شهاب - خاص
قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن إن الاحتلال الإسرائيلي يعاني من فشل وإخفاق كبير في تحقيق أهداف عمليته العسكرية المتواصلة في محافظة شمال قطاع غزة لليوم الثلاثين على التوالي، بسبب تماسك المواطنين ورفضهم الخضوع لأوامر الإخلاء، وتواصل ضربات وعمليات المقاومة النوعية.
وأضاف عبد الرحمن في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، "العدو فشل حتى الآن في تحقيق هدفه المعلن المتمثل بالقضاء على البنية التحتية للمقاومة، معربًا عن اعتقاده من أن الهدف الأساسي المخفي هو طرد وتهجير حوالي مائتي ألف مواطن موجودين في محافظة الشمال قصرا الى مدينة غزة.
وأكد عبد الرحمن أن هناك اخفاق وتعثر كبيرين في تحقيق أهداف العملية، أولًا بسبب رفض الكثير من المواطنين الخضوع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية ويتنقلون في رحلة نزوح داخل شمال القطاع، إضافة الى وجود المقاومة وهي بيضة القبان في الحقيقة فيما يحدث هناك.
وأوضح عبد الرحمن أن ما تقوم به المقاومة في شمال غزة، من تفخيخ البيوت باستخدام امكانيات متواضعة نسبيًا، واستهداف جنود وآليات الاحتلال بالقذائف المصنعة محليًا وإيقاع عدد كبير من الجنود قتلى وجرحى، كل هذا يمكن أن يزيد من اخفاق الاحتلال ويكبده المزيد من الخسائر.
وتابع، الاحتلال يحاول أن يعوض عن هذا الاخفاق بالتدمير الواضح، عبر تفجير مربعات سكنية كاملة باستخدام الروبوتات المفخخة والبراميل المتفجرة والطيران الحربي الذي لا يتوقف عن القصف، بهدف الضغط على المواطنين للنزوح وعلى المقاومين لدفعهم للاستسلام.
وأردف عبد الرحمن، رغم الفارق الهائل في الإمكانيات، والزج بثلاثة ألوية عسكرية قوامها قرابة 10 آلاف جندي في شمال قطاع غزة، إلا أن المقاومة أبدعت في عملياتها، وأظهر المقاومون جرأة ورغبة في القتال والشهادة، فهؤلاء المقاومون لم يأتوا من الخارج بل هم أبناء المخيم ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون.
وأشاد الكاتب عبد الرحمن ببراعة المقاومين واستخدامهم لأبسط الإمكانيات في إلحاق كم كبير من الخسائر التي لم يكن يتوقعها في صفوف جنوده، خصوصا بعد الحملة الاعلامية والنفسية التي شنها على محافظة الشمال والقصف الجوي الهائل وغير المسبوق.
ولليوم الثلاثين على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية البريّة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مع تواصل المطالبات الإسرائيلية للسكان تحت طائلة التهديد بالنزوح إلى جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن تنفيذ مخطط ما يعرف بـ "خطة الجنرالات".
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة، رفض مئات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة ترك منازلهم والاستجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، على الرغم من المجازر الجماعية، وقطع الاحتلال لإمدادات الغذاء والماء، وإسقاط المنظومة الصحية ومنع طواقم الدفاع المدني من العمل.
كما تمكنت المقاومة مع بدء العملية الثالثة التي تتعرض لها محافظة شمال غزة خاصة منطقة جباليا، من تنفيذ سلسلة من عمليات نوعية، شملت تفجير منازل مفخخة واستهدف قوة راجلة من جنود الاحتلال، إضافة إلى نصب كمائن واستهداف الآليات بالقذائف المضادة للدروع.
وتعد عملية قتل قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة، ونائب قائد سرية في الكتيبة 52 النقيب غي يعقوب نظري في كمين لكتائب القسام في منطقة الفالوجا غرب جباليا، إضافة إلى استهداف منزل بعد وقت قصير من مغادرة رئيس الأركان هرتسي هاليفي له في شمال قطاع غزة، من أبرز العمليات وأكثرها إيلامًا للاحتلال حيث قتل في العملية الأخيرة أربعة جنود من "وحدة الشبح" متعددة المهام.