خاص - شهاب
قال المختص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يسعى إلى إبرام صفقة تبادل، كما أن استمرار حرب الإبادة تخدم مصالحه السياسية.
وأضاف شلحت في تصريح خاص بوكالة شهاب أن الحديث الإسرائيلي المتواتر عن صفقة التبادل وعن سفر وفد من الموساد إلى الدوحة لبدء مباحثات عن صفقة التبادل يأتي لكي يهرب إلى الأمام من اشتداد المطالبة على المستوى الإسرائيلي الداخلي وكذلك ربما من الولايات المتحدة بضرورة الوصول إلى صفقة التبادل.
وأوضح أن تلك المطالبات تأتي بعد أن أعربت هذه الأوساط عن اعتقادها بأن الحجج التي كان يتذرع بها رئيس الحكومة الإسرائيلية لعدم التواصل إلى صفقة تبادل قد زالت وفي مقدمتها ارتقاء قائد حركة حماس يحيى السنوار.
وأشار شلحت إلى أن نتنياهو حتى الآن لا يبدي أي مؤشرات إلى أنه يسعى لصفقة التبادل لأن صفقة التبادل يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار وبالتالي هدنة مستدامة وعليه يمكن وقف حرب الإبادة في قطاع غزة.
وبين:" نتنياهو ليس في وارد أن يضع حدًا لحرب الإبادة لأن هذه الحرب مازالت تخدم في قراءاته مصلحته السياسية والحزبية وبالتالي هو مستمر بها وبدأ ينفذ خطة في إثر خطة وحالياً هو يقوم بتنفيذ ما يعرف باسم خطة الجنرالات مع أن الحكومة لم تتبناها بشكل رسمي ولكن من الواضح أن العملية العسكرية العدوانية في شمال قطاع غزة هي التجسيد الحقيقي لخطة الجنرالات التي تنص على ضرورة البقاء في شمال قطاع غزة وتهجير سكانه وتجويع من يبقى والقيام بحرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل".
وتابع شلحت:" الواضح أن الجدول الزمني مرتبط إلى حد كبير بانتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري يوم الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل ولذلك أنا أعتقد أن الحديث عن صفقة تبادل سيبقى حديثا عموميا وغائما وغير ذي جدوى إلى أن تنتهي انتخابات الرئاسة الأمريكية عندها يمكن أن يكون هناك نقطة تحول في هذه الحرب".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي من تمتلك الآن القرار بالضغط على حكومة إسرائيل لوقف هذه الحرب سواء في جبهة قطاع غزة أو في الجبهة الشمالية مع لبنان وحتى ذلك الحين من المتوقع طبعا أن تستمر إسرائيل في الحرب، وهذا مرهون بكل التطورات الميدانية".
ونبه شلحت إلى أن هناك علاقة ربما ضمنية بين ازدياد الحديث عن صفقة التبادل وبين التوحش الاسرائيلي في ارتكاب المجازر، فالمؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية يشعرون بأن الحرب قد تقترب من نهايتها نتيجة ممارسة ضغط من الخارج على اسرائيل لذلك هم يشعرون بأنهم ربما في ربع الساعة الأخير ويحاولون أن يحققوا ما لم يحققوا طوال فترة الحرب التي دخلت عامها ثاني من خلال هذا التصعيد الوحشي.
وختم بالقول إن التصعيد الوحشي هو جزء من الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية ولكن من الواضح منذ بداية الحرب والآن يتأكد أكثر فأكثر أن هذا الضغط العسكري يهدف إلى غاية واحدة وشبه وحيدة هي الإبادة والتدمير الشامل وتحويل قطاع غزة إلى مكان لا يمكن العيش فيه بعد أن تنتهي هذه الحرب.