تسلّمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان اليوم الخميس شكوى رسمية من أهالي الأسرى في قطاع غزة جراء استمرار السلطة الفلسطينية في قطع رواتب ابنائهم في سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال وقفة نظّمتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أمام مقر الهيئة بمدينة غزة بحضور أهالي الأسرى وأسرى محررين.
وتأتي الوقفة وتسليم الرسالة استكمالاً للحملة الوطنية بعنوان "أسير قابع وراتب ضائع".
وتلا منسق لجنة الأسرى للفصائل زكي دبابش كلمة الأسرى المقطوعة رواتبهم "نحن الأسرى المقطوعة رواتبهم من السلطة الفلسطينية برام الله نطلب من أبناء شعبنا العون بعد الله عز وجل لكي تساندوننا وتقفوا معنا لنيل حق من حقوقنا المسلوبة".
وقال الأسرى في كلمتهم "وبظلم واضح وقع علينا من ذوي القربي؛ فلكم أن تتخيلوا حجم المعاناة الناتجة عن هذا الأمر".
وأضافوا "مرت ثلاث سنين عجاف، تحملنا فيها منع الزيارة عنّا من قبل العدو، وقطع الراتب من السلطة من أجل هذا كله نرفع الصوت عاليا اليوم لنوصل رسالتنا كي تحركوا مشاعركم وضمائركم".
وتابع الأسرى "لقد طفح الكيل وفقدنا الأمل بعد كل الوعود التي سمعناها، فنحن الذين لم نذل يومًا للسجان ولم تقهرنا زنازينه، ولن نقبل الضيم من قريب أو بعيد".
وشددوا على أن راتب الأسير حق مقدس ومكفول في النظام الأساسي للسلطة وفي قوانين الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها؛ لذلك هذه هي رسالتنا الأخيرة التي نرسلها من قلب سجون الاحتلال لنيل حقنا وحق عوائلنا".
وأكد دبابش أن الأسرى أصحاب حق "وقضيتهم ليست قضية إنسانية وأهلية هي كرامة الشعب الفلسطيني أجمعه؛ بل قضية وطن بأكمله".
من جهته، أكد نائب مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة جميل سرحان أن الهيئة تلقّت الشكوى الجماعية التي تقدم بها أهالي الأسرى بغزة، مؤكدًا أن مطالبهم مطالب مشروعة وليست منّة من أحد.
وقال سرحان "سنسعى بكل طاقتنا من أجل مساندة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، ومن اجل مساندة ذويهم وإعادة صرف رواتبهم أسوة بزملائهم الأسرى كافة".
وشدد على أن الهيئة ضد التمييز ونعم للمساواة، لافتًا إلى أنه قبل ورود هذه الشكوى بدأنا بالمتابعة بهذا الموضوع، "وقضيتهم حقوقية بامتياز".
وأشار سرحان إلى أن الهيئة المستقلة توجهت بكتاب للرئيس محمود عباس "وطالبناه بإعادة الراتب فورًا؛ وحتى اللحظة لم يصلنا أي رد".
وأضاف "نتمنى منه من خلال الوسائل الإعلامية أن يصل صوتنا للرأي وأن يكون رده لنا بالإيجاب وإعادة الرواتب فورًا وبأثر رجعي، وهذا ما نطلبه وهو الحق والعدالة".
وأكد سرحان أن الهيئة ستبقى توصل صوت المعتقلين، مشيرا إلى أنها على تواصل معهم بشكل دائم، ونعلم جيدًا حجم معاناتهم هم وأسرهم.