أصيب عدد من الكوادر الطبية، صباح اليوم الجمعة، في قصف طائرات الاحتلال المسيرة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، يأتي ذلك تزامنًا مع قصفه المدفعي العنيف والمكثف في محيط المشفى شمالي قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن الطائرات المسيرة الإسرائيلية ألقت قنابل على قسم الاستقبال والطوارئ ومولدات الكهرباء في مستشفى كمال عدوان مما أوقع إصابات في صفوف الطاقم الطبي.
وأضافت، أن الطائرات المسيرة استهدفت كوادر المستشفى مجددا خلال محاولة انتشال الجرحى من الاستهداف الأول داخل المستشفى.
من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية إن استهداف الاحتلال للمستشفى بشكل مباشر وسقوط مصابين من طواقمنا أمر مفزع.
وأضاف، أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مولد الكهرباء في ساحة المستشفى بطائرة مسيرة ما تسبب بإخراجه عن الخدمة.
وأكد "أبو صفية"، في تصريحات صحفية، أنه لا يوجد بديل لهذا المولد الذي تعتمد عليه جميع أقسام المستشفى، "في ظل الحصار القائم والمتواصل، ليس لدينا أي إمكانيات لإصلاح هذا الخراب".
وأشار إلى أن الاستهداف الذي طال محرك الكهرباء أسفر عن عدة إصابات بينهم حالات خطرة من الطاقم الطبي في المستشفى، وأضاف مدير المستشفى سقوط 6 جرحى في صفوف الطاقم الطبي بعد إلقاء طائرة مسيرة للاحتلال قنبلة على مدخل قسم الطوارئ بالمستشفى.
وبين أن جرائم الاحتلال مستمرة بلا توقف، في ظل الصمت الدولي تجاه كل ما يحدث ضد المنظومة الصحية في القطاع، وتحديداً مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة".
وشدد "أبو صفية"، على أن "واجبنا الإنساني يلزمنا بالبقاء في شمال غزة ما دام هناك مرضى وجرحى رغم استهدافنا من قبل الاحتلال".
وقال "أبو صفية"، إنّ المستشفى سيتحول إلى مقابر جماعية في حال عدم التدخل العاجل من المؤسسات الدولية وإدخال المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ المصابين.
وحذر من أنّ الأيام المقبلة ستشهد استشهاد المزيد من الجرحى وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين بسوء التغذية وعدم توفر العلاج اللازم.
وذكر أنّه لا يوجد في المستشفى جراحات تخصصية وما نقوم به هو إسعاف أولي لأغلب الحالات، موضحًا أنّ الاحتلال يمنع دخول الوفود الطبية.
وشدد على أن ما تم إدخاله إلى المستشفى من مستلزمات طبية خلال الأيام الماضية كان محدودًا للغاية، نافيًا كل التقارير التي تتحدث عن إدخال مساعدات ومستلزمات طبية إلى شمال غزة.
ويعدم الاحتلال في بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.
كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة. وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.