خاص – شهاب
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، تعرض "إسرائيل" لهجوم ايراني، لتمتلئ بعد ذلك السماء بعشرات الصواريخ.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنّ العملية تمّت بناء على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش الإيراني، وردًا على استشهاد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله وقائد "فيلق القدس" في لبنان عباس نيلفوروشان.
وفي قراءة للرد الإيراني على الاغتيالات الإسرائيلية، قال الكاتب والمحلل السياسي خليل نصر الله، إن الضربة الإيرانية الحالية نحو"إسرائيل"لا تشبه سابقتها بشيء، فقد تمت دون إنذار، وبشكل مفاجئ، واعتمدت على الصواريخ بما يشي باستخلاص عبر من الضربة السابقة، وهي أوسع وأشمل أيضا.
وأضاف نصر الله في تحليل رصدته شهاب، أن توقيت الضربة الإيرانية هام جدا، إذ إن إيران لا تقول إنها لا تخشى التهديد قط، بل إنها تبادر وتضرب وقد حضرت نفسها لما هو أبعد.
وفي ذات السياق، قال الكاتب الفلسطيني ساري عرابي، إن ما حدث الليلة استعادة نسبية للمبادرة، وتعديل في الموقف المعنوي.
وأضاف عرابي، أن الاحتلال لم يزل هو الأقوى والأكثر قدرة على الإيلام، لكن المهم أنّ ما انفتح في 7 أكتوبر لم يغلق بعد، وأنّ سعيه للخروج من الوضع القائم يعني تحديًا له كما هو تحدّ لأعدائه وخصومه، وكلما خلخل الأقوى من الوضع القائم كلما انفتحت فرص للضعفاء.
من جانبه، كتب محمد النجار حول القصف الإيراني لفلسطين المحتلة ليلة أمس:" الرد الإيراني هو انعطافة كبيرة في مسار المعركة، ومخالفٌ لتوقع نتنياهو والأمريكان حول تماديهم باغتيال السيد حسن نصر الله".
وأضاف النجار:" الأهم، أن التدخل الإيراني جاء في لحظة حرجة، أعادت الروح لجمهور المقاومة، وبددت الأوهام بتخلي إيران عن مسئولياتها، وبذلك ينخرط محور المقاومة ناريا من كل جبهاته، ليصل طوفان الأقصى إلى مداه الأوسع".
أما الكاتب والمحلل السياسي سامح شكر فكتب:" واضح أن الحرس الثوري تدخل على خلاف رغبة بازاشكيان الذي كان يرفض أو يماطل أو يخاف من الرد على اغتيال هنية، هذه ضربة الحرس وليست ضربة الرئاسة، وهي معضلة لن يفهمها سوى العالمين بطبيعة ونسيج المجتمع الإيراني ونظامه السياسي".
وأضاف شكر:" الضربة كانت أكبر من السابقة في 15 إبريل الماضي، وعلى الأرجح كانت بعشرات من الصواريخ الفرط صوتية، وهذا يفسر عدم قدرة الدفاع الجوي الصهيوني على التصدي لها، ومرور معظمها من الحائط الأمريكي الذي شكله حلف الناتو حول إسرائيل منذ الطوفان".
وتابع:" لا تزال نتائج الضربة عرضة للتخمينات، لكن الأرجح أنها أصابت مواقع عسكرية مهمة، ودمرت آليات وطائرات، أو ربما قتلت قادة كبار في الجيش أو النظام السياسي، هذا ما زال في سياق الاحتمال، نظرا للرقابة العسكرية الشديدة لإسرائيل حول أخبار واستهدافات مناطقها العسكرية بالخصوص".
وأردف قائلا:" إيران عمليا دخلت الحرب، لأن إسرائيل سترد، والحرس سوف يرد بضربة أعنف من هذه عدة مرات".
وأشار إلى أن الضربة جاءت في توقيت قياسي رفع الروح المعنوية وأعاد زمام المبادرة مرة أخرى لمحور المقاومة، والذي قد فقده المحور جراء سياسات بازاشكيان وتضحيته بقادة مقاومة لبنان بسوء تصرفه وسوء تقديره.
وبين شكر:" إسرائيل اليوم تلقت ضربة كبيرة هي بمثابة (صدمة) سوف تدفعها للتراجع خطوات للوراء في ملف السلام والهدنة، وسبق قلت أن إسرائيل لن تفكر في السلام سوى بصدمة كبيرة، وما حدث اليوم من ضربات لبنانية وإيرانية والعملية الأخيرة في تل أبيب صنع هذه الصدمة المفقودة، وحتما سيفكر القادة الإسرائيليون بميزان المصالح، وهي طريقة تفكير كانوا قد فقدوها عندما شعروا بخوف وجبن وضعف عناصر المحور أبرزهم القيادة الإصلاحية للرئيس بازاشكيان".
وختم بالقول:" : كنت قد توقعت حدوث هذه الضربة مهما طالت، وانتقدت تأخيرها، وتنبأت بأن تأخيرها وظهور الخوف سوف يؤدي لتمادي إسرائيل والإمساك بزمام المبادرة، ولولا تأخر هذه الضربة ما تجرأوا على قتل نصر الله، لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا".