وكالة شهاب الإخبارية

كيف سرَّب جنديان "إسرائيليان" في الدِّفاع الجوي ومقرِّ القيادة معلوماتٍ سرِّيَّة وحسَّاسة لإيران؟ هذه بداية القصَّة!

كشفت محكمة الصلح التابعة للاحتلال في مستوطنة ريشون لتسيون، تفاصيل حول قضية تجسس خطيرة تورط فيها جنديان احتياطيان في جيش الاحتلال، وهما؛ يوري إلياسفوف (21 عامًا) وجورجيان درايف (21 عامًا).

وقالت المحكمة، إن التهم تترتبط بتواصل الجنديين مع عميل أجنبي، وتسريب معلومات سرية لجهة معادية، والمساعدة للعدو خلال الحرب.

وبحسب التحقيقات، يُعتبر يوري إلياسفوف المتهم الرئيسي في القضية، إذ بدأ التواصل مع مشغل إيراني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء بحثه عن فرصة عمل. 

وفي الكُلّف إلياسفوف بكتابة عبارات جرافيتي في تل أبيب، منها عبارة "أبناء روح الله"، التي تشير إلى أول زعيم لإيران بعد الثورة الإسلامية. لاحقًا، نجح في إقناع زميله جورجيان درايف بالمشاركة في المهمة، واعدًا إياه بمكاسب مالية سهلة.

ومع تطور التواصل مع الجهة الإيرانية، تعرض المتهمان لتقارير إعلامية إسرائيلية ومعلومات حول قضايا تجسس سابقة، بينها قضية جاسوس إيراني اعتُقل في وقت سابق. وقرر درايف، الذي كان يخدم كجندي احتياطي في مقر قيادة الجيش، التوقف عن التعاون مع المشغلين الإيرانيين خوفًا من التبعات القانونية.

وكشفت أن إلياسفوف بدأ أنشطته أثناء خدمته النظامية في وحدة الدفاع الجوي (القبة الحديدية)، مستغلاً اطلاعه على معلومات شديدة السرية. استجابة لطلبات مشغليه الإيرانيين، قام بتصوير مقاطع فيديو حساسة حول أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. في المقابل، حصل على مبلغ 2500 دولار، بينما تلقى درايف 50 دولارًا فقط مقابل مشاركته المحدودة.

ووصفت الضابطة في شرطة الاحتلال سريت بيرتس من وحدة التحقيق في الجرائم الدولية هذه القضية بأنها من أخطر قضايا التجسس التي تواجه "إسرائيل".

 وذكرت الضابطة أن الفيديو الذي أرسله إلياسفوف يحتوي على معلومات بالغة الحساسية قد تُستخدم لاستهداف الدولة عسكريًا. وأضافت بيرتس: "على الرغم من ادعاء المتهم أنه لم يرسل سوى جزء من الفيديو، فإن هذا الجزء وحده يُشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي".

وأكدت التحقيقات، التي جرت بالتعاون بين الشرطة والجيش وأجهزة المخابرات لدى الاحتلال، كشفت أن العلاقة بين إلياسفوف والمشغل الإيراني بدأت منذ سبتمبر الماضي، وأن السلطات كانت تراقبهما قبل اعتقالهما.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت قناة "كان" العبرية عن قضية تجسس خطيرة داخل القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بشخص وُصف بالمريض النفسي تمكن من اختراق اجتماعات سرية وتسجيل محادثات حساسة. 

وقالت القناة إن المتهم انتحل صفة ضابط استخبارات واستخدم تقنيات متطورة لجمع معلومات سرية عن العمليات العسكرية.

 وأشارت التقارير العبرية إلى أن المشتبه به قد يكون تعاون مع جهات خارجية، بينها غزة، مما أثار صدمة كبيرة داخل "إسرائيل"، وأثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية والجهة التي كان يعمل لصالحها. 

وتبدأ تفاصيل القضية عندما انتحل الجندي الذي أشير إليه برمز (X)، صفة ضابط برتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي، وتسلل بطريقة ذكية إلى مركز قيادة الجبهة الجنوبية، وهي الوحدة المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في غزة. 

وبحسب ما أوردته هيئة البث، فقد استغل المتهم حالة الفوضى والارتباك التي تلت اندلاع الحرب، واستخدم شارات مزورة للدخول إلى مناطق مغلقة عسكريا، ورغم التدابير الأمنية المشددة، تمكن من اختراق نظام الأمن العسكري والالتحاق بالاجتماعات السرية الخاصة بقيادة فرقة غزة. 

وتمكن من التحايل على الضباط، بل وقدم نفسه على أنه ضابط برتبة مقدّم، مسؤول عن توجيه العمليات، وقد نال ثقة بعض القيادات العسكرية، حيث طلب من ضابطة مسؤولة عن أمن المعلومات في قيادة الجبهة الجنوبية مساعدتها في تفعيل إجراءات العمل في قسمها، ثم أخذ هاتفها الجوال وأرسل معلومات حساسة من إلى هاتفه الخاص عبر تطبيق واتساب.

 وتمكّن من تسجيل محادثات مهمّة مع كبار الضباط، واحتفظ بتلك المعلومات على هاتفه، دون أن يتمكن أحد من اكتشاف حيلته في البداية.

اخبار ذات صلة