خاص - شهاب
أكد الكاتب السياسي اللبناني عماد خشمان، أن العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا ما زالوا يعيشون التخبط في ما يتعلق بالعمليات البرية في غزة وجنوب لبنان، وينتقلون من فشل الى آخر وهزائم وخسائر في الضباط والجنود والآليات بسبب ضراوة المواجهات وصمود المقاومين في الميدان.
وقال خشمان لـ(شهاب) إن الطاقم السياسي والعسكري في الكيان يعاني من الإحباط وانهزام في الروح المعنوية بسبب الفشل في تحقيق اهداف الحرب المعلنة من قبل العدو على الأقل وهي "سحق حماس" وقوى المقاومة في القطاع وتحرير الأسرى وجلب الأمن لمستوطنات الغلاف.
وبحسب خشمان، في جنوب لبنان يدور العدو في حلقة مفرغة، رغم الحشود الهائلة التي تم زجها في المواجهة مع حزب الله، والتي قدرت بـ ٥ فرق عسكرية أي ما يقارب الـ ٧٠ ألف جندي وضابط من ألوية النخبة مدعومة بمئات الدبابات والآليات وغطاء جوي يدمر ويحرق كل شيء.
واستطرد قائلا: "رغم ذلك، تُنزل به مجموعات حزب الله الضربات الموجعة وكل يوم نسمع عن حدث صعب في الشمال وحتى في الجنوب والذي هو تعبير عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف العدو".
ووفق خشمان، فشل العدو فشلاً ذريعًا في تحقيق أهداف المناورة البرية في جنوب لبنان، والتي أساسها القضاء على التهديد القائم على هذه الجبهة من قبل حزب الله، وتدمير بنيته العسكرية واللوجستية وتوفير سلامة وأمن مستوطني الجليل.
وأشار إلى أن حزب الله استعاد وبقوة وبفترة زمنية قصير منظومة القيادة والسيطرة واستطاع في أيام معدودة تعيين البدائل لكل القيادات الجهادية والميدانية الذين استشهدوا وخاصة بعد عمليات الاغتيال التي جرت وصولاً لانتخاب أمين عام للحزب سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله.
وذكر أن صفة الفشل ملازمة للعدو على الجبهتين الجنوبية والشمالية، لذا يسرع الأمريكي حركته الدبلوماسية المكوكية لوضع مسودة اتفاق على وقف إطلاق النار وتحديداً على جبهة الشمال في محاولة لتخفيف الضغوط والاستنزاف الذي تسببه للكيان، وكعادته الأمريكي يضع مصالح "الإسرائيلي" في أولويات اهتماماته.
ونبه إلى أن الطروحات المتداولة تأتي بشروط وبنود لا يمكن الموافقة عليها لا من المقاومة في فلسطين ولا في لبنان، والأمريكي يعلم ذلك.
ويعتقد أن نتنياهو ليس بوارد إعطاء أية مكافأت للإدارة الأمريكية الحالية وينتظر دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتقديم هذه الصفقة كهدية له.
وتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع المقبلة تمادياً في الإجرام الصهيوني وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في محاولة ممارسة للضغوط تحت النار على الفلسطينيين واللبنانين للقبول بالشروط المطروحة.
وقال: "ما نسمعه عن هذه الطروحات الأمريكية الإسرائيلية بالموضوع اللبناني لم تخرج عن نطاق التسريبات حول نقاشات تدور بين الأمريكي والإسرائيلي فقط، وكأن لبنان ومقاومته قد هزموا وجاء وقت إملاء الشروط التعجيزية الاستسلامية".
ونوه إلى أنه حتى الساعة لم تعرض بعد على لبنان أية طروحات والذي سبق وأعلن رفضه المطلق ادخال آية تعديلات على بنود القرار 1701 وآليات تنفيذه، واعتباره أي الطرف اللبناني أنه مازال هذا القرار هو الإطار الأفضل لوقف اطلاق النار وإيقاف العدوان على لبنان.
وشدد على أن الميدان ما زال يفرض إيقاعه على المشهد العام في القطاع وفي جنوب لبنان، وأيضاً ما تقوم به جبهات الإسناد من اليمن إلى العراق وسوريا مرورًا بالجمهورية الاسلامية في إيران.
كما أكد أن الأيام والأسابيع القادمة ستشهد صمود المقاومين وقتالهم الأسطوري وهم الذين يمتلكون مفاتيح الميدان بل يهيمنون عليه في كل الجبهات في غزة وفي جنوب لبنان وسيكملون عملية انزال الضربات الموجعة بالعدو وقتل جنوده وضباطه وتدمير آلياته.
وأفاد بأن هذا ما شهدته الجبهة الشمالية، وتشهده اليوم تحديداً بعد إعلان العدو الصهيوني عن المرحلة الثانية من مناورته البرية حيث تصل أخبار صد التوغلات للعدو باتجاه قرى جنوب لبنان وتدمير الآليات وقتل الجنود بالتوازي مع الاستمرار باستهداف الجبهة الداخلية كمًا ونوعًا.
وأضاف: "نشهد دخول منظومات صواريخ جديدة على مستوى المديات والقدرة التدميرية تصل إلى قواعد عسكرية وأمنية ومقرات حساسة كانت آخرها مقر وزارة الحرب في تل أبيب".
وتابع إن المقاومة جعلت منطقة الجليل حتى وسط الكيان "غير آمنة" والعيش في مستوطناتها ومدنها دونه مخاطر وتعطيل الحياة الاقتصادية فيها وتكبيدها الخسائر الفادحة لأصحاب الإستثمارات وتوسعة دائرة استهداف وتهجير أعداد إضافية من المستوطنين مضافاً إليها الهجرة العكسية للصهاينة من داخل الكيان إلى بلدان المنشأ والتي فاقت أرقامها التوقعات.
كما لفت خشمان إلى الأزمة الحادة التي تواجه الجيش الصهيوني في عملية التجنيد ورفض الخدمة العسكرية.
ويرى الكاتب السياسي اللبناني أن "كل ما سبق سيرغم هذا العدو الغبي والأحمق بسياسييه وعسكرييه أن يرضخ لإرادة المقاومين وأن يسارع لوقف العدوان وللقبول عبر الوسطاء بالشروط التي توافق عليها المقاومة وتتفق مع مبادئها والتي لأجلها سالت تلك الدماء المباركة للقادة الشهداء وللمجاهدين الأعزاء وكانت عذابات الجرحى والأسرى ومعاناة شعوبنا المظلومة الصابرة والصامدة".