انتهت الجولة السادسة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وسط تفاؤل عبّرت عنه الوفود الإيرانية والأوروبية والروسية، بقرب التوصل إلى اتفاق، في حين بدا مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أكثر حذرا، وأشار إلى أن العديد من القضايا الرئيسية ما تزال عالقة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن المسافة ما تزال طويلة في مسار مفاوضات فيينا، قبل حل عدد من القضايا الرئيسة، بما فيها العقوبات والالتزامات النووية، التي يتعين على إيران أن تتعهد بها، وذلك عقب تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أكد فيها قرب التوصل لاتفاق.
وأضاف سوليفان في لقاء مع شبكة "إيه بي سي" (ABC) أن أولوية بلاده القصوى هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وفي مقابلة أخرى مع شبكة "فوكس نيوز" (Fox News)، قال سوليفان إن المرشد الأعلى الإيراني هو الذي سيتخذ قرار ما إذا كانت إيران ستقبل القيود على برنامجها النووي، وذلك تعليقا على فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في إيران.
وأضاف أن بلاده ترغب في إعادة فرض القيود على برنامج إيران النووي وفق الاتفاق الأصلي، ومن ثم التفاوض بشأن اتفاق أشمل وأقوى.
قرار نهائي
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، قال أمس إن (اليوم) الأحد هو آخر يوم في الجولة السادسة من المفاوضات النووية في فيينا، وآن الأوان كي تتخذ الأطراف المقابلة القرار النهائي.
وأضاف عراقجي أن الوفود أصبحت خلال هذه المرحلة قريبة أكثر من أي وقت مضى من تحقيق تفاهم مشترك، مؤكدا أنه تم حل بعض النقاط الرئيسة، وأن ملامح نقاط الخلاف المتبقية أصبحت واضحة للجميع.
وأشار إلى أن المفاوضات ستتوقف والوفود ستعود إلى عواصمها، وهذه المرة لن تكون العودة للتشاور فقط؛ بل ستكون لاتخاذ القرار. وأضاف أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ستعقد اليوم آخر اجتماع لها في إطار الجولة السادسة، وسيتم بحث ما تم التفاوض بشأنه خلال هذه الجولة.
أما ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريك مورا، فقال إن الجولة الحالية حققت تقدما، وإن الأطراف أصبحت قريبة من الاتفاق، لكنها لم تصل إليه بعد.
وأكد -في حديث للصحفيين- أن الجولة القادمة ستعقد بعد عودة الوفود بأفكار وتعليمات بشأن كيفية الوصول إلى اتفاق.
الوقت ينفد
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأحد، إنه ما يزال بوسع إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ، بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيس من المحافظين؛ لكنه أشار إلى أن الوقت ينفد.
وأضاف -في تصريحات للصحفيين في بيروت- أن التوصل لاتفاق بات "قريبا جدا"، وقد يجعل الشرق الأوسط أكثر أمنا، ويجعل ملايين الإيرانيين يشعرون بالارتياح بعد أن أنهكتهم العقوبات المالية والنفطية، التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق قبل 3 سنوات.
وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت إن انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران نداءٌ للعالم بوجوب الاستيقاظ وتجنب الاتفاق النووي.
وفي كلمة له في أول جلسة للحكومة الإسرائيلية، قال بينيت إن موقف حكومته لن يتغير؛ وهو أن إسرائيل تعارض العودة للاتفاق النووي مع طهران، وأنه يجب منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وكان موقع "أكسيوس" (Axios) الإخباري الأميركي، ذكر أن إدارة الرئيس جو بايدن ذكرت أنها تود التوصل لاتفاق مع إيران للعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015، قبل تولي الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي مهام منصبه في آب/أغسطس المقبل، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة يوم أمس السبت.