بعدما أصبح مخيم جنين عنوانًا للمقاومة وحصنًا لها، كثفت أجهزة أمن السلطة والاحتلال على حدٍ سواء متابعتها الأمنية للمقاومين في المخيم، وسطت تخوفات مشتركة من تعميم هذه الحالة المقاومة على باقي مخيمات الضفة الغربية.
وتعرض المخيم خلال الآونة الأخيرة لحملة تحريض وشيطنة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والتي يقودها محافظ محافظة جنين أكرم الرجوب المعروف بعداءه الشديد للمقاومة ونعتها بالفوضى والفلتان.
وأوضحت مصادر خاصة من مخيم جنين لوكالة شهاب، أن مسيرة تشييع جثمان القائد الوطني وصفي قبها شكلت منعطفًا خطيرًا لدى السلطة، والتي قررت بعدها إقالة جميع قادة أجهزة الأمن في المحافظة، واختيار قادة وضباط معروفون بسجلهم الخطير على المقاومة والقضية الفلسطينية بشكل عام.
وبينت المصادر أن بعض هؤلاء الضباط معروفون بارتباطهم بشكل مباشر مع الاحتلال، وخاصة نائب مدير جهاز المخابرات في جنين ومدير الأمن الوقائي.
ولا تستبعد المصادر أن كافة الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين قد تمت بتنسيق تام وكامل بين الاحتلال وقادة الأجهزة الأمنية، لإكمال المشوار الذي بدأه الرجوب بملاحقة المقاومة والسعي لتصفية عناصرها في مخيم جنين.
وأقدم رئيس السلطة محمود عباس في نهاية نوفمبر الماضي على إجراء تغييرات على مستوى قادة الأجهزة الأمنية في محافظة جنين حصرًا عن باقي مدن الضفة المحتلة بعد فترة وجيزة من لقائه برئيس جهاز الشاباك الجديد رونين بار.
وجاء لقاء الرئيس عباس ببار بعد ساعات بسيطة من جنازة القيادي في حركة حماس وزير الأسرى الأسبق وصفي قبها والتي شهدت ظهور عناصر محسوبة على كتائب القسام بلباس عسكري كامل.
وتستدل المصادر لوكالة شهاب، على تورط أجهزة أمن السلطة بالشراكة مع الاحتلال في ملاحقة المقاومين في مخيم جنين، بقائمة المطلوبين التي تم تسريبها من داخل أروقة ومكاتب الأجهزة الأمنية والتي احتوت أسماء عدد من المقاومين المطلوب للسلطة.
وتشير المصادر إلى ارتياح محافظ جنين أكرم الرجوب لما يجري من ملاحقة وتضييق على المخيم والمقاومين، موضحًا أن الرجوب عقّب على اعتقال عدة مطلوبين للاحتلال لدى أجهزة السلطة أن العمل بدأ يعجبه الآن.
ولفت الرجوب إلى أن ثلث عدد المطلوبين والمقاومين في المخيم تعرضوا للاعتقال والملاحقة للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، والتي يرتبط قادتها بشكل مباشر مع ضباط المخابرات الإسرائيلية.
وعبرت المصادر عن خشيتها من اشتداد الحملة على مخيم جنين خلال الفترة القادمة بعدما بات التنسيق الأمني مباشر بين قادة الأجهزة الأمنية وضباط المناطق في جيش الاحتلال.
وبينت المصادر أنه بموجب آلية التواصل الجديدة، فقد أصبح تواصل ضباط أجهزة السلطة مرتبط بشكل مباشر مع ضباط نفس المنطقة في "الشاباك"، وذلك من أجل ضمان السرعة في تبادل المعلومات وملاحقة المقاومين.