كشفت قناة عبرية، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، تروّج لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في منطقة قلنديا، بالقدس الشرقية المحتلة.
وبحسب القناة العبرية 13، "تروّج بلدية القدس (تابعة للاحتلال) لبناء 10 آلاف وحدة سكنية في مطار عطروت المهجور"، في إشارة إلى مطار القدس الدولي في منطقة قلنديا.
ولم تدلِ المحطة بمزيد من التفاصيل، عن المراحل التي وصلت إليها الخطة الاستيطانية.
وحتى العام 1967، كان "مطار القدس الدولي"، الميناء الجوي الوحيد في الضفة، قبل أن يضع الاحتلال "الإسرائيلي" يده عليه، ويحوله إلى مطار لرحلات داخلية قليلة، إلى أن أغلقه نهائيا عام 2000.
ويقول خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، إن إسرائيل تسعى لإقامة مستوطنة جديدة كليا، تقع في معظمها على أرض مطار القدس، أو ما يعرف محليا بـ"مطار قلنديا".
وأضاف التفكجي في تصريح سابق للأناضول: "المطار كان يستقبل الطائرات حتى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ومن ثم استخدمته إسرائيل لرحلات داخلية، حتى إغلاقه نهائيا في العام 2000".
وكانت وزارة البناء والاسكان "الإسرائيلية"، قد تقدمت في فبراير/شباط 2020، بالخطة، إلى اللجنة اللوائية من أجل المصادقة عليها.
وأنشأ المطار في العام 1920، قبل أن تبدأ سلطات الانتداب البريطاني استخدامه في العام 1924، إلى حين تم افتتاحه أمام الرحلات المنتظمة عام 1936.
وللمطار مدرج، وبرج مراقبة، وصالة استقبال للقادمين والمغادرين، ولكن منذ أن أغلقه قوات الاحتلال عام 2000، تم إهماله بشكل كامل.
ويقول التفكجي إن المطار والأراضي التابعة له، تقع على أرض مساحتها 1200 دونم (الدونم ألف متر مربع)، مشيرا إلى أن مخطط المستوطنة الجديدة يقع على أرض مساحتها 900 دونم.
وفي هذا الصدد، قالت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، في تقرير له : "اعتبرت السلطات الإسرائيلية معظم مساحة المخطط، أراضي دولة، وهذا يسمح لإسرائيل ببناء المستوطنة دون الحاجة إلى مصادرة الأراضي من أصحابها الفلسطينيين".
واستدركت المنظمة : "في الوقت نفسه، لا يزال جزء كبير من الأرض يعتبر أرضًا خاصة".
وأضافت: "كما تتضمن الخطة هدم عشرات الوحدات السكنية الفلسطينية، التي تم بناؤها في المنطقة، على مدار السنوات".
ولفتت إلى أن "الخطة تقع في قلب سلسلة متواصلة فلسطينية حضرية تمتد من رام الله، عبر أحياء القدس الشرقية الفلسطينية، التي ضمتها إسرائيل في كفر عقب وقلنديا، إلى بيت حنينا وشعفاط، التي يقطنها مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين".
وكشفت "السلام الآن" عن أن المستوطنة "تهدف إلى دق إسفين وأن تصبح جيبًا إسرائيليًا من شأنه أن يمنع التطور الفلسطيني في المنطقة المركزية الأكثر أهمية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهي منطقة القدس ورام الله وبيت لحم".
وأوضحت أن "إنشاء مستوطنة تضم آلاف الوحدات السكنية، وهو ما يعني وجود عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين، سيجعل من الصعب على أي ترتيب قائم على حل الدولتين أن يرى النور في المستقبل، بسبب عدم الاستمرارية (الجغرافية) الفلسطينية، والضرر الذي يلحق بإمكانيات العاصمة الفلسطينية في القدس الشرقية".
وبهذا الصدد، يشدد التفكجي على أن "إنهاء مطار القدس، يعني أن إسرائيل تنهي أي فرصة لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية".
ويحذر قائلا: "إقامة هذه المستوطنة، هو بمثابة فصل إسمنتي بين القدس ورام الله، بعد الجدار الذي أقامته إسرائيل في المنطقة".
وتقع إلى جانب المنطقة المنوي إقامة المستوطنة عليها، منطقة صناعية إسرائيلية كبيرة تدعى "عطروت" أقيمت أيضا على أراض فلسطينية