تواصل أجهزة أمن ومخابرات السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة جرائمها باعتقال واختطاف وتعذيب عدد من المواطنين بينهم طلاب ونشطاء سياسيين وأسرى محررين، على خلفية سياسية.
وأفادت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة المحتلة، بأن السلطة وأجهزتها قد كثفت من الاعتقالات السياسية، مطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين كافة وتمكين ذويهم من زيارتهم.
ووفق اللجنة، فقد اعتقلت مخابرات السلطة في جنين، المطارد والأسير المحرر محمد شلبي أبو الجابر (29 عاما) من مخيم جنين، وهو أب لثلاثة أطفال.
وفي سياق استمرار جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فقد اعتقل جهاز المخابرات التابع للسلطة في محافظة الخليل، الشاب أيمن الجنيدي الطالب بجامعة بوليتكنك فلسطين، وذلك بعد استدعائه للمقابلة يوم الإثنين الماضي.
كما تواصل أجهزة أمن السلطة بالضفة المحتلة، اعتقال الناشط جاسر دويكات لليوم الـ 13 على التوالي.
وحين اعتقال دويكات، قالت القناة 12 العبرية إن أجهزة أمن السلطة اعتقلت خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب القناة "الإسرائيلية"، تلقى أعضاء الخلية، تمويلا من حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وهم: الأسير المحرر عزت الأقطش الذي ينتمي لحركة الجهاد، وجاسر دويكات وأمجد أبو سكر اللذان يعملان لدى السلطة وتم تجنيدهما مؤخرا.
كما لا يزال المواطن عزت الأقطش مختطف من قبل جهاز الأمن الوقائي في سجن أريحا "سيء السُمعة"، فيما لا تدري شيئا عن مصير نجلها الذي اعتقل من مكان عمله في بيتا بنابلس بدون إذن قانوني أو إعلام أسرته عن اعتقاله.
وقالت عائلة الأقطش وهو أسير محرر من سجون الاحتلال وناشط في المقاومة الشعبية : "عزت تم اختطافه من قبل الأجهزة الأمنية ولا نعرف عنه أي معلومة منذ نحو 14 يوما سوى أنه معتقل وهو موجود في أريحا"، موضحة أن "اعتقاله لم يكن بناء على استدعاء أو طلب وليس لديه أي مشكلة كي يتم اعتقاله".
بدورها، قالت والدة المُعتقل الأقطش إن اعتقال نجلها غير قانوني أو إنساني وإنها ضد الاعتقال السياسي والتعامل بهمجية بلا رحمة، مضيفة : "المفترض السلطة موجودة لحماية ومساعدة الناس. ماذا تركت للاحتلال..؟".
كما ما زالت مخابرات السلطة تعتقل المواطن والأسير المحرر من سجون الاحتلال معتصم رمضان من زيتا جماعين في نابلس لليوم الـ20 على التوالي، على خلفية سياسية.
وقالت الأسير المُحرر أبو معتصم رمضان : "روحت من سجون الاحتلال بعد قضاء 10 أشهر، ثم بعدها بيوم فقط جاءت أجهزة السلطة واعتقلت ابني الأكبر معتصم وهو الآن في سجن أريحا ولا نعلم عنه شيئا ونحن ممنوعين من زيارته".
وأضاف : "للأسف ربما أرادوا التنغيص علينا لا سيما أنه اعتقل بعد الإفراج عني بساعات (..) الاحتلال يظل احتلال لكن ظلم ذوي القربى أشد. فهم جاؤوا واعتقلوا ابني بحدة أقسى من قوات الاحتلال".
وأفاد بأن نجله معتصم تعرض للضرب من قبل قوات أمن السلطة لدى اعتقاله، فيما تم توجيه له تهم عديدة وتم إبلاغنا من المحامي أنه قد يتم تمديد اعتقاله لمدة 15 يوما.
وتصاعدت وتيرة الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة لا سيما عقب اغتيال أجهزة أمن السلطة للناشط السياسي نزار بنات من مسكنه في مدينة الخليل، أواخر شهر يونيو الماضي، وما تبعه من احتجاجات شعبية غاضبة تطالب بالإصلاح وإجراء الانتخابات ورحيل قيادة السلطة ورئيسها محمود عباس.
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات حقوقية من استمرار الاعتقالات التعسفية للنشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان دون مراعاة ضمانات المحاكمة العادلة.