بقلم ناصر ناصر
لقد زاد اسقاط طائرة التجسس الامريكية المتقدمة وذات 170 مليون دولار فوق المياه الاقليمية الايرانية زاد هذا الامر المأزق الامريكي حدة و تعقيدا ، حيث سيصبح الموقف الامريكي المرجح بعدم شن ضربات تكتيكية على ايران اكثر احراجا للرئيس ترامب الذي يناور و يتكتك و يلوح ويهدد دون ان تكون له نية حقيقية على الارجح بتجاوز مرحلة الضغوطات السياسية و الاقتصادية على ايران الى مرحلة الضربات العسكرية الخطيرة و مجهولة العواقب من حيث مستوى الاثمان و الخسائر الامريكية ، وهي الاعتبار الحاسم في تحديد سياسة و مواقف ترامب ، و ليس مدى الدمار الايراني أو الخسائر الخليجية .
لقد أرسل إسقاط الطائرة الامريكية فوق المياه الاقليمية الايرانية ومن ثم الاعلان الايراني الواضح بمسؤولية ايران عن ذلك و بتهديدها امريكا من تجاوز الحدود الايرانية رسائل مدوية من أهمها :
اولا – لقد بلغ سيل العقوبات الامريكية ضد ايران الزبى ، و لم تعد ايران مستعدة للتحمل أكثر من ذلك ، ولقد قررت على ما يبدو الدفاع عن نفسها بكل الوسائل دون ان تتجاوز علنيا حدود القانون الدولي .
ثانيا – لا يمكن للامريكان و حلفائهم ان يضمنوا أمن الخليج ، بل وحتى أمن القوات الامريكية دون التفاهم مع ايران ومن باب اولى من خلال المواجهة معها .
من الممكن ايضا ان ايران ادركت او رجحت بان سياسة ترمب و اسرائيل لن تتجاوز حدود التهديد باستخدام القوة لحسابات كثيرة منها : الخسائر و الانتخابات ، لذا قررت ايران ان تمضي قدما في تصعيدها و دفاعها عن نفسها حتى تجد مخرجا من العقوبات الامريكية القاسية لدرجة عدم الاحتمال الايراني .
ومن المنطق و المعقول بان ترامب قد يبدأ في تصعيد خطواته السياسية للوصول الى حلول وسط مع الايرانيين .