قائمة الموقع

ثورة في عالم الإنترنت حرفيًّا! هكذا سيُغير «الويب 3.0» حياة البشر

2022-01-26T12:24:00+02:00
Blockchain

تمر شبكة الإنترنت العالمية بمرحلة تغير جديدة في الفترة الحالية، تضاف إلى مراحل التغيير السابقة، لكنها الأهم لأنها ستغير من حياتنا إلى الأبد، ولأن شبكة الإنترنت أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين من الأشخاص اليومية، فقد لا يكون ذلك واضحًا على الفور للناس، لكنه يحدث، واسمه الويب 3.0.

فإذا سألت أي متخصص عن حالة شبكة الإنترنت الآن، فسيخبرك بأننا على وشك الدخول إلى عالم الويب (Web 3.0). فما هو الويب 3.0؟ وما مدى أهميته؟ وكيف سيغير عالمنا في المستقبل القريب؟

رحلة عالم الإنترنت من الويب 1.0 إلى الويب 2.0

قبل أن نتحدث عن الشكل الجديد لعالم الإنترنت، ربما علينا التحدث عن التغيرات الجذرية التي حدثت لشبكة الويب العالمية، أو لنقل التغير الجذري، كان الإصدار «ويب 1.0» هو الإصدار الأساسي من الإنترنت، والذي ظهر عام 1989؛ فقد بدأ عصر الإنترنت بمستندات الويب، أي تلك الملفات في شكل مستندات والتي كانت مترابطة على الإنترنت ومتاحة للجميع. ونظرًا إلى الحد الأدنى من المشاركة التي تتيحها هذه النوعية من الملفات للمستخدمين، فإن شبكة الويب 1.0 كانت تعرف باسم «ويب للقراءة فقط».

مع مرور السنوات، طالب مستخدمو الإنترنت بإتاحة المزيد من الخصائص المتعلقة بإمكانية المساهمة في المعلومات والتفاعل مع الملفات، هذا الأمر مهد الطريق للإصدار الثاني من شبكة الإنترنت «الويب 2.0» التي ظهرت منذ عام 2005، وأطلق عليه «ويب للقراءة والكتابة».

غير الويب 2.0 بشكل عميق مسار استخدام الإنترنت في فترة زمنية قصيرة؛ إذ ولد شكل جديد من أشكال التواصل بين البشر عندما تمكن مستخدمو الإنترنت من التفاعل معًا، على سبيل المثال، أصبح الويب 2.0 يتيح أمورًا لم تكن متاحة من قبل مثل تحميل وتنزيل الملفات، وإرسال الرسائل والتواصل المباشر، وصولًا إلى الشبكات الاجتماعية الموجودة حاليًا. 

منذ عام 2005 وحتى الآن، نحن نعمل على الإصدار الثاني لشبكة الإنترنت، وكل تلك الإمكانيات الفائقة والمذهلة التي ظهرت في عالم الإنترنت ما هي إلا حصيلة العمل على التطوير والإضافة إلى الويب 2.0. 

 

نحن الآن على مشارف تغيير جذري تاريخي ينقلنا إلى الإصدار الثالث «الويب 3.0».

ما هو الويب 3.0؟

رغم الصعود والتطور في الإصدار الثاني لشبكة الإنترنت، بدأ البعض يبحث عن حل يتضمن وظائف الواجهة الخلفية بدلًا من الواجهة الأمامية التي نستخدمها حاليًا لبرمجيات الحاسوب، يحتاج الأمر لبعض الشرح، أليس كذلك؟

حسنًا، كل برنامج من برامج الحاسوب أو موقع إنترنت له واجهتان، أمامية وهو ذلك الجزء الذي يتفاعل معه المستخدم مباشرة، ويتضمن كل ما يختبره المستخدم من ألوان، وصور، ونصوص، وقوائم تنقل، وأزرار وغيرها مما يظهر في أي موقع، وهناك الواجهة الخلفية، وهو جانب الخادم للموقع أو البرنامج حيث تخزن البيانات وترتب ويتم التأكد من أن كل شيء على الواجهة الأمامية يعمل كما ينبغي.


