كشف تحقيق جديد لصحيفة "هآرتس" العبرية، معلوماتٍ جديدة عقب إقالة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزير الحرب يوآف غالانت. في الخامس من الشهر الجاري.
وأوضحت "هآرتس" في تحقيقها، أن غالانت جنّد محاميه الشخصي في جيش الاحتياط بعد بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت، إن المعلومات تشير إلى أن محامي غالانت كان يعطيه المشورة خشية من تحقيق الجنائية الدولية.
وأضافت "من المحتمل أن يكون تجنيد غالانت لمحاميه الشخصي هدفه عدم ارتكابه أخطاء قد تؤثر على استنتاجات لجنة التحقيق الرسمية عند تشكيلها".
وفي 5 نوفمبر الجاري، أعلن نتنياهو إقالة غالانت قائلا إنه لا يثق في إدارته العمليات العسكرية الجارية، وإن "أزمة الثقة التي حلت بينهما جعلت من غير الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن رئيس الوزراء عيّن وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا لغالانت، ورئيس حزب "اليمين الوطني جدعون ساعر وزيرًا للخارجية.
وفي أغسطس/آب الماضي طلب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية كريم خان من القضاة البت بشكل عاجل في أوامر الاعتقال الصّادرة بحق نتنياهو وغالانت، وقال "أي تأخير غير مبرر في هذه الإجراءات يؤثر سلبا على حقوق الضحايا".
وأكد خان أن المحكمة تتمتع بالولاية القضائية على "الإسرائيليين" الذين يرتكبون جرائم وحشية في الأراضي الفلسطينية، وطلب من قضاة المحكمة رفض الطعون التي قدمتها عشرات الحكومات والأطراف الأخرى.
وقال خان في طلبه للمحكمة "من الراسخ قانونا أن المحكمة تتمتع بولاية قضائية في هذا الموقف"، رافضا الحجج القانونية القائمة على أحكام في اتفاقيات أوسلو وتأكيدات "إسرائيل" بأنها تجري تحقيقات فيما يثار عن ارتكابها جرائم حرب.
وطلب ممثلو الادعاء في مايو/أيار إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت قائلين إن هناك أسبابا معقولة تشير إلى ارتكابهم جميعا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويأتي ذلك في سياق التحقيقات المستمرة في قضية تسريب وثائق أمنية، بعد أن كشفت صحيفة هآرتس، في وقت سابق، عن تسريب معلومات ووثائق، بعضها يتعلق بأمور أمنية حساسة.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ مقربين من نتنياهو نشروا لقطات فيديو لوزير الحرب المُقال يوآف غالانت وهو يتشاجر بالأيدي مع حارس أمن مكتب نتنياهو محاولًا الدخول للمكتب بعد أيام من طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وأوضحت الصحيفة أن من نشروا الفيديو حصلوا عليه من الكاميرات الأمنية في مكتب نتنياهو في مقر وزارة الحرب "الكرياه" في تل أبيب مضيفة أن مستشار نتنياهو، يوناتان أوريش، شارك الفيديو مع آخرين.
وذكرت الصحيفة أن الحادثة وقعت ظهر يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن دعا مكتب نتنياهو، غالانت، إلى اجتماع "الكابينيت"، لكن قيل له إنه سيعقد في مخبأ تحت الأرض في مقر وزارة الجيش في "الكرياه".
وحسب الصحيفة، وصل غالانت إلى "الكرياه"، ثم اكتشف أن الاجتماع لم يعقد تحت الأرض، بل في مكتب نتنياهو، ومُنع من دخول المكان. وطالب حارس أمن غالانت حارس أمن مكتب نتنياهو بفتح الباب، لكن الأخير رفض، وعلى الفور بدأ شجار بالأيدي بين غالانت وحارس الأمن.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل الواقعة للصحيفة "ما كان واضحا لنا هو أن مكتب نتنياهو حفظ المادة المسجلة من الكاميرات الأمنية لاستخدامها ضد غالانت أو لتهديده". لكن مستشار نتنياهو، يوناتان أوريش، وهو المشتبه به الرئيسي في القضية، رد قائلا "لا أعرف شيئا عن هذه القصة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول "إسرائيلي" لم تذكر اسمه القول "في تلك الأيام، كانت هناك محاولات متكررة من نتنياهو ومحيطه لإذلال غالانت، من خلال عدم دعوته إلى اجتماعات أمنية أو محاولة حجب رأيه عن القرارات".
ويأتي الكشف عن هذه القضية بعد ساعة فقط من قضية جديدة أخرى تتعلق بمكتب نتنياهو ويشتبه في أنها مرتبطة بالقضايا السابقة التي تم الكشف عنها. ووفقا لطلب تم تقديمه إلى مكتب رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، يحتفظ مكتب نتنياهو بوثائق شخصية حساسة لضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كان على صلة بالمكتب.