خاص – شهاب
قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة إن جملة تحولات طرأت على الساحة الفلسطينية والدولية، ضيقت مساحة المناورة الإسرائيلية في موضوع صفقة التبادل.
وأضاف هلسة في حديث خاص لوكالة شهاب، أن قدرة حماس على الاحتفاظ بالأسرى إضافة إلى المادة الدعائية التي ينشرها الذراع العسكري، تعد نجاحاً يعزز جملة التحولات ويكشف كذب نتنياهو ويزيد من حجم الضغط عليه.
وبيّن هلسة أن من ضمن جملة التحولات هو وقف إطلاق النار في لبنان، وبالتالي سحب ذريعة النصر المطلق التي زعمها نتنياهو خصوصا أن حزب الله لا يزال يستطيع أن يمطر "إسرائيل" بمئات الصواريخ وفي كل المناطق.
وأوضح أن وقف إطلاق النار في لبنان دفع الشارع الإسرائيلي للضغط على نتنياهو لإبرام صفقة مع غزة لوجود الأسرى الإسرائيليين والتأخر عنهم يعني احتمالية فقدانهم في أي وقت تزامنا مع القصف المستمر.
وأوضح هلسة أن حماس لعبت على الوتر الإنساني الحساس بعد نشر فيديوهات عن حياة الأسرى، بعد اعلان وقف إطلاق النار مع لبنان مما عزز من غضب الشارع الإسرائيلي وجلب التعاطف العالمي المؤيد للاحتلال.
ولفت إلى أن هذا الضغط من قبل حركة حماس نسف سردية نتنياهو بأن كل الأسرى ماتوا، ودفعه للاتصال بالعوائل بعد خروج المشاهد بدقائق بخلاف ما كان يفعل سابقاً.
وتابع:" من جملة التحولات أيضاً انتخاب ترامب الذي يختلف عن بايدن كثيراً فتقديم الخدمات لإسرائيل يعني أن على "إسرائيل" تقديم ما تريد وهذا يفعله نتنياهو وبالتالي لا يريد أن يصل إلى مرحلة صدام مع ترامب كما أنه لا يرغب بمحو الصورة التي نسجها بقول إنه يقول لا للإدارة الأمريكية، وقدوم ترامب يعني أنه يجب عليه الاستجابة للإملاءات للحصول على الدعم".
وأردف:" يضاف إلى جملة التحولات سحب نتنياهو لمنصة الاتهام في المحاكم الإسرائيلية في خضم المعركة في محاولة لمنع نتيناهو عن الاستمرار في الحرب المفتوحة والهروب من ملفات الفساد"، على حد قوله.
وبين هلسة أن المخرج الآمن الذي يسعى إليه نتنياهو الذهاب نحو صفقة لاستعادة الأسرى دون اشتراط وقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة، على أمل أن يتحول الوضع القائم إلى دائم وفرض أمر واقع.
وقال إن المقاربة لهذا المخرج هو ما قدمته الإدارة الأمريكية كورقة وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية مع لبنان، وتباهي نتنياهو بأن الحرب لا تزال قائمة ولم تتوقف ولديه حرية العمل ضد أي تهديد.
وأضاف أن حلم نتنياهو بفرض الأمر الواقع يقابله ورقة الأسرى لدى المقاومة إضافة إلى بؤر القتال المستمر والتي ستواصل تهديد أماكن تواجد الجيش وبالتالي استمرار الاستنزاف.
