خاص _ حمزة عماد
400 يوم على معركة الصمود والتضحية والعطاء التي يخوضها الشعب الفلسطيني بصحبة مقاومته بكافة تفاصيلها، من اليوم الأول حتى اعداد هذا التقرير، مقاومة قدمت في اليوم الأول لمعركة "طوفان الأقصى" وما زالت إلى الآن تقدم في إطار معركة دفاعية صلبة.
المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها، التحمت على أرض الميدان تضرب الاحتلال في كل مكان توغل فيه، وتوقع فيه الخسائر ثأرًا لدماء الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، خلف مقاومته الباسلة.
تعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش "الإسرائيلي" اعتبر الأكبر في تاريخ "إسرائيل" منذ نشأتها، حسب بيانات الجيش وصل عدد الجنود القتلى منذ السابع من أكتوبر حتى هذه اللحظة أكثر من 800 قتيل إسرائيلي، وأكثر من 10 آلاف إصابة بمختلف أنواعها، كل ذلك حصل بفعل ضربات المقاومة سواءً الهجومية أو الدفاعية.
منذ اليوم الأول لم تبرح المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضها رغم حجم القصف والاستهداف الذي اقترفه الاحتلال بحقها وحق حاضنتها الشعبية، لكنها في اليوم 400 ما زالت تجهز الكمائن وتقتل الجنود وما جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون عنا ببعيد.
المقاومة تضرب بقوة
الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور علي الأعور، قال إن الجيش "الإسرائيلي" دفع ثمنًا باهظًا في جبهة قطاع غزة منذ اليوم الأول وصولًا لهذا اليوم، مضيفًا أن المقاومة ما زالت تجهز الكمائن وتقتل وتصيب الجنود.
وأكد الأعور في تصريح خاص لوكالة "شهاب"، أن هناك انقسام كامل بين المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي جراء ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش دون الوصول لأي تسوية ووقف الحرب والانسحاب من لبنان وقطاع غزة.
وأضاف أن خسائر الجيش تعكس أن المقاومة الفلسطينية قد عادت لشمال غزة بقوة ولديها القدرة على تنفيذ عمليات والدليل على ذلك عدد القتلى الذي وصل في جباليا لـ 20 قتيلا بينهم قائد لواء المدرعات في الجيش 401.
وبين الأعور أن الضربة التاريخية التي تعرضت لها "إسرائيل" في السابع من أكتوبر ما زالت في عقليته.
وشدد الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن الشعوب من أجل حريتها تدفع ضريبة كبيرة والشعب الفلسطيني الآن يدفع ضريبة الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال.
وأكد أن من يتمسك في أرضه في جباليا وبيت لاهيا، ويعلم أن الاحتلال يقصف بكل قوة وما زال مرابطًا؛ هي البطولة، مشددًا أن الشعب الفلسطيني في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بعد 400 يوم يصنع النصر مهما بلغت التضحيات.
المقاومة تواصل الإعداد
كمائن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف منذ 400 يوم على المعركة، وما زالت تواصل تجهيز وإعداد الكمائن القاتلة من شمال القطاع لجنوبه لإيقاع جنود الاحتلال في وحلها بين قتيل وجريح.
الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، قال إن المقاومة الفلسطينية تواصل خطتها الدفاعية بكل حنكة واقتدار، مضيفًا أن أعداد القتلى التي تصدر من قبل الاحتلال لا تعبر عن قوة الحدث، وهو يخفي قتلاه بشكل كبير للحفاظ على الروح المعنوية لجنوده.
وأكد الزبدة في حديثه لوكالة شهاب، أن المقاومة تتعلم الدروس من خلال المواجهات المستمرة مع الاحتلال وتبدع في تكتيكاتها، مبينًا أن المقاومة تبدع في كمائنها وهذا واضح من خلال الفيديوهات التي تعرضها المقاومة.
وتابع، "يبدو من خلال ما نشاهده من عمليات المقاومة أن التجهيز والإعداد الذي تبدع فيه المقاومة منذ 400 يوم والتنوع في التكتيكات يختلف من اختلاف تطورات المعركة".
وأوضح الزبدة، أن المقاومة محافظة على عملها رغم طول المعركة، مشددًا أن قيادة المقاومة تعمل على استنزاف العدو وقدراته في غزة.
وفي صورة مصغرة لحجم الخسائر التي يتكبدها الاحتلال في حربه، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان "الأكثر دموية" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث قُتل 88 "إسرائيليا". وبحسب الصحيفة، قُتل 37 جنديا "إسرائيليا" في مواجهات مع مقاتلي حزب الله في جنوبي لبنان وعلى الحدود الشمالية، في حين قتل 19 آخرون في قطاع غزة.