أعلنت منظمات المستوطنين المتطرفين تحت مسمى “تساف 9” عن نيتها العودة، اليوم الخميس، لعرقلة شاحنات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة.
تأتي عودة منظمة “تساف 9” إلى محاولات منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والمجاعة في القطاع المحاصر. بالإضافة إلى أنّ هذه التحركات تأتي بعد القضاء على عصابات لصوص المساعدات داخل غزة، مما يكشف بوضوح أن تلك التحركات كانت جزءًا من مخطط الاحتلال لتجويع القطاع ونشر الفوضى.
وعُرفت "تساف 9" بمحاولاتها السابقة لوقف إدخال المساعدات، التي شملت سلسلة من التهديدات والإجراءات لعرقلة دخول الشاحنات إلى القطاع.
ويوم الإثنين الماضي، أفادت مصادر في وزارة الداخلية بقطاع غزة، بـ"إيقاع أكثر من 20 قتيلاً من عصابات لصوص شاحنات المساعدات، في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية".
وحذرت المصادر، في تصريحات صحافية، أنّ العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولًا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات.
وشدّدت على أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.
ونوّهت إلى الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها، وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
وكشف تحقيق سابق لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أتاح لعصابات مسلَّحة في جنوب قطاع غزّة ابتزاز شاحنات المساعدات وجباية مبالغ إتاوة (خاوة) من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أنّ الشّاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم تتعرض لنهب مسلح ممنهج من قبل الاحتلال "الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن بعض منظمات الإغاثة ترفض دفع الإتاوة، و"في كثير من الحالات تظل المعدات في المستودعات التي يسيطر عليها الجيش".
وأكدت"هآرتس"، أنّ جيش الاحتلال يرفض حماية الشاحنات القادمة لقطاع غزة، ويقصف الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، عندما تتقدم لحماية المساعدات من النهب.
وتؤكد المصادر، أن الهجمات المسلحة تُنفذ تحت رقابة "جيش الاحتلال الإسرائيلي"، وعلى بعد مئات الأمتار من قواته، مبينة أن بعض منظمات الإغاثة التي تعرضت شاحناتها للهجوم التفت إلى "الجيش الإسرائيلي" في هذا الشأن، لكنهم رفضوا التدخل هناك.
وتقول منظمات، إن "الجيش يمنعهم أيضًا من السفر بطرق أخرى تعتبر أكثر أمانًا". ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم، إنهم مطلعون على عملية نقل المساعدات، أن "المسلحين يوقفون الشاحنات باستخدام حواجز مؤقتة، أو إطلاق النار على إطارات الشاحنة، ثم يطلبون من السائقين دفع رسوم مرور بقيمة 15 ألف شيكل".
وأضاف أن "السائق الذي يرفض الطلب يكون في خطر باختطاف الشاحنة، أو الاستيلاء عليها، وسرقة محتوياتها"، تحت أعين قوات الاحتلال وعلى مسافة أمتار منهم.
من هي منظمة"تساف 9"؟
والمنظمة "الإسرائيلية" "تساف" المثيرة للجدل والتي بدأ نشاطها مطلع العام الحالي بمبادرة من الزوجين رعوت ويوسف بن حاييم، من مستوطنة "نتيفوت" في النقب، تمكنت تحت شعار "لا مساعدات حتى يعود آخر المختطفين"، من ضم نحو 5 آلاف مستوطن معظمهم من اليهود المتطرفين خريجي المدارس الدينية، والمنتمين للأحزاب اليمينية إضافة إلى ممثلين عن عائلات الأسرى والمختطفين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإن حركة "تساف 9" المستوحاة من "تساف 8"، وهو أمر أصدره الجيش الإسرائيلي لتعبئة جنود الاحتياط أثناء حالات الطوارئ، تحث أعضاءها على تكثيف أنشطتهم الاحتجاجية عند معبري "كرم أبو سالم"، و"العوجة" لمنع وعرقلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، إذ يفترشون الشوارع ويرفضون التحرك من أماكنهم إلى أن تتراجع شاحنات الإغاثة عن التقدم.