكتيبة 17 في ملعب بعبوة ناسفة زُرعت في الشارع"، وأضافت: "وأُصيب عدد آخر من الجنود بجروح، معظمهم بسبب العبوات الناسفة".
وذكرت الصحيفة أن صمود السكان في جباليا ورفضهم طلبات الجيش الإسرائيلي منهم الإخلاء "يُحبط التجربة العملية الأولى لتنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" الداعية لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان.
وقالت: "تشكل العملية الآن نسخة أصغر وأولية من مبادرة اللواء (المتقاعد) غيورا آيلاند، الذي اقترح نقل ما يقرب من 300 ألف من سكان غزة المتبقين في شمال القطاع، خصوصاً بمدينة غزة إلى جنوب القطاع من خلال التفتيش والفحص في ممر نتساريم" وسط القطاع. وكان آيلاند قد أعلن مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي ما سمّاها "خطة الجنرالات" لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.
وأنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا والتوجه جنوباً، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، معتبرةً إياه "خداعاً وكذباً".
كما أفادت صحيفة "يديعوت" بأن جيش الاحتلال حوّل قطاع غزة إلى "ساحة قتال ثانوية" لأول مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تاريخ بدء "إسرائيل" حربها المدمرة على القطاع المحاصر.
وقالت إن الجيش حوّل غزة الأسبوع الماضي إلى ساحة قتال ثانوية مع بداية العملية البرية في جنوب لبنان، لكنه ترك الفرقة الأمامية النظامية للقيادة الجنوبية للإغارة على جباليا شمال القطاع.
في السياق، يشير مختصون إلى أن تصنيف قطاع غزة "جبهة قتال ثانوية"، يعني أن الأهداف قد تمت بما يخالف الواقع، كما ويعتقد أخرون، أن التصنيف يخالف ما تضمن بأن العملية في مخيم جباليا ستستمر عدة أشهر، مشيرين إلى أن العمل في جباليا هو مقدمة لفحص خطة الجنرالات.
أما من جهته، يرى الخبير العسكري واصف عريقات أن جبهة غزة لا تزال جبهة رئيسية رغم تصنيفها من جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"ساحة قتال ثانوية"، واصفا إياها بأنها جبهة "قتل لا قتال" بغض النظر عن عدد الفرق الموجودة فيها.
وأوضح عريقات، أن هذا التصنيف محاولة لـ"تبرير عجز الجيش الإسرائيلي في الميدان".
وأعرب عن قناعته بأن الجيش الإسرائيلي "مهزوم نفسيا ومعنويا"، لذلك يحاول تلافي الوضع بـ"مصطلحات وتعريفات تخصه والقيادة الإسرائيلية في الداخل".