أصداء زيارة الجنرال السعودي أنور عشقي للقدس ما زالت تخيم على المنطقة, نحو مزيد من التجريم للخطوة التي قام بها عشقي, وهنا الحديث عن التحرك الشعبي بمستوى معين, مع استمرار الصمت الرسمي والمقربين منه.
أطلق عدد من النشطاء السعوديين حملة معارضة للتحرك التطبيعي الذي يقوم به عشقي, وقبلها تصريحات سعود الفيصل ضد المقاومة, مما يدلل على أن تجريم التطبيع راسخ في الوعي الشعبي, وأن عملية جس النبض التي قام بها عشقي ستواجه برفض شعبي واسع, يشكل ضغطاً على الجهات الرسمية السعودية في موضوع حرج جدا, تجاه ما يحدث , وإن ردة الفعل تجاه ما حدث تدعوهم لإعادة النظر في تحركات عشقي وغيره, وإن المبادرة السعودية العربية تجاه التسوية لم تلبِ الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية, وإن التطبيع لا يمكن أن يتم مهما حاول البعض الإيماء بأن ما يحدث في المنطقة فرصة لتسلل الاحتلال واختراق الساحة السعودية.
محاولة المطبعين القول بأن عدواً عاقلاً أفضل من صديق جاهل ,في الإشارة إلى إيران والسعودية, هي معادلة غريبة يقصد من ورائها التضليل, ووضع إيران والاحتلال في سلة واحدة. النظام السعودي الذي يعاني من تجاهل أمريكي وتراجع الدعم في سوريا واليمن يحاول البعض دفعه باتجاه الحصول على الرضى الإسرائيلي كبوابة نحو الحصول على دعم أمريكي مقابل التطبيع, لتصبح (إسرائيل) والسعودية ذات نفس الموقف تجاه ما يحدث في المنطقة مدعوما من الأردن ومصر.
التحرك الشعبي ,ومنه سعوديون ضد التطبيع, جزء من التعبير عن الرفض الشعبي لعملية التطبيع , وينقصه التحرك من قبل الدعاة ونخبة المجتمع السعودي والخليجي, لتجريم التطبيع وتقبيح من يمارس هذا الدور, وصولا إلى صدور موقف سعودي رسمي واضح تجاه تلك التحركات التطبيعية.
ينظر الفلسطينيون إلى السعودية كحصن شعبي للقضية الفلسطينية إضافة إلى رمزيتها الدينية ومواقفها كداعم أساسي، وهي بحاجة لأن تحتفظ بهذه الرمزية.