أحد قادة فتح يقول في معرض المناكفات الخاصة بفشل جولة المصالحة الأخيرة في الدوحة إن مشروع الاسلام السياسي فشل في المنطقة وعلى حماس ان تتعظ من ذلك، ولكنه لم يقل لنا كيف افشلت حماس جولة المصالحة، حماس كانت واضحة وقالت ان وفد فتح انسحب خلال الجلسة الثانية دون سابق انذار، اما بالنسبة لفشل ما يسمونه مشروع الاسلام السياسي فتلك مجرد احلام واوهام تعشش في عقول كارهي الاسلام والمسلمين لا مجال للحديث عنها في هذا المقام.
ناطق اعلامي باسم حركة فتح اتهم حماس بإفشال المصالحة وان انتخابات حماس الداخلية لها علاقة وان انتماء حماس للجماعة وليس للوطن تسبب ايضا بالفشل مؤكدا على ان حركة فتح تعتبر المصالحة ممرا اجباريا وانها ملتزمة بالشراكة السياسية وبالديمقراطية. انا متأكد ان المصالحة اصبحت ممرا اجباريا لفتح وقلت ذلك اكثر من مرة ولكن ليس خدمة للوحدة الوطنية او لالتزام حركة فتح بالمصالحة فكل تلك العبارات لا تسمن ولا تغني من جوع، فالمصالحة اصبحت ممرا اجباريا لحركة فتح لأنه بدون وحدة لا يمكن للرئيس ان يخاطب العالم بصفته ممثلا للشعب الفلسطيني كله، ولأنه بدون الوحدة مع حركة حماس مع وجود انقسامات داخلية في حركة فتح سيظهر الحركة ضعيفة الى ابعد الحدود، ومع ذلك نلاحظ ان حركة فتح في خطاباتها الاخيرة تريد التأكيد على انها ملتزمة بالمصالحة وانها مع الوحدة الوطنية ونحن نتمنى ذلك ولكننا نريد افعالا لا مجرد اقوال لنطاقين اعلاميين لا يؤمنون بغير حزبهم ولا يؤمنون بالديمقراطية وان تغنوا بها ليل نهار.
انا اسأل قادة فتح والناطقين باسمها لماذا يصرون على ان يكون برنامج منظمة التحرير هو برنامج الحكومة علما بان ذلك يتناقض مع كل اتفاق سابق بدءا بوثيقة الوفاق الوطني وانتهاء باتفاق الدوحة، أليس هذا يناقض القول بان فتح ملتزمة بالمصالحة ؟؟ قالوا ان مشكلة الموظفين سيتم حلها بتشكيل لجنة قانونية، وحكومة التوافق مضى عليها قرابة العامين دون ان تكلف نفسها بحل مشكلة الموظفين، والامر الاهم هو تجميد عمل المجلس التشريعي المنتخب ولهذا لا اجد معنى للدعوة الى انتخابات جديدة طالما لم نحترم خيار الشعب، من يحترم الشعب ويقدس الوطن عليه ان يعطي المجال لممثلي الشعب "اعضاء المجلس التشريعي" في القيام بمهامهم وانهاء ازمات صنعها من لا علاقة لهم بالانتخابات وصناديق الاقتراع.