منذ أكثر من عام وأربعة أشهر يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة الجماعية في كافة أنحاء قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.
منظمات حقوقية وقانونية دولية وأممية رصدت جرائم الاحتلال في القطاع، وأعدت الكثير من التقارير المبنية على وقائع وأدلة موثقة من أرض الحدث (..)، هذا ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
حقوقيون وكتاب قالوا إن إعلان الخارجية الأمريكية رفضها تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، يدل على مواصلة موقفها المعارض لقرارات المحاكم الدولية، مؤكدين أن هذا الرفض يدل من جديد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال بشكل كبير.
مساندة ودعم واضح
وقال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة الحقوقي مهند كراجة، إن الاحتلال "الإسرائيلي" وبمساندة الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا بعد حرب غزة غير ملتزم بالقرارات والقوانين والمعاهدات الدولية، مضيفًا أن الاحتلال يرتكب حرب إبادة جماعية في غزة بصواريخ أمريكية وبدعم عسكري لا محدود.
وأكد كراجة لوكالة "شهاب" للأنباء، أن تقرير منظمة العفو الدولية يعتمد على دلائل وبراهين من أرض الواقع بشكل كبير، مشيرًا إلى أن التقرير الذي أعدته المنظمة مدعوم من المنظمات الحقوقية الدولية والمؤسسات الدولية.
وأضاف أن الاحتلال له باع كبير في رفض القرارات الدولية والتهرب منها، ولا يسعى جاهدًا لتطبيقها، مشددًا أن الولايات المتحدة تدعم الاحتلال بهذا الأمر لذلك يتهرب منها.
وأشار الحقوقي كراجة إلى أن رفض الخارجية الأمريكية تقرير منظمة العفو الدولية دليل واضح على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة في غزة، مبينًا أن إسرائيل تسير في حربها متسلحة بالدعم الأمريكي تحديدًا في عدم احترامها للقرارات الدولية.
تقرير مهني
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، إن إعلان الخارجية الأمريكية رفضها لتقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، يدل على مواصلة موقفها المعارض لقرارات محاكم دولية مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
وأوضح فراعنة في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي رصدتها وكالة "شهاب"، أن هذه المعارضة امتدادً لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل، الذي يشمل تزويدها بالتكنولوجيا العسكرية والاستخباراتية، وتوفير الحماية الدبلوماسية لمنع إصدار قرارات دولية تدينها.
وأضاف أن هذا الدعم وصل إلى حد التهديد باتخاذ إجراءات عقابية ضد مدعي عام ومحكمي محكمة الجنايات الدولية الذين سعوا لمحاكمة نتنياهو، على الرغم من موافقة واشنطن على محاكمة بوتين والبشير.
وبين أن، منظمة العفو الدولية أكدت أن تقريرها، الذي يتهم إسرائيل بارتكاب ثلاث جرائم من جرائم الإبادة الجماعية، مبني على عمل مهني مستقل، مشيرًا إلى أن التقرير كشف أن هناك تشابه بين أفعال "إسرائيل" مع جرائم النازية.
وفي إطار دعمها اللامحدود للاحتلال، أعربت الولايات المتحدة عن رفضها لتقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، يتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في تصريحات للصحفيين، الخميس الماضي، إن تقرير منظمة العفو الدولية لا يمكن قبوله، وذلك رغم حديثه عن "أدلة وافية" تثبت أن "إسرائيل" ارتكبت ولا تزال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
وأضاف: "لا نتفق مع الاستنتاجات التي توصل إليها مثل هذا التقرير. وسبق أن قلنا إن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة".
ورغم إقراره بأهمية دور المؤسسات مثل منظمة العفو الدولية في توفير المعلومات حول ما يحدث في غزة، أشار باتيل، إلى أن واشنطن لا تتفق مع هذه الاستنتاجات المتعلقة بالإبادة الجماعية.
وفي وقت سابق، قالت منظمة "العفو الدولية" إن لديها "أدلة وافية تثبت أن "إسرائيل" ارتكبت ولا تزال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل".
وأضافت أن "إسرائيل ارتكبت أفعالا لتدمير الفلسطينيين تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وتُعاملهم كأنهم فئة دون البشر لا يستحقون حقوقا إنسانية ولا كرامة".