قائمة الموقع

خطة تنوفا والنشاط المُكثف للطيران في سماء غزة

2021-11-15T16:33:00+02:00
شهاب

مُضطر عبر هذه الأسطر أن أرد على من يسألونني عن سبب، ومبررات، ودوافع جيش العدو من وراء نشاطه المُكثف في سماء قطاع غزة، فمنذ 3 أيام تقريباً تشهد أجواء القطاع نشاط وانتشار كثيف لطيران الاستطلاع وأيضاً للطيران الحربي.

أولاً: من خلال قراءة وتحليل لما هو مُتوفر من معلومات "إعلامية" وعبر شبكات التواصل الاجتماعي "الإسرائيلية" سأنطلق في عرض تحليلي لما يجري، مع العلم أنني لست مُطلعاً على ما يجري في الكرياه وفي غُرفة اجتماعات الكبينيت أو في الحُفرة تحت مبنى الكرياه.

كما هو معروف تم إقرار الميزانية في كيان العدو "إسرائيل" قبل أيام، وهذه الميزانية أُقر خلالها قانون الترتيبات، وهو عبارة عن الخطة التي ستسير عليها الوزارات في تنفيز ما عرضته من خطط عمل.

من ضمن الوزارات التي حصلت على نصيب - "مزرعة أسود" من الميزانية، وزارة الجيش والاذرع الأمنية، وفور حصول جانتس على حصته، سارع كوخافي الى أخذ المال وتوجه الى الكرياه وبدأ فوراً العمل، هذا العمل انصب على تنفيذ خطة تنوفا التي بقيت في درج مكتبه طوال 3 سنوات من عُمر الشلل السياسي الذي ضرب الكيان، والآن حان الوقت لتنفيذ الخطة، سواء ما يتعلق بهيكلية الجيش، أو رواتب المُتقاعدين والنظاميين والدائمين وغيرهم.

الخطة تحتوي أيضاً على برنامج عملياتي تدريبي وحقيقي، وهي مكونة من صناعة جيش يملك كم هائل من المعلومات، هذه المعلومات تحتاج عمل متواصل على مدار الساعة لجمعها من سماء وأرض غزة ومن الساحات الأخرى، لبناء ما اسماه بالبنك الالكتروني للمعلومات اللازمة لساعة الصفر، كوخافي في لحظة جلوسه مرتاحاً في الكرياه، أصدر تعليماته إلى كافة أذع الجيش بالنزول إلى الميدان في خطة تدريب مُكثفة ومتواصلة، وأصدر الأمر 8 للاحتياط للمشاركة في التدريبات دون تأخر، وكذلك اخرج كل المعدات القديمة والحديثة لتمارس التدريب في الميدان، ربما فعل ذلك أخذاً بتوصيات يتسحاك بريك من خارج الجيش، ولأن خطة تنوفا تتكون من عنصر الحرب والأذرع مُتعددة المجالات أو الابعاد، لذلك كل الجيش بكافة أذرعه العسكرية والأمنية تشارك اليوم في المُناورات وبكافة المُعدات، ولا تركز فقط على قطاع غزة لوحده بل أيضاً تعمل في الساحات الاخرى التي تعتبرها المؤسسة العسكرية ساحات استراتيجية.

إذاً لا يوجد شيء عبثي عند الاحتلال من كثافة الطيران في سماء غزة، ما يجري اليوم هو أن الميزانية حولت لكوخافي لتنفيذ خطته تنوفا، وتنوفا قائمة على جمع أكبر كم هائل من المعلومات اللازمة لأي مواجهة قادمة على غزة، وذلك يحتاج لمناورات كثيفة جداً في دولة الاحتلال بحيث لم يبق أحد من الاحتياط ومن الجنود العاديين في بيته، لأن كوخافي يُريد أن يُعوض ما فات من تدريب واعداد وتنفيذ خطته.

ولا ننسى أن الجيش في أزمة عميقة وخاصة بعد سيف القدس وهذه الأزمة يجب أن تُحل لأن صورة الجيش عند الجمهور صفرية وخطيرة، وهذا يؤثر على مُستقبل الكيان كله، لذلك يجب على الجيش أن يستعد لإعادة اعتباره، وتعتبر غزة هي مؤشر وعلامة تقدم لأي معركة مع حزب الله أو إيران.

 

خُلاصة القول:

الآن لا علم لي ماذا يفعلون في غزة، لكن هُناك جمع للمعلومات غير عبثية، ربما، أقول ربما هناك جُهد استخباري خفي، وهذا وارد.

هناك بحث عن الجُنود الأسرى، ربما الاحتلال في عجلة من أمره لأن الأسرى يؤثرون على الروح داخل الجيش، ربما لدى الاحتلال معلومات مُعينة عن شيء مُعين.

ولا أنسى في الختام أن تنوفا قائمة على "حرب مُباغتة" ويجب على كوخافي أن يستعيد روح المُبادرة التي فقدها جيشه وخاصة شعبته شعبة الاستخبارات، والمُبادرة مبنية على ضربة أولى وقاصمة، لذلك ربما كوخافي وقبل نهاية فترته ولأن المال حوّل له، رُبما يبحث عن انجاز كما بحث عنه ايزينكوت في آخر أيام فتره ولايته، لكن رياح خان يونس جرت بعكس ما تُريده مركبته.

اخبار ذات صلة