تُواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 393 على التوالي، وسط ارتكاب المزيد من المجازر المروعة، وقصف مناطق مأهولة ومربعات سكنية على رؤوس قاطنيها، واستهداف النازحين والمدنيين العزل.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي وحرب الإبادة على محافظة شمال قطاع غزة، لليوم السابع والعشرين على التوالي، وسط قصف وإعدام ميداني، ونسف للمنازل وتدمير للخدمات الأساسية، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، ما أسفر عن استشهاد نحو 1000 مواطن ومئات الجرحى.
ويأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال لإفراغ محافظة الشمال من سكانها، الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء.
ويعدم الاحتلال في بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.
كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة.
من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة دكتور منير البرش إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 فلسطيني بمحافظة شمال غزة، في ظل الإبادة والتطهير العرقي المستمر منذ نحو 27 يومًا".
وأشار البرش، في حديث صحافي، أن جيش الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر واستهداف مراكز الإيواء والمدنيين في بيت لاهيا وجباليا، مخلفا عشرات الشهداء والإصابات في ظل منظومة صحية منهكة.
ولفت البرش إلى، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس كافة أشكال القتل والتدمير لغياب من يراقبه أو يحاسبه ويوقف جرائمه.
كما أوضح، أن "جيش الاحتلال يمنع إدخال المستلزمات الطبية إلى شمال غزة ويفرض حصارًا على مستشفيات كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، شمالي القطاع".
وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.
وصباح الأربعاء، أعلنت بلدية بيت لاهيا شمال قطاع غزة "مدينة منكوبة" جراء حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، وأطلقت "نداء استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وقالت بلدية بيت لاهيا إن سكان المدينة يعانون "كارثة إنسانية"، نتيجة "حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على المدينة".
وأوضحت أن المدينة أصبحت "بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات (صرف صحي ونفايات) وبلا اتصالات".
وتابعت: "وعليه فإننا نعلن بيت لاهيا مدينة منكوبة، ونطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية".
ويوم الأربعاء، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، بارتقاء 93 مواطنا، و40 مفقودا وجريحا، في قصف الطيران الإسرائيلي لعمارة سكنية، تتكون من 5 طوابق، وتؤوي قرابة 150 نازحا، تعود لعائلة أبو نصر في مشروع بيت لاهيا.
أكد ناطق الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل وجود 300 مدني داخل مبنى سكني استهدفه الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا شمالي القطاع مع استحالة انتشال جميع الجثث بسبب انعدام الإمكانات.
وقال بصل لم يكن هذا المبنى الذي استهدفه الجيش الإسرائيلي فجر اليوم يؤوي إلّا المدنيين وهم أصحاب العقار وفي داخله قرابة 300 شخص ومع ذلك تعرض للقصف بأسلحة شديدة التدمير وبشكل مباشر ومن دون إنذار مسبق".
وأشار إلى أنه "تم انتشال قرابة 99 شهيدا من تحت أنقاض المبنى المؤلف من 5 طوابق بينما ساهم الأهالي وبسبب الغياب القسري لفعالية طواقم الدفاع المدني بانتشال 77 شهيدا وعملوا ودفنهم".
ولفت إلى أن المواطنين يتحدثون عن وجود أسر كاملة لقيت حتفها في هذا الاستهداف.
وأضاف بصل: "في شمالي القطاع لا توجد لدينا إمكانيات بالمطلق وهناك توقف كامل للخدمات وبالتالي لا يوجد لدينا أي دور في الشمال ويتم استهداف المواطنين وقتلهم في ظل غياب من يقوم بانتشالهم أو إسعافهم من جهتنا".
وتابع: "نحن نعمل من العدم واعتمادا على الكادر البشري فقط من دون مقدرات أو معدات ثقيلة ولذلك ينعكس التأثير على المواطنين بشكل مباشر وهذه المجزرة اليوم أكبر دليل، يعني أن هناك أعداد كبيرة منهم لا تزال تحت الأنقاض.. في حين نجا منهم حتى الآن 21 مواطن وتم التعامل مع حالاتهم".
يؤكد متحدث الدفاع المدني أن شمال القطاع حاليا من دون طواقم طبية أو دفاع مدني أو حتى مستشفيات وهو ما يزيد في المعاناة. وذكّر بأن هذه المجزرة لم تكن الأولى التي ترتكبها إسرائيل في القطاع وتحديدا في الشمال المحاصر منذ 24 يوما والناس هنا دون أي من مقومات الحياة وأخرج المنظومة الطبية والدفاع المدني عن الخدمة بشكل كامل
وكشف عن تلقي طواقم الدفاع المدني 17 مناشدة من الأهالي في شمال قطاع غزة وهم بدون طعام ليكون الحديث هنا عن مجاعة تحدث حتى قبل الـ24 يوما من الحصار عندما كان الجيش الاسرائيلي يرفض إدخال المساعدات إلى القطاع قبلها أيضا بـ7 أيام.
واختتم: "ربما لأول مرة يستخدم الجيش الاسرائيلي الحصار بهذه الطريقة والقتل وسياسة التجويع لبقعة يتحشد فيها 200 ألف مواطن ناهيك عن قصف المنازل وعاد مجددا لاستخدام الصواريخ شديدة الانفجار التي تدمر عدة مبان ومربعات سكنية بشكل كبير، وقبلها كان يستخدم لصواريخ مخصصة للشقق فقط".