انطلقت أول أمس الأحد، 8 تشرين الأول/نوفمبر 2021، في العاصمة الأردنية عمّان، فعاليات الملتقى الوطني لنصرة القدس والمقدسات (القدس ... عنوان التحرير) بدعوةٍ من الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، واستضافةٍ من حزب جبهة العمل الإسلامي، في مقر الأمانة العامة له.
واستهلت فعاليات الملتقى بكلمةٍ من المهندس مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، والذي أشار لتطورات الأحداث الميدانية في القدس المحتلة من محاولات الاحتلال الإسرائيلي لفرض "تسوية" على أهالي حي الشيخ جراح، وأشاد العضايلة في هذا السياق لصمود أهالي حي الشيخ جراح، داعياً لدعمهم وإسنادهم من مختلف قوى الأمة العربية والإسلامية.
وقال العضايلة: "إنّ معركة الشيخ جراح ليست معركة مساكن وحسب، وإنما هي عنوان لتهويد القدس المحتلة".
وعرّج العضايلة على المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والتطورات الخطيرة التي مر بها خلال الشهرين الماضيين، ضمن محاولات جماعات "المعبد" وحكومة الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجدز
وقال: "لقد باتت نوايا الاحتلال تجاه الأقصى واضحةً، ففي 8/9/2021، وخلال اقتحامات الأعياد اليهودية، تم النفخ في البوق للمرة الأولى منذ احتلال شرق القدس في باحات الأقصى، وفي 16/9/2021 تم تقديم عدد مما يسمى بـ(القرابين) في رحاب الأقصى المبارك".
وأضاف "في ظل ما يجري اليوم في القدس والمسجد الأقصى، آن اليوم للأمة أن تدرك أنّ القدس هي عنوان التحرير، وأنّ بيت المقدس هي عنوان المعركة القادمة، ولا شك بأن معركة (سيف القدس الأخيرة قد أسست للموقف الحقيقي الذي ينبغي أن يتم اتخاذه تجاه القضية الفلسطينية".
وبيّن المهندس مراد العضايلة أنّ الملتقى الذي يتم عقده في هذه الظروف إنما يأتي في سياق توحيد طاقات الشعب الأردني، ومختلف الفعاليات الوطنية والشعبية والحزبية في الأردن، تحت عنوان الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، داعياً للانضواء والمشاركة في فعاليات وأنشطة الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والتي انطلقت في العام 2013، ولكن عدداً من الظروف تسببت في توقفٍ مؤقتٍ لها.
وضمن فعاليات الملتقى الوطني تحدث عددٌ من الشخصيات الوطنية والحزبية والشعبية الأردنية عن ضرورة مواصلة الهيئة الشعبية لأنشطتها، وقدموا عدداً من المقترحات لتطوير واستمرارية عملها.
وبدأ الحديث ضمن مداخلات المشاركين في الملتقى، المهندس عبد الله عبيدات، رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات، ونقيب المهندسين الأردنيين السابق، والذي أكدّ أنّ عقد الملتقى الوطني لنصرة القدس والمقدسات يأتي في سياق تفعيل دور الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن القدس والمقدسات، وإعادة حضورها.
وقال عبيدات: "لقد كانت الهيئة إطاراً جامعاً لكافة الأطياف الشعبية والوطنية، ولكل عاملٍ للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها العنوان، الأقصى والقدس".
وأضاف لقد كان لهذه الهيئة مجلس أمناء ضم العديد من الشخصيات الوطنية الوازنة التي لها حضورها، والتي لم تكن محسوبة إلا على العمل لفلسطين، وتأتي الدعوة لإعادة تفعيل الهيئة في سياق التحرك ضد الإجراءات الصهيونية التهويدية المتصاعدة في سلوان والشيخ جراح، وتجريف المقابر الذي تجاوز كل حدود الأعراف والأخلاق، وسط صمت عربي مطبق".
من جانبه أكد د.غازي الربابعة، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، والعسكري الأردني الذي شارك في معارك القدس، خلال حرب عام 1967، على أهمية القضية الفلسطينية، والعمل لها، إذ قال: "خير ما في بلاد الشام، فلسطين، وخير ما فلسطين القدس، وخير ما في القدس المسجد الأقصى المبارك".
وشدد على أهمية وجود الحاضنة الشعبية لأي فعل مقاوم للاحتلال، إذ أنّ الحاضنة الشعبية والمجتمعات القوية أساس الصمود والمقاومة، لذلك يسعى أعداء الأمة إلى تدميرها.
وأضاف إذا طبقنا الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فالقوة هنا ليست القوة العسكرية وحسب، بل كل أنواع القوة بأشكالها الإعلامية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
المحامي مصطفى نصر الله، رئيس الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان أكدّ على أهمية الميدان القانوني، كميدان مهم للاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.
واقترح نصر الله تشكيل هيئة دفاع قانوني، ضمن الهيئات واللجان المنضوية في الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى والمقدسات.
أما المهندس أحمد الملكاوي رئيس فرع نقابة المهندسين الأردنيين في اربد فقد اقترح الامتداد الجغرافي للهيئة الشعبية في مختلف المحافظات الأردنية، وتقديم مقترحات عملية لمواجهة موجات التطبيع الأكاديمي في الأردن.