ذكر موقع "زمان يسرائيل" العبري، اليوم الأحد، أن المفاوضات التي يجريها وفد حركة حماس في القاهرة حالياً دليل على نجاحها في إجبار "إسرائيل" على التراجع عن ربط ملف الجنود الأسرى بملف الإعمار.
وقالت المختصة بالشأن الفلسطيني في الموقع دانة بن شمعون، إن محاولة حماس إدراج قضية القدس على ملف المباحثات مع الوسيط المصري تعتبر خطوة غريبة ومغامرة من قبل حماس التي أوضحت أن المفاوضات لن تعني أن أيديها مقيدة عما قد يحدث في القدس والأقصى أو في الضفة وان محاولة "إسرائيل" تفكيك محور غزة والقدس لم تنجح، وهو ما فاجأ المصريون، على حد قولها.
وأضافت بن شمعون أن الرسالة التي أرادت حماس إيصالها "لإسرائيل" تعنى أنها قد تستخدم قضية القدس كذريعة لتهديدها بالتصعيد في حال عدم تمكنها من إحراز تقدم في القضايا المتعلقة بالأسرى أو رفع الحصار عن غزة؛ أو إقدام "إسرائيل" على تغيير الوضع القائم في الأقصى، باعتبار هذا التصرف ليس غريبًا بالنسبة لحماس التي تذكرنا بين الحين والآخر.
وتابعت: "مصر تدرك بأن قضية القدس قد تقلب الطاولة وتعيق إمكانية إحراز تقدم في قضايا أخرى لها علاقة بالأوضاع الداخلية في غزة؛ لذلك تسعى لتفكيك هذه المعضلة؛ لاسيما وأن إسرائيل غير مستعدة لقبول معادلة ربط غزة بالقدس التي تحاول حماس إعادة إحيائها من جديد".
وأشارت إلى أن "حماس تدرك بأن إسرائيل لديها رغبة قوية لإنهاء هذه القضية وقد تأكدت من ذلك بعد أن أعلنت إسرائيل استعدادها لمناقشة كل ملف على حدة، بما يتناسب مع شروط ومواقف حماس وهو بمثابة الخطوة الأولى التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية بانتظار الخطوة الثانية من كلا الطرفين للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى تمهد الطريق للتوصل إلى تهدئة طويلة المدى".
ولفتت بن شمعون إلى أن "حماس بحاجة لتحقيق إنجاز كبير يتمثل بتحرير الأسرى وخطوات أخرى لرفع الحصار عن غزة لتبرير موافقتها على التهدئة وتجميد أعمال المقاومة؛ وفي المقابل حذرت أن نجاح حماس في تحقيق إنجازات قد يفتح شهيتها بناء على شعورها بالثقة العالية وهو ما قد يدفعها للمغامرة لتحقيق إنجازات أخرى خصوصا في ظل حكم السنوار لغزة."
وشددت على أن "قوة حماس السياسية والعسكرية ستتواصل سواء بالتهدئة أو بدونها وهذا هو الثمن الذي يجب على إسرائيل دفعه لإغلاق هذا الملف الذي سيفتح أمامها أفق جديد وحيز من المناورة لتقليص قدرة حماس على مواصلة ابتزازها، وحتى ذلك الحين فإن إسرائيل ستواصل العمل بحذر والتفكير في خطواتها بدقة متناهية".