اعتبر محللون سياسيون وأمنيون، أن محاولة اغتيال الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان في نابلس، أمس، جريمة جديدة لفريق التنسيق الأمني الذي يواصل استهداف المقاومين والمعارضين؛ بهدف تغييب الرموز الوطنية أصحاب التأثير في الضفة الغربية المحتلة.
ويرى المحللون في تصريحات منفصلة لوكالة "شهاب" للأنباء أن محاولة اغتيال الشيخ خضر عدنان لن تكون الأخيرة إذا التزم الكل الوطني الصمت إزاء نهج السلطة القائم على التخويف والإرهاب والاعتقال والتصفية، كما حدث مع الناشط السياسي نزار بنات.
ويقود الأسير المُحرر "عدنان" في الضفة الغربية عملا جماهيريا وتحركات شعبية لمساندة للأسرى وعوائل الشهداء كما يُساند أصحاب البيوت المهدمة والجرحى ويُشارك في الفعاليات الشعبية الرافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ومنذ سنوات.
ونجا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "الشيخ عدنان"، مساء أمس، من محاولة اغتيال بعد تعرضه لإطلاق نار على أيدي مسلحين مجهولين في نابلس، فيما استنكرت الفصائل الفلسطينية هذه "الجريمة"، وطالبت أجهزة أمن السلطة بفتح تحقيق وتقديم الجناة للعدالة.
"السلطة تنتهج تصفية المعارضين"
المحلل والكاتب السياسي ماجد الزبدة، قال إن محاولة اغتيال الشيخ خضر عدنان في نابلس هي "حلقة ضمن سلسلة محاولات دنيئة للتصفية الجسدية الذي اعتمدتها السلطة الفلسطينية نهجًا للتعامل مع خصومها في الضفة المحتلة، كان من بينها محاولة اغتيال المرحوم الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين أكثر من مرة، ومحاولة اغتيال المفكر الفلسطيني المرحوم البروفيسور عبد الستار قاسم، واغتيال الناشط الفلسطيني والمرشح البرلماني الشهيد نزار بنات، وغيرها من الجرائم التي طالت عدة رموز فلسطينية مناهضة للتعاون الأمني المشبوه بين السلطة والاحتلال".
وأضاف الزبدة أنه "لطالما عملت قيادة السلطة على تنفيذ تلك الجرائم الوطنية تحت ستار كتائب شهداء الأقصى، متناسية أن شعبنا يدرك الفروقات الواضحة بين البندقية المنحرفة التي تستهدف رجال المقاومة ولا تجيد إطلاق الرصاص سوى في الجنائز والأفراح، وبين البندقية الطاهرة التي تتقن مواجهة الاحتلال في شوارع وأزقة مدن ومخيمات الضفة المحتلة".
"انفلات عقال الإجرام"
بدوره، كتب الخبير الأمني عبدالله العقاد : "انفلات عقال الإجرام جريمة يجب أن تقف..!".
وقال العقاد إن محاولة اغتيال الشيخ خضر عدنان من قِبل عصابة منفلتة تابعة لـ أجهزة التنسيق الأمني الصهيوني، ولكن شاء الله أن ينجو البطل منها، ليعلم الجميع أن مهادنة المجرمين أشد إجراماً من ذات المجرمين أنفسهم.
"رسالة للشعب الفلسطيني"
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن "عملية إطلاق النار على الشيخ خضر عدنان تؤكد أن نهج السلطة لن يتغير في تصفية من يخالف أو يتحدث بغير ما تقوم به هذه السلطة" وأن نهج التخويف والإرهاب أولا بحق من تصفهم بالمعارضين مستمر.
وأوضح أن نهج السلطة قائم على التخويف ثم الإرهاب ثم الاستدعاء ثم الاعتقال ثم إطلاق النار دون الوصول إلى التصفية، ثم بعد ذلك التخطيط للتصفية الجسدية، "تماما كما حدث مع الشهيد بإذن الله نزار بنات".
وأضاف الصواف أن "السلطة وأجهزتها تمارس نفس الأسلوب المدان والمرفوض في طريقة تصفية من يخالفها؛ وذلك لأن هذه السلطة لم تجد الرادع لها ولفعلها المدان، لا من المواطنين، ولا من القوى الحية في شعبنا، فتمادت في إجرامها، وها هي تمارس نفس الأسلوب مع الشيخ المجاهد خضر عدنان".
ووفق الصواف، هذه رسالة ليس لحركة الجهاد الإسلامي بل لكل الشعب الفلسطيني المعارض لنهج السلطة المخالف للعقل والمنطق.
وتابع إنه "إذا استمر الفعل على ما هو عليه عند عملية إغتيال نزار بنات وما سبقها من إطلاق نار للدكتور عزيز دويك وللدكتور حسن خريشة وللمرحوم عبد الستار قاسم وغيرهم ممن لم يعرفوا وتم تصفيتهم، فإن هذه السياسة ستستمر وهذا الإجرام سيصبح منهج حياة لدي السلطة وأجهزتها القمعية".
وأردف الصواف قائلا إن "ما تقوم به السلطة لا يمكن وصفه بأقل مما وصفه بها ذلك المثل والذي يعلمه الجميع (من أمن العقاب أساء الأدب) والسلطة وأجهزتها الأمنية لم تجد من يعلمها الأدب، فها هي تعيد إساءة الأدب بتكرار نفس الأسلوب".
وأكمل : "علينا جميعا أن لا نقف نفس المواقف السابقة وأن لا نكتفي بالإدانة والشجب والاستنكار (..) نعم هذا مطاوب ولكن الفعل يحتاج إلى فعل وفق قانون الطبيعة (لكل فعل ردة فعل موازية للفعل ومخالفة في الإتجاه)، فإذا لم تتلق السلطة وأجهزتها الأمنية ما يدرعها من الجميع فستتمادى في جرائمها".
وختم الصواف حديثه : "لذلك احذروا أن تكون ردات فعلكم كما كانت سابقا، وهذه المحاولة التي تعرض لها الشيخ خضر عدنان يجب أن يكون ردها رسالة لهذه السلطة وأجهزتها الأمنية مخالفة عما كانت عليه، ويجب عدم الصمت أمام جرائم السلطة على كل الصعد".