تفاعل مُغرّدون مع التقارير التي سرّبتها القناة ال12 العبرية، حول تداول قادة الاحتلال خطط لضربة استباقية في غزّة مطلع شهر أكتوبر 2023، أي قبل بدء معركة طوفان الأقصى بأيا معدودة.
وأجاب المحللون في تغريدات عبر منصة "إكس" حول ما تداوله النشطاء من أسئلة كثيرة حول "الضربة الاستباقية" والتي كان من بينها:
هل كان الطوفان قراراً صائباً أنقذ المقاومة من ضربة استباقية غادرة ؟
هل كان الطوفان قراراً صائباً أنقذ المقاومة من ضربة استباقية غادرة، أم كان قراراً مجنوناً أورد غزة المهالك ؟
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) November 24, 2024
هل كان ينتظر القسام مصير حزب الله لولا الطوفان حقاً ؟ pic.twitter.com/3cOYQvIna0
وبحسب الناشطين، فقد أجاب تحقيق الصحافة العبرية عن كل تلك الأسئلة، بعد أن كشف عن خطة أقرها رئيس الشاباك رونين بار يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول، قبل معركة طوفان الأقصى بأسبوع فقط، واعتمدها رئيس الأركان هرتسي هاليفي تقضي بتوجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر 6 قيادات في قطاع غزة على رأسهم الشهيد القائد يحيى السنوار، ومحمد الضيف وآخرين.
وقال مغردون إنه وبعد بدء المعركة بأيام قليلة، خرج صالح العاروري نائب رئيس حماس الذي اغتالته "إسرائيل" بلبنان ليعلن بأن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت ضربة استباقية لعملية هجومية كبيرة كان يخطط لها العدو.
وأضاف هؤلاء أن رئيس حركة حماس الشهيد يحيى السنوار سبقه إلى ذلك حين قال إن استخبارات القسام أخبرتهم أنهم أمام معركة واستحقاق كبير نهاية عام 2023، وكان ذلك قبل الحرب بعامٍ كامل.
وتداول مدونون إلى الخطاب الأخير لأ[ي عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام، في ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حين كشف عن أحد أهم أسباب تنفيذ طوفان الأقصى، والذي تمثل في كون الهجوم الإستراتيجي بمثابة ضربة استباقية، باغتت بها المقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحضّر اللمسات الأخيرة لعملية هجومية كبرى ضد المقاومة.
وقال بعض المغردين إن المقاومة تفوقت على الاستخبارات الإسرائيلية في جميع النواحي، كما أنها استطاعت تحطيم نظرية التفوق الإسرائيلي على باقي المنطقة.
طوفان الأقصى ضرورة حتمية لا مفر منها، سواء كان استباقياً أو غيره. ومقاومة المحتل وتحرير الأرض بكل الوسائل والطرق الممكنة حق أصيل راسخ، بل حتى تبرره القوانين الدولية. فالهجوم في هذه الحالة هو في الحقيقة دفاع عن الأرض المحتلة والحقوق.
— Salem (@Salem_ITar) November 24, 2024
وكشف تحقيق صحفي للقناة الـ 12 العبرية، عن وجود نوايا "إسرائيلية" حول شنّ عملية عسكريّة تستهدف قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعلى رأسها القائد الشهيد يحيى السنوار، قبل أن يباغتها "طوفان الأقصى".
وفي التفاصيل، أظهر تحقيق القناة العبرية، أن رئيس الشاباك رونين بار قدّم في 1 أكتوبر 2023، أي قبل 6 أيام من بدء معركة طوفان الأقصى، خطة لاغتيال القيادة العليا لحركة حماس بما في ذلك الشهيد يحيى السنوار والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقد أوصى رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي بالمضي قدما في الخطة.
وبحسب التحقيق، قال رئيس الشاباك في الاجتماع الذي حضره قادة "المؤسسة الأمنية" لدى الاحتلال ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "السنوار يشعر بمزيد من الحرية في العمل والتحرك، ويجب التخلص منه". وردّ هليفي قائلا إنه "يجب القيام بحملة واسعة ضد حماس، والقيام بهجوم استباقي".
ويشير إلى، أن مؤسسة الاحتلال الأمنية عملت على مدار الساعة على تحديد أماكن قادة حماس خلال الفترة التي سبقت طوفان الأقصى، وكانت تجمع معلومات استخباراتية من الجو والأرض، وكان تدفع باتجاه تنفيذ عمليات اغتيال واسعة تشكل مفاجأة لحركة حماس.
وتعزز هذه المعلومات التي أوردها التحقيق الصحفي للقناة 12 العبرية، دقة ما كان لدى حركة حماس من معلومات عن وجود نوايا إسرائيلية لشن هجوم واسع على قادة المقاومة الفلسطينية.
وقد صرّح بذلك نائب رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس الشهيد صالح العاروري، قائلًا إن: "عملية طوفان الأقصى، التي بدأتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، جاءت استباقا لهجوم كانت تنوي إسرائيل شنه على قطاع غزة فور انتهاء الأعياد اليهودية، وقال إن الخطة الدفاعية للعملية أقوى من الخطة الهجومية التي أذهلت إسرائيل وفاجأت العالم".
ويحمل التحقيق الذي بثته القناة 12 نتنياهو مسؤولية الفشل في منع "هجوم أكتوبر"، إذ وبحسب القناة فإن نتنياهو تجاهل التحذيرات والخطط التي كانت تقدّم له، وأوردت تصريحات له قال فيها إن "حماس مردوعة"، وتصريحات أخرى لرئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بتاريخ 1 أكتوبر 2023 أكد فيها على قناعته بأن "حماس غير معنية بالحرب".
ويأتي التحقيق الصحفي الذي بثته القناة 12 في سياق الصراع المحتدم بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية للاحتلال، والذي بدأت وتيرته تتصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 حيث يسعى كل طرف لتحميل الآخر مسؤولية الفشل الكبير عن منع ما يطلقون عليه "هجوم حماس الواسع".
ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، زعمت عدة تقارير أن الجيش الإسرائيلي تجاهل علامات التحذير من تهديدات محتملة في قطاع غزة، وسُلّط الضوء على كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي لفشلهم في التصدي للهجوم.
وفي الآونة الأخيرة، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي المكلف باستجواب تقييمات ومفاهيم الجيش، حذر 4 مرات في الأسابيع الثلاثة التي تسبق 7 أكتوبر/تشرين الأول من أن حماس يمكن أن تشن هجوما قريبا.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت التقارير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن "وحدة استخبارات الإشارة 8200" التابعة للجيش الإسرائيلي أفادت بأنها حذرت كبار الضباط قبل الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أن حماس كانت تستعد لهجوم جماعي منظم للغاية ومخطط له بدقة، ولكن قيل لهم إن مخاوفهم هي "أوهام".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية طوفان الأقصى، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وشنت فيها هجومًا على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، أسفرت عن مقتل نحو 1500 إسرائيلي في بداية المعركة، وأسر نحو 250 آخرين.