محمد الضيف اسمٌ مرعبٌ للكيان الصهيوني ، ما أن يهتف به أحد في الضفة الغربية المحتلة يجد الجواب حاضرًا وما معركة سيف القدس عنّا ببعيد ، حينما علتْ هُتافات الفلسطينيين من قلب القدس وساحات الأقصى مُردِدَةً حُط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد ضيف ، سمع النداء وأقبل نحوهم ضاربًا عُمق الصهاينة مُصوبًا سيفه إلى رِقابهم وأيديهم التي امتدت على القدس والأحياء المحيطة بها حتى قطّعها إربًا إربا ، وفي ذلك درس قاسٍ لهم إياكم والقدس والأقصى ، فالمساس بهما تجاوز للخط الأحمر الذي سيعقبه إنذارٌ وويلٌ ووعيد ونار تحرق أركانهم.
باتت الأعين الفلسطينية مع كل حدثٍ وطني وقضية فلسطينية مقدسة تتجه نحو قائد أركان المقاومة محمد الضيف ، وهذا ما جعل أم الأسير ناصر أبو حميد المريض بسرطان الرئة أن تُناشده واصفةً إياه " أنا إمك وبحكي معك"
ذلك النداء لولا يقينها وثقتها به لما استنصرت به ، لِعلمها بأنّه يُجيب من دعاه لنصرته وطنيًا وفلسطينيًا ، كيف لا وهو الرافع رأس المقاومة عاليًا ويُشكِّل الدرع الحامي لفلسطين وشعبها ، المُدافع عن الثوابت الوطنية والفلسطينية المقدسة .
تستنصر ، تناشد ، تستغيث ، تُنادي بصوتٍ مكلوم ، وبصرخةٍ مُوجعة يكاد صداها يُسمع الأصم ، فهل يتجاهل نداءها؟! لا والله ، ما عهدنا عليه إلا حفظًا للحقوق والثوابت واستجابةً للمكروبين والمعذبين في أرجاء الوطن المحتل والمظلومين والأسرى المعتقلين في السجون الصهيونية ، من ينتظرون لحظة الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى والتي أخذ الضيف على عاتقه أمانة حملها والدفاع عنها بكُل ما أُوتي من عدّة وعتاد .
أم ناصر حميد ، أم لِخمسة أسرى حُكم عليهم بالمؤبدات ما يعني السجن مدى الحياة ، منهم ناصر المريض بالسرطان من أرسلت مناشدتها وصرختها لأجل الإفراج عنه و حينما تمكنت من زيارته بعد عناءٍ طويل لم تعرفه لخطورة وتدهور وضعه الصحي فهو بأمس الحاجة للإفراج عنه لتلقي العلاج والرعاية الصحية الكاملة
لم ينتهي وجعها وأنين قلبها إلى هنا فقد فقدت ابن آخر شهيد ، وتعرض منزلها للهدم خمس مرات كان آخرها عام ٢٠١٩ ، منزلها الذي يقع في مخيم الأمعري بمدينة رام الله ، معقل فساد سلطة التنسيق الأمني التي تُغضّ الطرف عن قضايا الأسرى وتتجاهل معاناتهم وأوجاعهم وتتنازل عن حقوقهم المشروعة بينما تُبادر وتُهرول إلى الاحتلال الإسرائيلي وتحفظ أمن وأمان مستوطنيه المحتلين للأرض ، من يمارسون شتّى أشكال الإجرام والعنجهية الصهيونية على مرأى ومسمع قيادات سلطة التنسيق الأمني