فكرة الويب 3.0 ستتعلق بإيجاد حلول وتطويرات أكبر للواجهة الخلفية، من هنا، سيسمح الإصدار الثالث من الإنترنت للأنظمة بالبحث عن المواد وإنشائها وتبادلها وربطها، وسيسمح الذكاء الاصطناعي لمواقع الويب بفهم معنى الكلمات بدلًا من مجرد اكتشاف الكلمات الرئيسية ذات الصلة دون الحاجة لتدخل البشر، بكلمات أبسط، فإن الويب 3.0 سيكون هو الإنترنت الذي تفكر فيه أجهزة الكمبيوتر ويتصرف فيه المستخدمون، أي إن الإنترنت لن يحاول إيجاد دلالات بين الكلمات والمعلومات والبيانات، بل سيفهم تحديدًا ما تود التعبير عنه عبر هذه الكلمة أو المعلومة.

الويب 3.0 والبلوكتشين

ميزة الويب 3.0 الكبرى أنه سيكون لامركزيًّا، وبالطبع، إذا قيلت اللامركزية، فستظهر لنا تقنية البلوكتشين، وتطبيقاتها الكبرى المتمثلة في العملات الرقمية المشفرة التي تنتقل من نظير إلى نظير دون الاعتماد على البنوك أو الحكومات، هذه الصفة في البلوكتشين والعملات الرقمية هي التي يحتاجها الويب 3.0.

ماذا يعني كل هذا؟ في الويب 2.0 الذي نعمل عليه حاليًا، فإن كل كلمة أو صورة أو فيديو تقرأه أو تسمعه أو تشاهده هو موجود في سيرفر أو خادم ما لإحدى شركات التكنولوجيا الكبرى، ما يعني أن كل ما يوجد على الإنترنت موجود أيضًا في قبضة شركات وجهات بعينها.

لكن في عالم الويب 3.0 المرتبط بتقنية البلوكتشين، فإن تخزين هذه البيانات سيكون لامركزيًّا، سينتشر بين المستخدمين أنفسهم. أي إن الإنترنت سيكون ملكًا للناس وليس للشركات أو الحكومات، هذا يعني أننا سنكون أحرارًا في استخدام الإنترنت، لا مزيد من دفع الرسوم أو اتباع القواعد التي تفرضها علينا شركات التكنولوجيا الكبرى.

وهذه بعض خصائص شبكات إنترنت الويب 3.0

هذا الجيل الجديد من الإنترنت سيجلب لنا شبكات إنترنت بخصائص غير معتادة، هذه أهم مميزات الشبكة الجديدة:

1- مفتوحة.. وداعًا للسرية الخاصة بالشركات

شبكة الإنترنت التي سنعمل عليها ستأتي من برامج مفتوحة المصدر، هذا يعني أن من سيخلقها هو مجتمع مفتوح ويمكن الوصول إليه، وليس شركات عملاقة تحاول الحفاظ على سرية برامجها، علاوة على ذلك، أن هذه البرامج ستكون قيد التنفيذ بينما يمكن للجميع في جميع أنحاء العالم رؤيتها، وداعًا للسرية الخاصة بالشركات.

2- غير موثوقة.. لا حكومة للإشراف على المستخدمين

لا نقصد هنا المعنى السلبي للكلمة؛ إذ ستسمح شبكة الإنترنت الجديدة للمستخدمين بالتفاعل علنًا أو بشكل خاص. علاوة على ذلك، لن يحتاجوا إلى شركة كبيرة أو حكومة تشرف على كل شيء.

3- بدون إذن.. الإنترنت للجميع حرفيًّا

أي يمكن للجميع الدخول والانضمام، ولن يضطر المستخدم إلى تلبية متطلبات ما يفرضها أشخاص أو جهات بعينهم.

4- الويب الدلالي.. الإنترنت الجديد سيفهمك دون أن تشرح

هذه كلمة صاغها تيم بيرنرز لي، مخترع شبكة الإنترنت العالمية، ويقصد بالدلالات دراسة العلاقة بين الكلمات؛ إذ سيعمل الإنترنت الجديد على تحسين تقنيات الإنترنت من خلال تحسين كيفية إنشاء المستخدمين للمحتوى ومشاركته وتوصيله، وسيمكنها التعلم الآلي أيضًا من اكتشاف الأنماط الموجودة في المحتوى وفهمها دون تدخل البشر لتوجيهها.

