خاص _ حمزة عماد
تستمر معاناة المواطن الغزّي جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تعدت حاجز الـ400 يوم، حيث يقارع الصامدون في شمال قطاع غزة وجنوبه، المجاعة ببطونهم الخاوية.
حرب التجويع التي يشنها الاحتلال تفتك بالصغار والكبار في ظل إغلاق المعابر وتشديد الحصار وصمت وخذلان العالم العربي والإسلامي، وفي صورة مخالفة وواضحة لكل القوانين والمواثيق الدولية.
إلى جانب المجاعة المنتشرة في قطاع غزة بأكمله، أصبحت جيوب الغزيين فارغة، ولم تعد العائلات النازحة منذ أكثر من عام قادرة على توفير أدنى مقومات الحياة، لا سيما بعد نفاد السوق من المستلزمات الغذائية والبضائع.
نازحون غزيون يقولون لوكالة "شهاب"، إن المجاعة تعمّقت من جديد في جنوب القطاع بعد إغلاق المعابر، ونفاد المواد الغذائية من الأسواق، مؤكدين أنه لم يعد في الأسواق أي شيء يلبي متطلبات النازحين بسبب نقصها وارتفاع أسعارها.
الأسواق فارغة
أبو ماهر السويركي معيل لعائلته بأحد مخيمات النزوح في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، يقول إن المجاعة بدأت تعود من جديد في ظل إغلاق المعابر، وتشديد الحصار من قبل الاحتلال، وعدم سماحه بإدخال المواد التموينية والمساعدات للنازحين جنوب القطاع.
وتابع السويركي حديثه، " منذ قرابة الشهر أذهب على سوق دير البلح لا أجد أي شيء فيه، لا خضروات، لا فواكه، لا مواد أساسية غذائية، الموجود فقط بعض من المعلبات الخاصة بالمساعدات".
وأضاف أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة بسبب المعاناة التي يمر بها النازح الغزي، مبينًا أن الأسعار ليست في متناول الجميع، والظروف المعيشية صعبة.
وأوضح السويركي أن العائلات النازحة تعتمد بشكل كبير على "التكيات الخيرية" من أجل سد حاجاتها اليومية، متابعًا أن العدد الكبير من النازحين يعتمد على هذه التكيات لعدم وجود بديل.
جيوب فارغة
تجلس على باب خيمتها وفي يدها مسبحة، في مخيم الأمل على شاطىء بحر بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، الحزن يسكن في عيونها، تقول الحاجة أم حسن الرفاتي، إن الظروف أصبحت صعبة، لا يوجد أي شيء نسند عليه أنفسانا في ظل اشتداد المجاعة، مبينة أن من كان معه مال نفد في ظل استمرار الحرب، ومن كان يدخر شيئًا لم يعد يكفي من أجل الحياة.
وأوضحت الحاجة الرفاتي في حديثها لـشهاب، أنه لم يعد الإنسان قادرًا على تلبية احتياجاتهم اليومية بسبب عدم وجود دخل، وإن وجد دخل فهو قليل لا يلبي حاجيات العائلة ومتطلباتها.
وتابعت حديثها، " لا يوجد أي شيء في الأسواق لنقوم بشراءه، الموجود حاليًا شيء قليل وهو بأسعار باهظة بشكل كبير لعدم توفر البضائع".
وبينت الحاجة الرفاتي، أنها هي وأسرتها تعتمد على تكية المخيم المتواجدة بداخله، لعدم مقدرتها هي والعائلات الأخرى على توفير قوت يومها بسبب الظروف الصعبة، مشيرة إلى أن المساعدات توقفت أيضًا ولا يوجد أي مكان يقوم بتوزيع المساعدات.
مظاهر المجاعة
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة ان شعبنا الفلسطيني يعاني من تصعيد في حرب التجويع، وتفاقما سريعا للكارثة الإنسانية وظهور علامات المجاعة في القطاع، خاصة في محافظتَي غزة وشمال غزة، نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر.
وأضاف لوكالة شهاب أن "أعداد الشاحنات التي تدخل القطاع محدودة كما ونوعا وتدخل على فترات وليس باستمرار".
وتابع: "استخدام الاحتلال الصهيوني للتجويع ومنع الرعاية الطبية أدوات في هذا العدوان الهمجي هو جريمة حرب مؤكدة ومركبة".
وأكد استمرار "إسرائيل" في "جريمتها الكبرى" بحق شعب غزة أمام العالم أجمع، معتبرًا ذلك اعتداءً صارخًا على كل القوانين الدولية واستهتارًا بالدعوات والمطالبات والقرارات التي تنص على إدخال المساعدات ووقف الحرب.
ودعا الثوابتة المنظمات الدولية والإنسانية إلى "التحرك العاجل وتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية اللازمة لشعب غزة، والضغط لإجبار الاحتلال على فتح المعابر لإدخال المساعدات".
وناشد الدول العربية والإسلامية "بذل مزيد من الجهود والضغوط لكسر الحصار وتوفير كل احتياجات الإغاثة لشعب غزة".
وتتصاعد المجاعة يومًا بعد يوم في ظل إغلاق المعابر واشتداد الحصار على سكان قطاع غزة واستمرار الحرب المتواصلة لليوم 401 على التوالي، ما يعني ذلك عدم دخول المساعدات والبضائع للسكان.