وكالة شهاب الإخبارية

تقرير بينما ينشغل عناصرها بملاحقة جنازات الشهداء واستقبال الأسرى.. السلطة أمام اعتداءات المستوطنين "شاهد مشافش حاجة"

شهاب

أثارت اعتداءات المستوطنين وانتهاكاتهم المتواصلة بحق أبناء شعبنا في قرى ومدن الضفة المختلفة لا سيما قرية برقة شمال غرب نابلس، تساؤلات كبيرة حول غياب دور الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في حماية أبناء شعبنا، أمام تغول الاحتلال ومستوطنيه.

وسجلت مدينة نابلس خلال الأيام القليلة الماضية مئات الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه، فيما يرى مراقبون ومسؤولون أنها "لم تعد اعتداءات فردية بل أصبحت ارهاب منظم ومخطط له".

وفي الوقت الذي برز دور الأجهزة الأمنية في تأمين الحماية للمستوطنين الصهاينة في حال دخولهم مناطق السلطة الفلسطينية، وإعادة تسليمهم بشكل آمن للاحتلال، لفت الانتباه بشكل واضح غيابها شبه التام في تأمين الحماية لأبناء شعبنا أمام هجمة المستوطنين في مناطق الضفة المحتلة.

ويرى مراقبون ومتابعون أنه لو لا التنسيق الأمني من قبل أجهزة السلطة، لما تجرأ وتطاول الاحتلال ومستوطنيه بشن هذه الهجمة المسعورة على أبناء شعبنا في قرى وبلدات الضفة المحتلة.

ودعوا الأهالي في مدن وقرى ومناطق الضفة المختلفة لتشكيل لجان حماية شعبية بما يتوفر من أدوات مقاومة لصد هذه الهجمة الشرسة، وحماية أنفسهم، مطالبين السلطة القيام بدورها الأساسي في حماية أبناء شعبنا الفلسطيني.

لا تقوم بدورها المنوط بها

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة "لا تقوم بدورها المنوط بها في حماية أبناء شعبنا الفلسطيني، إنما تقوم بحماية المستوطنين وتأمين تسليمهم للاحتلال بعد ارتكابهم للجرائم داخل المدن الفلسطينية المختلفة".

ويقول الظاظا في حديث خاص لوكالة "شهاب" اليوم السبت، "للأسف الأجهزة الأمنية تتغول على المواطن الفلسطيني، سواء فيما يتعلق بنشاطاته ضد الاستيطان أو ضد انتهاكات الاحتلال، أو في الأنشطة التي تدعم دفاعه عن أرضه ووطنه".

وحول غياب دور أجهزة السلطة في حماية أبناء شعبنا في برقة وغيرها من مدن الضفة، شدد على ضرورة أن تقوم الأجهزة الأمنية بدورها في الدفاع عن المواطن الفلسطيني، مردفا "لا أن يدخل الاحتلال مدن الضفة المحتلة، يعتقل من يشاء، ويقتل من يشاء دونما أي اعتراض".

وتابع الظاظا " للأسف الأجهزة الأمنية تقوم بدور غير وطني، فيما يتعلق بالمواطن الفلسطيني لصالح الاحتلال ومستوطنيه"، مؤكدا أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني ساهم في هذا تغول الاحتلال ومستوطنيه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

ويشير إلى أن دور التنسيق الأمني حماية الاحتلال والتغطية على جرائمه، ومنع أي نشاط فلسطيني لمواجهة الاحتلال وهو ما تقوم به السلطة".

ونبه الظاظا إلى أن دور السلطة وما تقوم به هو نتاج ما قام به دايتون لسنوات طويلة من تغير العقيدة الأمنية لأجهزة السلطة، حتى أنه تباهي أنه صنع الفلسطيني الجديد، الذي يقف بوجه أخيه الفلسطيني لصالح الاحتلال".

ورصد تقرير دوري أصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس بالضفة الغربية ارتكاب قوات الاحتلال والمستوطنين (2341) انتهاكًا خلال الشهر الماضي.

وبلغ عدد عمليات إطلاق النار التي نفذتها جنود الاحتلال والمستوطنين (156)، نجم عنها استشهاد (4) فلسطينيين وإصابة (629) آخرين.

وأوضح الظاظا أن الاحتلال هو من يعتدي على المواطن الفلسطيني، والمنشآت الاقتصادية، ويصادر الممتلكات والأرض الفلسطينية، مضيفا "يجب ألا تسمح هذه الأجهزة الأمنية للاحتلال بالدخول للأراضي الفلسطينية وحماية المواطن الفلسطيني".

وأردف بالقول" لكن للأسف هذه الأجهزة تٌخلي الأماكن والشوارع وتختبئ في ثكناتها، أثناء اجتياح الاحتلال لأي مدينة فلسطينية، ثم تعود هذه الأجهزة وتقوم بمنع أي نشاط لمواجهة انتهاكات الاحتلال، وهذه ثمرة طبيعية للتنسيق الأمني.

 

 ثمرة طبيعية للتنسيق الأمني

من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن غياب دور السلطة عن حماية أبناء شعبنا، هو "ثمرة طبيعية للتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال"، مضيفا "عندما يريد الاحتلال اقتحام أي مدينة يطلب من أجهزة السلطة الانسحاب وتسهيل الأمر لقوات الاحتلال لتفعل ما تريد".

وبين الصواف أن أجهزة السلطة لم تٌنشأ لحماية أبناء شعبنا وحقوقه، بل لحماية الكيان ومستوطنيه"، مضيفا "شرطتنا لا تحمي مواطنيها بل تحمي الاحتلال وهذه بينة على أرض الواقع".

وشدد على أن أجهزة السلطة بعقيدتها الأمنية تلك لا يمكن أن تٌشكل حماية لأبناء شعبنا، مؤكدا أنها منظومة أمنية تم تدريبها لصالح أمن الاحتلال وحمايته".

ودعا الصواف "الأهالي في مدن الضفة المختلفة لتشكيل لجان حماية شعبية مقاومة بما يتوفر من أدوات قتالية لصد هجمات الاحتلال ومستوطنيه، وحماية أنفسهم".

وأضاف "لا سلطة تحمي، ولا أمن يحمي، على المواطن أن يحمي نفسه، بدلا من أن يجد نفسه مطرودا خارج أرضه ووطنه".

 

تعزيز صمود المواطنين

بدوره، شدد الناشط ضد الاستيطان ضياء القريوتي على ضرورة أن تقوم السلطة بدورها في تعزيز صمود المواطنين في برقة وجميع المناطق التي تواجه اعتداءات المستوطنين، وتكثيف العمل للضغط على الاحتلال لوقف جرائمهم.

من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ بسام السعدي أنه "لولا التطبيع والسقوط من بعض الدول العربية في مستنقع الاحتلال، والتنسيق الأمني من أجهزة أمن السلطة، لما تجرأ وتطاول الاحتلال وقطعان المستوطنين بهذه الهجمة المسعورة على أبناء شعبنا الفلسطيني".

اخبار ذات صلة