5- الذكاء الاصطناعي.. أجهزة الكمبيوتر هنا لتلبية احتياجاتك

في هذا الإنترنت الجديد، يمكن لأجهزة الكمبيوتر التقاط المعلومات تمامًا كما يفعل البشر، ستسمح لهم تقنية الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة بمنح الأشخاص نتائج أكثر صلة وأكثر منطقية، بمعنى آخر، ستصبح الشبكة ذكية بما يكفي لتلبية احتياجات المستخدم بالكامل.

6- الرسومات ثلاثية الأبعاد.. الواقع المعزز قرب يديك

سيستخدم الجيل الجديد من الإنترنت الرسومات ثلاثية الأبعاد بشكل واسع، هذا يشمل ألعاب الكمبيوتر وعوالم الميتافيرس والواقع المعزز وغيرها من التقنيات الحديثة القادمة.

7- الاتصال المفتوح.. ابحث وسيحصل الجميع على النتائج

جميع المعلومات على هذه الشبكة ستكون متصلة، يسمح هذا للأجهزة والخدمات باستخدام البيانات نفسها، مثل أنه عند قيامك باستخدام محرك البحث للبحث عن شيء ما، فأنت تشارك مصطلحات البحث هذه مع ملايين الأشخاص، وتحصلون جميعًا على نتائج مماثلة.

8- الوجود في كل مكان.. صوتك سيصل للجميع

الأمر هنا لا يقتصر على إرسال تغريدة ما فتجدها موجودة في كل مكان، بل إن الاتصال بشبكة الإنترنت نفسه سيكون متاحًا في كل مكان عبر وجود جيل جديد من الأجهزة الذكية.



 

لكن.. كيف سيغير الويب 3.0 عالمنا؟

نأتي هنا للسؤال الأهم: ما الفرق الذي سيحدثه هذا الإصدار الجديد على حياتنا وعالمنا؟ حسنًا، لنبتعد الآن عن المصطلحات التقنية المعقدة ونتحدث ببساطة أكثر، عند النظر إلى الميزات السابقة يمكننا القول إن الويب 3:0 سيفيد الناس بهذه الطرق:

تجربة شخصية أكثر

تهدف الإعلانات التي تظهر لك خلال تصفحك لمواقع الإنترنت إلى تلبية احتياجاتك، هذا ما تبحث عنه شركات الإعلانات والشركات الوسيطة التي تبيع البيانات، ومع ذلك، فهم غالبًا لا يظهرون ما تريده حقًّا، لكن الأمر سيختلف مع الويب 3.0؛ إذ سيكون أفضل في معرفة عاداتنا، وسيعرض المنتجات التي تحتاجها بالفعل، وليس المنتجات التي تريد الشركة بيعها.

بحث أفضل

يعد كل من «Siri» و«Cortana» و«Alexa» مساعدين بارعين في الأوامر الصوتية، لكنهم لا يزالون يواجهون صعوبة في فهم ما نقوله أو ما نعنيه بالضبط، سيتيح لنا الويب 3.0 طلب أشياء من أجهزتنا الذكية كما لو كان شخصًا عاديًّا نتحدث معه، إذ إنه سيفكر بالفعل كما لو كان شخصًا عاديًّا.

تطبيقات أفضل

لنأخذ خرائط «جوجل» مثالًا، حاليًا، هي تعطي تجربة مستخدم ثرية من خلال إعطائنا اتجاهات الخريطة وتحديثات حركة المرور المباشرة، لكن الأمر سيتحسن كثيرًا مع الويب 3.0، وستتداخل تجربة الحركة ثلاثية الأبعاد بشكل مذهل.

وصول الإنترنت لكل مكان

الويب 3.0 سيكون لديه القدرة على تغيير جذري في كيفية استخدام الناس للإنترنت، ستصبح المهام اليومية الأوتوماتيكية والتذكيرات المجدولة والبحث عبر الذكاء الاصطناعي وغيرها من الميزات، متاحة في كل مكان، بل سينتشر الاتصال بالإنترنت نفسه إلى كل مكان من خلال تقنية IoT (إنترنت الأشياء).

اخبار ذات صلة