قائمة الموقع

مناورات الركن الشديد2 وقرب التحرير

2021-12-28T23:02:00+02:00
أحمد النجار

بقلم أحمد النجار

تسابق المقاومة الفلسطينية الزمن، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تطوير قدراتها العسكرية، عتادا وكما، فالأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية استطاعت في وقت قصير أن تكون رقما صعبا يشكل رعبا وإزعاجا للاحتلال بكافة الطرق والأدوات.

مؤخرا أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، انطلاق فعاليات التدريب المشترك للفصائل المسلحة تحت اسم "الركن الشديد 2"، وتأتي هذه المناورات في وقت شديدة الحساسية وظروف بالغة الخطورة يعيشها الفلسطينيون والمنطقة،

تهدف الفصائل من هذه المناورات إلى رفع الكفاءة والجاهزية القتالية للأذرع العسكرية الفلسطينية؛ لمواجهة التحديات المختلفة والاستعداد لأي حماقة قد يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، لا سيما تصاعد اعتداءات المستوطنين في الأيام الأخيرة في مدن الضفة المحتلة، وتصاعد الحالة المقاومة للاحتلال ومستوطنيه

 ‏مناورات الركن الشديد 2 ‏تأتي بعد أيام قليلة من مناورة درع القدس التي نفذتها كتائب القسام واستمرت لأيام بالتزامن مع تصاعد ملحوظ في التجارب الصاروخية في عرض البحر

 و‏وفقا لتقارير إسرائيلية، بذلت المقاومة الفلسطينية منذ نهاية معركة سيف القدس جهودا كبيرة في إعادة بناء قوتها العسكرية وبنيتها التحتية، فضلا عن تطوير سلاحها بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى والدقيقة، إضافة إلى التطور الكبير في الطائرات بدون طيار والقدرات البحرية .

 ‏وعلى سبيل المثال لو عدنا إلى الوراء، وقت هجرنا من بيوتنا قسرا عام 1948 وارتكبت العصابات الإسرائيلية بحقنا المجازر وأبشع الجرائم، وسألنا أجدادنا آنذاك إن كان سيصبح لنا جيش كبير وقدرات عسكرية متقدمة وسيكون باستطاعتنا أن نقصف العمق الإسرائيلي بمئات الصواريخ في لحظة واحدة ، تنطلق من قطاع غزة، لضحكوا كثيرا، وقالوا إنها أضغاث أحلام، لكنها اليوم واقع نعيشه ويتألم منه المحتل ويزلزل أركانه ويعمل له ألف حساب إلى حد الخشية على المستقبل

 ‏ إنجازات المقاومة كانت واضحة في معركة الفرقان عام 2008 عبر تنيفذها مئات الهجمات الصاروخية ، ضد  قواعد عسكرية، ومغتصبات صهيونية وصلت بئر السبع، وعسقلان، وأسدود ، وقتل فيها نحو  49 جندياً صهيونياً وأصيب نحو 400 آخرون، بالإضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل الإسرائيلية، و تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر قدرت بنحو 120 مليون شيكل

كما كان للمقاومة في معركة حجارة السجيل عام 2012 إنجازاتها الكبيرة ، عبر إطلاقها آلاف القذائف الصاروخية على مواقع الاحتلال واستهداف طائراته وآلياته، إضافة إلى استخدامها لأول مرة صواريخ بعيدة المدى من صناعة محلية هي صواريخ M75إلى جانب فجر 5 التي أطلقت نحو هرتسيليا والقدس المحتلة، و"تل أبيب" و بئر السبع

 ‏أما معركة العصف المأكول 2012 فكانت صاعقة على إسرائيل ،استمرت 51 يومًا أسقطت فيها المقاومة نظرية الجيش الذي لا يُقهر، من خلال استخدام تكتيكات عسكرية جديدة لم يتوقعها الاحتلال من قبل، كان لها الأثر الكبير في تكبده خسائر كبيرة، وكان من أبرز هذه الاستراتيجيات ضرب نقاط ضعفه، كاستهداف مطار بن غوريون ومحيط مفاعل ديمونا النووي،و حرب الأنفاق وعمليات الإنزال خلف خطوط العدو ، وتحديد ساعة محددة لقصف تل أبيب، إضافة إلى استخدام صواريخ  جديدة ومتطورة ، كصاروخ R160 الذي قصفت به مدينة حيفا المحتلة، كما تم الكشف عن طائرات أبابيل الاستطلاعية، مما كبد الاحتلال خسائر موجعة ، فاعترف بمقتل 64 جنديًا وسبعة مستوطنين، وإصابة العشرات، عدا عن الخسائر الاقتصادية والمادية، ما ساهم في تغيير كل المعادلات مع الاحتلال وحسم المعركة لصالح المقاومة الفلسطينية

 ‏لنصل إلى معركة سيف القدس 2021 "أم الدلالات" على قرب التحرير إن أصبت التوصيف، كيف لا وهي جاءت دفاعا عن القدس وحي الشيخ جراح كمحطة متقدمة ومهمة في طريق العودة والتحرير ،استمرت أحد عشر يوما، حولت المقاومة فيها إسرائيل إلى أضحوكة أمام العالم وأبقت كل  ملاجئه المحصنة مفتوحة خوفا من ضربات المقاومة ، التي أمطرت مدنه بالصواريخ طوال المعركة حيث ‏أطلقت المقاومة آلاف الصواريخ التي غطت بها كل مدننا المحتلة ، وتسببت في خسائر اقتصادية إسرائيلية بالغة قدرت بمليارات الشواقل، إضافة إلى إدخال المقاومة أسلحة جديدة للخدمة، أبرزها صاروخ عياش 240 الذي تم إطلاقه باتجاه مطار رامون، واستخدام طائرات مسيرة جديدة من طراز "شهاب" محلية الصنع، مما مكن المقاومة من فرض سيطرتها على سير معركة سيف القدس، من خلال أوامرها للاحتلال، التي كان أهمها فرض المقاومة حظر التجول على كافة مناطق عام 1948.

 ‏هذا الانتقال النوعي والتطور الكبير ما بين معركة الفرقان ومعركة سيف القدس يعطينا دلالة واضحة ومؤشرا بأن المقاومة الفلسطينية في حالة تصاعد كبير وأحدثت نقلة نوعية في قدرتها العسكرية والإستراتيجيات ، مما يدلل على أننا بتنا قريبين جدا للتحرير والعودة وأقرب من أي وقت مضى وما مناورات الركن الشديد 2 إلا ضمن خطة شاملة ومحكمة تضعها المقاومة وقيادتها السياسية والعسكرية للمضي قدما نحو التحرير والعودة (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)

اخبار ذات صلة