رأى مدونون إسرائيليون أن إقرار بلادهم بوجود السنوار وسط مقاتليه خلال عملية اغتياله يدحض ادعاءاتها السابقة بأنه كان يتحصن ويتخفى في الأنفاق ويحتمي بالأسرى الإسرائيليين لديه؛ معتبرين أن اللقطات الأخيرة له ستخلده كـ”أسطورة”، وفق قولهم.
وكتب محرّر الشؤون الفلسطينية في "هيئة البثّ" الإسرائيلية، إليور ليفي، أكد في هذا السياق، أنّ "اللقطات التي نراها ليست ما تراه حماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين أو حزب الله" (المشاهد الأخيرة لاشتباك القائد السنوار قبل ارتقائه)، موضحاً "إنهم يرون رجلاً قاتل حتى اللحظة الأخيرة، حتى آخر قطرة دم، حتى عندما كان مصاباً".
ولفت إلى أنّ تلك المشاهد، حيث ظهر القائد السنوار مشتبكاً مع القوات الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة على الرغم من إصاباتٍ في جسده، جعلت منه أسطورة.
وأضاف أنّ الشهيد السنوار أصبح شخصية أكبر بكثير من الشخص نفسه، معترفاً أنّ اغتياله لن يغيّر صورة السنوار هذه لأجيال قادمة، مشدداً على أنّ "إسرائيل" تجد صعوبة في فهم حماس.
وفي السياق نفسه، أقرّ الباحث والخبير الإسرائيلي في شؤون حماس، غاي أفيعاد، بأن "حماس ستعرف إقامة المنظمة من جديد مع أشخاص ماهرين ليسوا أقل من السنوار".
وشدّد على أن "السنوار مسؤول كبير جداً، ولكنه جندي في المعركة الطويلة هذه بين إسرائيل والفلسطينيين؛ المعركة المستمرة منذ عقود".
وأردف: "لا يزال هناك في قطاع غزة آلاف الناشطين المسلحين من حماس ومنظمات أخرى".
وقال للقناة "13 " الإسرائيلية: "هذه المنظمات (في محور المقاومة) مثل طائر الفينيق، تعود كل مرة للنمو وتتغيّر من جديد؛ فحتى بعد عماد مغنية الذي كان حقاً مسؤولاً كبيراً، فإن بنية قوة حزب الله بنيت بعده، ويجب طرح هذا على الطاولة".
وأضاف متحدّثاً عن حماس: "مهما كان السنوار مسؤولاً كبيراً، فقد جرى بناء الكثير من قوتها، رغم أن السنوار كان في السجن الإسرائيلي".
فيما كتب ناشط "إسرائيلي" وصحفي، عبر منصة "إكس"، "إنه وفي الحقيقة المحزنة قد انتصر حتى في وفاته"..
זו האמת העצובה גם במותו הוא ניצח. https://t.co/QpIkTBqisj
— דינוזאור צמחוני (@benhaimim) October 17, 2024
وعبر مدونون إسرائيليون عن استغرابهم نشر صور السنوار في اللحظات الأخيرة، قائلين إن تلك المشاهد تتنافى مع ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الجهات الرسمية التي تتحدث عن اختبائه بالأنفاق وخلف المدنيين، وتحت المستشفيات.
وكتب أحد المدونين الإسرائيليين بمنشور على منصة إكس “لم يكن هناك مدنيون، ولم يكن السنوار موجودا بالنفق، بل كان يرتدي زيا رسميا، مثيرا للاهتمام يجعلني أفكر، هل يجب أن أشك في كل ما تقوله لي وسائل الإعلام؟”.
واعتبر ناشطون إسرائيليون أنه من الخطأ 1000% نشر مثل هذه المشاهد، وكان يجب الاكتفاء بنشر صوره دون أي تفاصيل أخرى.
وكتب أحد المعلقين “السنوار، بقدر ما أكرهه وأتمنى أن يموت بالجحيم، صعد وحارب بنفسه مع جنوده، وهذا بلا شك يعتبر بطولة في نظر أي تنظيم عسكري”.
התיעוד שאתם רואים אינו מה שאנשי חמאס או גא"פ או חיזבאללה רואים.
— Elior Levy • אליאור לוי (@eliorlevy) October 17, 2024
הם רואים אדם שנלחם עד הרגע האחרון, עד טיפת הדם האחרונה. גם כשהוא פצוע. בודאי לא מושפל.
סינוואר כבר הפך להיות מיתוס; דמות שגדולה הרבה יותר מהאדם עצמו. טוב שחוסל, אבל שום חיסול לא ישנה את זה גם דורות קדימה.
צריך לומר:… pic.twitter.com/5Bpu4roTz2
أقرّ الباحث والخبير الإسرائيلي في شؤون حماس، غاي أفيعاد، بأن "حماس ستعرف إقامة المنظمة من جديد مع أشخاص ماهرين ليسوا أقل من السنوار".
الآن يوجد في غزة مليون ونصف مليون سنوار
وشدد على أن "السنوار مسؤول كبير جداً، ولكنه جندي في المعركة الطويلة هذه بين إسرائيل والفلسطينيين؛ المعركة المستمرة منذ عقود". وأردف: "لا يزال هناك في قطاع غزة آلاف الناشطين المسلحين من حماس ومنظمات أخرى".
وقال للقناة "13 ": "هذه المنظمات (في محور المقاومة) مثل طائر الفينيق، تعود كل مرة للنمو وتتغيّر من جديد؛ فحتى بعد عماد مغنية الذي كان حقاً مسؤولاً كبيراً، فان بنية قوة حزب الله بنيت بعده، ويجب طرح هذا على الطاولة".
وأضاف متحدثاً عن حماس: "مهما كان السنوار مسؤولاً كبيراً، فقد جرى بناء الكثير من قوتها، رغم أن السنوار كان في السجن الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "أجهزة حماس في الخارج لم تمسّ في هذه الحرب، كذلك مكتب البناء في القطاع، كما أن القسم المالي لم يتضرر أيضاً، رغم أنها تلقّت سلسلة من الضربات المؤلمة".
وأقرّ بأن "كلّ الأجهزة اللوجستية والإدارية والاستراتيجية لحماس، والتي هي خارج القطاع، لا تزال محصّنة تماماً، وهي قادرة على المدى المتوسط والطويل على أن ترمّم هذه القدرات في المستقبل".
وتطرّق أيضاً إلى قيادات حماس في الخارج، وقال: "لم تمسّ هذه القيادات، ولديها ممثليات في إيران ولبنان واليمن والجزائر، وهي مترافقة مع قوة إعلامية تقف خلفها".
وفي السياق نفسه، أقرّت المستشارة الإعلامية للقناة 13 بأن القضاء على حركات المقاومة غير ممكن، وقالت: "حتى لو قاتلناها طوال الوقت فلن نستطيع القضاء عليها تماماً. في نظرة تاريخية، لا يمكن القضاء عليها، لأنها مبنية بشكل قاطع على الأيديولوجيا".
عضو "الكنيست" عاميت ليفي هي الأخرى قالت: " الآن يوجد في غزة مليون ونصف مليون سنوار.. وعليه يجب تغيير الاستراتيجية من الإغارات إلى السيطرة وأقل من هذا هو خداع للجمهور".
يذكر أن القائد يحيى السنوار استشهد في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024 في اشتباك ميداني مباشر مع قوات "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، في رفح جنوبي قطاع غزة، بعد مسيرة عمل عسكري أمني سياسي طويلة، كان آخرها معركة "طوفان الأقصى"، وتسلّمه رئاسة المكتب السياسي لحماس خلفاً للشهيد إسماعيل هنية.