من الناحية اللغوية تتفق المعاجم العربية والإنجليزية على أن الموهبة تعتبر قدرة أو استعداداً فطرياً لدى الفرد، لكن ما يشد انتباه المتابعين تجاه لعبة كرة السلة هو المدرب الأربعيني الموهبة محمد فايز عاشور ، المدير الفني لفريق نادي السلام للأشخاص ذوي الإعاقة ، حاصد البطولات الرياضية لكرة السلة ، عبر خمسة أعوام أخيرة ، بكل جدارة واستحقاق كان اخرها حصد لقب دوري كرة السلة للعام الحالي 2021 , بعد تنافس مثير , مع فريق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني .

وشرع المحنك عاشور في مجال التدريب، منذ سنوات عدّة ، وتخصص في بداياته بشكل خاص ، بتدريب كرة السلة للكراسي المتحركة منذ 2016 م ، مع نادي السلام الرياضي ، وكانت هذه البداية هي بداية مثاليه في كتابه تاريخ مشرق مرصع ، بالمسابقات والبطولات الرياضية ، لتمتد عبر حصد 4 بطولات رياضية لكرة السلة للكراسي المتحركة ، مع نادي السلام والاشراف الفني على فتيات نادي غزة الرياضي منذ عام 2017 .

ويقول عاشور : "قبل نحو ست سنوات كان التفكير الجدى بـ عالم تدريبات كرة السلة ، من خلال الشخصية التي كونتها بفضل تعليمات الرياضي المخضرم الراحل "طه سكيك" الذى أوجد في شخصي الموهوبة والمهارة ، لأصبح مدرب المستقبل للعبة كرة السلة من الباب الواسع.

ويبيّن عاشور أنّه يأتي لنادي السلام طوال الأسبوع حيث يضم النادي الرياضي المتميز ، بطل الثلاثية صالة رياضية نوعية هي الأولى في الأراضي الفلسطينية، ليمارس عليها كتيبة اللاعبين واللاعبات تدريبات كرة السلة للكراسي المتحركة بل أصبحت الصالة الرياضية ، مكان مفضل لمدارس لعبة كرة السلة ، منذ سنوات ماضية لتفريخ جيل رياضي نوعي .

يواجه عاشور وغيره من محبي الرياضة في غزة، مشكلات متعددة منها، الإغلاق المستمر الذي تفرضه دولة الاحتلال على القطاع، وعدم توفر الأدوات الرياضية المناسبة للتدريب ، والتى تقف في كثير من الأحيان عائقاً أمام عدد من الفرص الخارجية التي يمكن أن يطوروا من خلاها أدائهم ويرفعوا مستوياتهم الفنية والرياضية .

ومن المعوقات كذلك، عدم وجود ملاعب مناسبة في قطاع غزّة، والتي يوفر تواجدها مساحة أكبر لممارسة الرياضة وإقامة البطولات المحلية، التي تتيح المشاركة لعدد كبير من اللاعبين.

وعن طموحاته يضيف "أتمنى أن أكون قادراً خلال الفترة القادمة، على المشاركة مع نادي السلام في بطولة غرب اسيا ،وأقدم من خلالها ابداع الرياضي الفلسطيني، وليعكس الصورة المشرقة للعبة كرة السلة للكراسي المتحركة في محافظات غزة عبر ابطالها من الشباب والفتيات ".

وفي ختام حديثه، يوجه عاشور رسالة لكل شخص لديه إعاقة، بأنّ الثقة بالنفس والإصرار على مواصلة الطريق والعمل بجد، هي مفاتيح النجاح والإنجاز في هذه الحياة بغض النظر عن الظروف التي يمكن أن تُفرض على الإنسان.

وينبّه عاشور أنّه حريص على استخراج الابداع من بعض المواهب الرياضية لكرة السلة ، وضرب مثال على تألق حسام القلازين، الذي عمل على تنمية مهارته الرياضية خلال السنوات الأخيرة ، وصقل قدراته المهارية والفنية ، من خلال التدريب المكثف بعد انتقاله من جمعية المعاقين حركيا ، الى نادي السلام الرياضي عام 2016 ، حتى أصبح لاعباً فذاً ، ومن افضل المواهب الرياضية السلوية ، دون منازع ، عبر حصوله على العديد من البطولات والجوائز الفردية النوعية.

محمد فايز عاشور مدرب متعدد المواهب، فهو بقوم بتدريب المنتخب الفلسطيني لأصحاب الهمم لكرة السلة للكراسي المتحركة ، حصد مع المنتخب قبل عامين المركز الثالث في البطولة الدولية في لبنان والميداليات البرونزية ، ويؤكد عاشور أن أهم إنجاز من الممكن أن يحسبه لنفسه هو القدرة على التواصل مع أصحاب الهمم بأسهل طريقة، لأن الأصل في تحقيق أي إنجاز هو القدرة على التواصل مع اللاعبين، والتعرف على احتياجاتهم وقدراتهم، والهدف في هذا النوع من المشاركات هو ليس الميدالية فقط، ولكنه الفرحة التي نراها في أعين اللاعبين واللاعبات وأسرهم. وقال: في كرة السلة حققنا برونزية الفرق، وذهبية لحسام القلازين كأفضل لاعب في البطولة , مشيراً إلى أن المنافسات كانت قوية ومثيرة، موضحاً أن الخبرة التي اكتسبناها هي اهم إنجازاتنا في الحدث، كما حققنا مكتسبات عديدة منها التعرف على مستويات المنافسين قبل المشاركة في دورة الألعاب الرياضية في غرب اسيا العام المقبل. 

وأوضح: سوف نبدأ من الآن في الاستعداد للعالمية، وسوف نشارك فيها بعدد أكبر من اللاعبين ، وهي ألعاب يشارك فيها أبطال من عدة دول ، لذا الأمر يتطلب عملاً كبيراً وجاداً خلال الفترة المقبلة من أجل تجهيز المنتخبات بالصورة التي تضمن حضوراً مميزاً لها.

ولعل من خلال متابعتنا للمدرب " أبو فايز عاشور" أنه يمتلك من المهارات و المواهب ما يمكنه من ولوج عالم التدريب من الباب الواسع ومن بين الصفات التي يتمتع بها هذا المدرب عاشور , قدرته على إيصال أفكاره و معلوماته و خطته التكتيكية الى لاعبيه والتدرج في كمية ونوعية المعلومات التي يرغب في إيصالها للاعبين وعدم إقباله على الدخول في مباراة ما بخطة محكمة حتى يتأكد من استيعاب اللاعبين لها وتشجيعه للاعبيه حتى وقت ارتكاب الأخطاء ومنحه الفرصة للجميع , لإظهار مواهبهم الكروية وقوة الشخصية وعلاقته الطيبة مع فريقه وحرصه الدائم على الإثارة ، والتشويق والمفاجآت ، ومخالفة توقعات المتتبعين وقدرته على معرفة الوقت المناسب لإجراء التغيرات و إدخال اللاعب المناسب في الوقت المناسب.

بلا شك كل هذه الصفات و المميزات الرياضية التي تتوفر في المدرب عاشور من شأنها أن تصنع مدربا محليا وعربيا في لعبة كرة السلة للكراسي المتحركة .