قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعلن سبب الانسحاب، لكنه كشف تاريخيًا أن سحب الألوية من غزة جاء بسبب الخسائر البشرية.
وفي وقت سابق، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، بسحب اللواء 460 من جباليا والإبقاء على لوائي غيفعاتي و401 في شمال قطاع غزة، مع استمرار عمليات القتل لليوم الـ 23 على التوالي.
ويضيف الخبير العسكري، أن ثمة سببا آخر وراء سحب هذا اللواء وهو "فشله في إنجاز مهمة غير عسكرية أوكلت إليه بإخلاء وتهجير السكان قسرا من شمال القطاع".
وبناء على ذلك، يعتقد الدويري أن "خطة الجنرالات"، والتي تنص على حصار سكان شمال غزة وتهجيرهم قسرا ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وفرض منطقة عسكرية مغلقة، "بدأت تفشل".
وبيّن الخبير العسكري أن اللواء 460 كان يعمل بالمنطقة الغربية من جباليا، في حين يعمل اللواء 401 في المنطقة الشرقية، لافتا إلى أن القوة المتبقية مقسمة بين قوة مدرعة وأخرى للمشاة.
وجدد تأكيده على مقاربة حرب العصابات التي تنتهجها المقاومة في غزة باستخدام العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع ضد القوات والآليات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، تعرض عناصره في جباليا (شمال القطاع) لتفجير بعبوة ناسفة، مما أدى إلى مقتل ضابط رفيع المستوى كان يتولى قيادة اللواء "401"، وإصابة 3 عسكريين بجروح متفاوتة.
وتبلغ مساحة المخيم نحو 1.5 كيلومتر مربع، ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية قبل أكثر من عام في أعقاب "طوفان الأقصى" واجه مخيم جباليا 3 عمليات عسكرية.
في العملية الأولى في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم تنجح القوات الإسرائيلية في الوصول إلى عمق مخيم جباليا، وعملت على أطرافه الغربية والشرقية، وذلك بسبب كثافة المقاومة التي تعرضت لها وجغرافيا المخيم المكتظ بالمنازل والسكان والأزقة الصغيرة التي لا تستطيع الآليات الدخول إليها.
أما العملية الثانية فجاءت في شهر مايو (أيار) الماضي، وكانت أكثر عمقاً، بالدخول من طرق التفافية جديدة إلى وسط المخيم مُخلِّفةً دماراً كبيراً طال حتى مراكز الإيواء وغيرها، ولكنها لم تسيطر على جميع المناطق في داخله.