كشفت ابنة إبراهيم عقيل قائد "قوة الرضوان" في "حزب الله" اللبناني عن وصية والدها الأخيرة للأمين العام للحزب حسن نصر الله بعد اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في يوليو الماضي.
وقالت إنه بعد أن "استشهد (شكر) الحاج محسن كان السيد يتحدث عن إنجازاته فسألت والدي هذه الإنجازات التي لم يتم التكلم عنها، كيف ستظهر ومتى من الممكن أن يعرفها الناس، ويعرفوا تضحياتكم؟".
فكشف أن والدها أنه طلب من الأمين العام للحزب أنه "عندما استشهد أن لا يتكلم عني أو انجازاتي.. ووصيتي له لا أن يتم رد بقصف الصواريخ أو قصف "
إسرائيل"، إضافة 200 مجاهد إلى قوة الرضوان.. أي بدلا من القصف لمرة واحدة سيكون هناك 200 مقاتل جديد يحاربون العدو على فترة طويلة من الزمن".
يذكر أنه في 20 سبتمبر الماضي أعلن حزب الله استشهاد عقيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ظلت شخصية القائد في حزب الله اللبناني، إبراهيم عقيل، بعيدة عن الأضواء، لا يعرفه الكثير، رغم جهاده ونضاله ومسيرته الحافلة في القيادة، حتى جاء اليوم الأخير، ليقضي شهيدًا ويثير التساؤلات عن شخصيته ومحطات حياته.
هو إبراهيم محمد عقيل أو إبراهيم تحسين، ولد يوم 24 ديسمبر عام 1962، في بلدة بدنايل بقضاء بعلبك شمال لبنان.
انتمى عقيل إلى حزب الله منذ ثمانينيات القرن العشرين، واتهم بأنه من أفراد الخلية التي تبنت تفجير السفارة الأميركية في بيروت في أبريل 1983، وهو التفجير الذي قتل فيه 63 شخصا، بينهم 52 موظفا لبنانيا وأميركيا.
أوردت بعض المصادر اللبنانية المؤكدة أن عقيل شارك في الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في أكتوبر 1983، والذي قتل فيه 241 عسكريا أميركيا.
أسس ركن العمليات، وبدء من العام 2008 شغل منصب معاون الأمين العام للحزب لشؤون العمليات، وعُيِّن عضوا في المجلس الجهادي وهو أعلى مجلس عسكري للحزب.
في يوليو عام 2015، صنفت وزارة الخزانة الأميركية عقيل ضمن القائمة الأميركية للمتهمين بالإرهاب، وفي سبتمبر 2019 صنفته "إرهابيا عالميا"، ورصدت مكافأة بقيمة 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وفي السياق أصدرت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) مذكرات بحث بحق عقيل للاشتباه بتورطه في عملية خطف رهينتين ألمانيتين وتفجير في العاصمة الفرنسية باريس أواخر ثمانينيات القرن العشرين.
قاد عقيل قوة الرضوان وهي وحدة النخبة في حزب الله، فيما كان آخر منصب قائد المجلس العسكري خلفا لفؤاد شكر والذي تم اغتياله من قبل طائرات الاحتلال في بيروت في 30 يوليو 2023.
قال "حزب الله" بأنه من "قادة التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006"، وقد أشرف على تأسيس وتطوير وقيادة قوة الرضوان حتى تاريخ استهدافه.
كما خطط وأشرف على قيادة العمليات العسكرية لقوة الرضوان على الجبهة اللبنانية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
في 20 سبتمبر/أيلول 2024 أعلن جيش الاحتلال اغتيال عقيل بصواريخ طائرة من طراز "إف 35" على عمارة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن عقيل كان أثناء القصف يعقد اجتماعا مع قيادات فلسطينية ولبنانية في الضاحية ببيروت.
وذكرت الإذاعة العبرية أن ما يمسى رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي اتخذ قرار تنفيذ عملية الاغتيال قبل وقت قصير من القيام بالعملية.
ونعى حزب الله اللبناني القائد عقيل و14 مقاتلا قضوا في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.